ما أسباب إرسال ميليشيا أسد حشودا عسكرية إلى مدينة حلب؟

ما أسباب إرسال ميليشيا أسد حشودا عسكرية إلى مدينة حلب؟
رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصّل إليه الرئيسان التركي "رجب طيب أردوغان" والروسي "فلاديمير بوتين" منذ أيام إلا أن ميليشيا أسد الطائفية مازالت تُرسل تعزيزاتها العسكرية إلى داخل ومحيط مدينة حلب، وهددت هذه الميليشيا بالسيطرة على محيط حلب نافيةً شمول وقف إطلاق النار لريف المحافظة بعكس ما أكده آخرون.

كما أكدت عدة مصادر لأورينت نت أن الحشود العسكرية لميليشيا أسد جاءت من مناطق جبال الأكراد بريف اللاذقية، ومن جبهات ريف حماة الشمالي وريف ادلب الشرقي ومن المناطق الهادئة بريف حلب الشرقي، وتمركزت داخل أحياء حلب الجنوبية والغربية بالتزامن مع إخلاء بعض الأبنية السكنية القريبة من محيط المدينة.

أهم الميليشيات

وحول أهم الميليشيات التي قدمت إلى محيط مدينة حلب، يقول مسؤول وحدة الرصد 80 المرصد أبو صطيف خطابي لأورينت نت، "منذ بداية العام الحالي بدأت ميليشيا الفرقة الرابعة ممثلة بفوج "الغيث" الذي يقوده غياث دلا بالانسحاب من جبهات ريف اللاذقية باتجاه مدينة حلب، كما وصلت المدينة أرتال من الحرس الجمهوري قادمة من دمشق ودير الزور، بالإضافة لميليشيات تابعة للفرق الأولى والسابعة والتاسعة والفرقة 15 قوات خاصة".

وأضاف خطابي، "كما وصلت مجموعات من ميليشيا الفرقة 25 التي يقودها العميد سهيل الحسن، ومعها ميليشيا لواء القدس والفيلق الخامس الموالين لروسيا، ويُضاف لهذه الميليشيات التعزيزات التابعة لحزب الله اللبناني ولواء فاطميون والحرس الثوري وجميعهم موالون لإيران، ويُشرف على هذه التعزيزات العميد صالح العبد الله من الفرقة 25 واللواء زيد صالح من الفيلق الخامس واللواء مفيد حسن من الفرقة 15 قوات خاصة".

وأشار خطابي إلى أن "ميليشيا أسد أخفت هذه التعزيزات ضمن السكن الحكومي والمعامل والصالات والمستودعات، في كل من أحياء حلب الجديدة والكاستيلو والليرمون بالإضافة للراموسة والحمدانية".

معركة قريبة

وأما بالنسبة لدور هذه التعزيزات في الأيام القادمة، يقول مسؤول وحدة الرصد 80 لأورينت نت، "حسب عمليات الرصد والمتابعة لاحظنا نيّة النظام لشنّ عمليات هجوم على ريفيّ حلب الغربي والجنوبي في الأيام القادمة، فالتعزيزات التي وصلت لأكثر من 150 دبابة و 20 راجمة غراد من نوع جولان عيار 300 ملم، ومعها راجمات جولان على عربات مجنزرة عيار 1000 ملم، ويُضاف لهم أكثر من 30 مدفع متنوع برفقة أكثر من 3000 جندي، كل هذه التعزيزات ليست إلا لشنّ هجوم على ريف حلب وأكدتها وحدات التنصت الخاصة بنا مع الكلام الذي ينشره قادة بعض الميليشيات الطائفية حول القرب من بدء المعركة في حلب".

كما أكّد الناشط الاعلامي أحمد عبد الرحمن لأورينت نت أن، "تعزيزات تابعة للميليشيات الايرانية قد وصلت لمنطقة الوضيحي جنوبيّ حلب، وتعزيزات أخرى وصلت لمنطقة الليرمون شمال غرب مدينة حلب بالإضافة لنقل طائرات مروحية إلى مطار النيرب العسكري، ولا يُستبعد بدء معركة في ريف حلب الجنوبي باتجاه بلدة العيس في حال حصلت تلك المعركة ".

فيما توقّع المرصد خطابي أن تكون معركة حلب قريبة، وقال لأورينت نت "من المتوقع أن تبدأ ميليشيات الأسد هجومها على محاور حلب الجديدة والليرمون بمشاركة الميليشيات الموالية لروسيا بالإضافة لمحاور خان العسل والراشدين والمنصورة بمشاركة الميليشيات الموالية لإيران".

معركة "نفسيّة"

تضاربت التصريحات الروسية والتركية حول مصير حلب ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إعلانه منذ بضعة أيام في ادلب، وأكّد هذا التضارب تصريحات مسؤولي نظام أسد بأن حلب لا تشملها الهدنة، بعكس ما أكده معارضون.

وبهذا السياق، يقول الناشط الإعلامي أحمد عبد الرحمن لأورينت نت، "الحشودات التي وصلت حلب هي صحيحة ولكنها ليست لشن معركة بالوقت الحالي، وإنما هي تندرج ضمن الحرب النفسية وخاصة بعد إلقاء المناشير الورقية من الطيران المروحي التابع لميليشيا أسد والتي دعت المدنيين والعسكريين للعودة لحضن نظام أسد وإلقاء السلاح والخروج الآمن عبر المعابر المخصصة، على حدّ زعمهم".

ورغم أن النقيب أيمن سلو لم يستبعد معركة ريف حلب بسبب عدم التزام ميليشيا أسد بالاتفاقات السابقة، إلا أن ضابط المدفعية سلو رأى أن الحشود الحالية هي تموضع جديد للميليشيات الروسية وتمويه أماكن للميليشيات الإيرانية، وأن الغاية منها بالنهاية هي الحرب النفسية على المدنيين وعناصر فصائل الثوار، حسب كلام سلو.

وتابع النقيب قائلاً لأورينت نت، "كل التحركات السابقة والحالية لميليشيا أسد لا تصل لدرجة خوض المعارك الواسعة من أبو ظهور جنوباً حتى نبّل والزهراء شمالاً، ولكن هذه التحركات والحشود قد تُربك الحسابات للفصائل الثورية وتخلط بعض الأوراق ضمن التفاهمات الإقليمية خاصة بين الضامنين الروسي والتركي، ومع ذلك لا نستبعد نقض كل الاتفاقات لأنها سيمتهم، ولكن هي حالياً تندرج ضمن الحرب النفسية لا أكثر".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات