أبرز التوقعات التقنية خلال عام 2020

أبرز التوقعات التقنية خلال عام 2020
نقف اليوم على عتبة عقد جديد من الزمن يعد بمزيد من التطوّر في شبكات الجيل الخامس، والذكاء الصناعي، والحوسبة الكمّية (الكمومية)، والعربات الذاتية القيادة وغيرها، والتي ستساهم جميعها في تغيير طريقة عيشنا وعملنا وتسليتنا. ولكن ما هي التطوّرات التقنية التي يجب أن نتطلّع إليها في العام المقبل؟ إليكم فيما يلي التوقعات لعام 2020. وما بعده في بعض الحالات.

- اتصالات أسرع

> شبكات الجيل الخامس نحو مزيد من الانتشار. ليست هذه المرّة الأولى التي يظهر فيها الجيل الجديد من الاتصالات اللاسلكية على لوائح توقعات العام الجديد. ولكنّ في 2020، ستبدأ شبكات الجيل الخامس أخيراً بإثبات وجودها في الولايات المتحدة الأميركية وعن طريق مزوّدي الخدمة الأربعة الأساسيين في البلاد (قد ينخفض العدد إلى ثلاثة في حال نجحت صفقة الدمج المزمعة بين شركتي «تي موبايل» و«سبرينت») إذا استمرّوا في بناء شبكاتهم الخاصة بالجيل الخامس.

بدأ الحديث بوعود شبكات الجيل الخامس حول العالم منذ سنوات كثيرة، إلّا أنّ مزوّديها لم يظهروا إلّا أخيراً وفي أسواق محدودة. ولكنّ انتشارها الكامل لا يزال يتطلّب المزيد من الوقت في معظم البقع الجغرافية وكذلك المكاسب المنتظرة منها: من السرعات اللاسلكية الخارقة والاستجابة الشبكية العالية على هواتفنا، إلى واقع معزّز أفضل وسيّارات ذاتية القيادة محسنة، وعمليات جراحية عن بعد، ومدن ذكية كاملة.

مع اقتراب عام 2019 من نهايته، لا تزال الهواتف المستفيدة من شبكات الجيل الجديد قليلة، عدا عن الفجوات الكثيرة التي لا تزال تشوب تغطيتها. ولكنّ العام الجديد سيحمل معه الكثير من هواتف الـ5G الجديدة، وأهمّها الآيفون المتوقّع في سبتمبر (أيلول) المقبل. وقد كشف استطلاع للرأي أجرته شركة «ديلويت» حول اتجاهات التقنيات الخلوية أنّ رغبة ما يقارب ثلثي المستهلكين بامتلاك هاتف ذكي مدعوم باتصال الجيل الخامس ستتعزّز إذا ما تمّ إصلاح الفجوات التي تعاني منها تغطية الشبكات حالياً.

في المقابل، لفت كيفن ويستكوت، المسؤول التنفيذي في «ديلويت» إلى أنّ على شركات الاتصالات تنظيم توقعات المستهلكين حول شبكات الجيل الخامس وما تستطيع أن تقدّمه لهم، فضلاً عن تزويدهم بشرح واضح لمصطلح «التطبيقات الخارقة» المنتشر والمتصل بالجيل الخامس.

ووجد الاستطلاع نفسه أنّ مزيجاً من الحواجز الاقتصادية (السعر والقدرة الشرائية) وشعور الاكتفاء بالهواتف الحالية سيكون السبب في تباطؤ مرحلة تجديد الهواتف الذكية.

- الحوسبة «المحيطة»

> ظهور الحوسبة المحيطية وبدء اختفاء بعض الأجهزة. هل أنتم جاهزون لاختفاء جميع الأجهزة التقنية من حولكم؟ لا، ليس في الحال، لأنّ الاتجاه نحو ما يُعرف بـ«الحوسبة المحيطة» «ambient computing» لن يتحقّق بين ليلة وضحاها، ولا أحد يرجّح بأنّ الشاشات ولوحات المفاتيح ستختفي فورا، ولا أنّ المستهلكين سيتوقفون عن استخدام الهواتف الذكية. ولكن مع ازدياد عدد أجهزة الاستشعار الضئيلة الحجم المزروعة في الجدران، وأجهزة التلفزة، والتجهيزات، والإلكترونيات المنزلية، والملابس، وأخيراً في الجسم البشري نفسه، ستصلون إلى مرحلة تعتمدون فيها على الإيماء أو الكلام مع مساعد مدمج لإتمام أموركم. يشبّه ستيف كوينيغ، نائب رئيس قسم البحث في جمعية «كونسيومر تكنولوجي أسوشييشن» (جمعية التقنية الاستهلاكية) الحوسبة المحيطة بفيلم «ستار تريك» ويرجّح أنّنا في نقطة معيّنة، لن نعود بحاجة لوضع مكبّر صوت ذكي كـ«أمازون إيكو دوت» في كلّ غرفة من غرف المنزل، لأنّنا سنتكلّم بصوت عالٍ مع أي شيء وفي أي مكان.

> الحوسبة الكمومية هي أرض المعركة التقنية في عام 2020.

إنّ شرح الحوسبة الكمومية والمجال الذي تستخدمه، أي ميكانيكا الكمّ، ليس بالمسألة السهلة. ولكن إذا أردنا أن نشرحها لكم بتعابير بسيطة، يمكنكم أن تتخيّلوا شيئا يضاهي الحوسبة التقليدية قوّة بأضعاف مضاعفة. ومن المتوقّع أنّ تحقّق الحوسبة الكمومية قفزة نوعية فيما يُعرف بـ«الكيوبت» أو البتّ الكمومي (وحدة معلومات كمية تستخدم في الحوسبة الكميّة) في السنوات العشر المقبلة.

تتصارع الكثير من الشركات كغوغل وإنتل ومايكروسوفت للتفوق في هذا المجال، ولكنّ الأهمّ هو أن تطوّر هذه التقنية المتوقّع خلال العقد المقبل قد يسهم في حلّ مشاكل كثيرة وبوتيرة أسرع من قبل، من تشخيص الأمراض إلى فكّ أشكال مختلفة من التشفير، وتعزيز أمن البيانات.

- مركبات ذكية

> القيادة الذاتية للمركبات... مزيد من التقدّم. حظيت السيّارات الذاتية القيادة في الفترة الأخيرة على الحصّة الأكبر من الاهتمام. ولكنّ القيادة الذاتية لن تنحصر بالسيّارات فحسب، بل ستشمل الطائرات والسفن.

وقد بلغت شركة «سيرّوس إيركرافت» على سبيل المثال، المرحلة النهائية من استحصال إذن إدارة الطيران الفيدرالية لبناء نظام هبوط ذاتي لواحدة من طائراتها الخاصّة. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا النظام، والذي حصلت على فرصة تجربته أخيراً، يتمتّع بقدرة إنقاذية حقيقية. كيف يعمل؟ في حال فقد الطيّار قدراته أثناء القيادة، يستطيع الراكب الضغط على زرّ واحد في سقف القمرة الرئيسية، لتستمرّ الطائرة بالتحرّك وكأنّ الطيّار لا يزال على رأس عمله. يحلّل النظام في الوقت الحقيقي عوامل كثيرة كحالة الطقس، والرياح، والتضاريس، والكمية المتبقية من الوقود، ويحدّد موقع جميع المطارات القريبة لحالات الهبوط الطارئة مع تفاصيل كطول المدارج، فضلاً عن تزويد وحدة التحكّم بالحركة الجويّة بموقعه. وهكذا، يُنزل النظام الطائرة بسلام.

أو فكرّوا بنسخة 2020 من سفينة «مايفلاور»، ولكن ليس كسفينة للهجرة، بل كمركبة بحرية بحثية من «آي بي إم». ومركب استكشاف غير ربحي يحمل اسم «برومار». والهدف من هذه المركبات البحرية الجديدة هو امتلاك سفينة غير مأهولة لعبور المحيط الأطلسي في سبتمبر من بليموث الإنجليزية إلى بليموث في ماساتشوستس. ستستمدّ هذه المركبة طاقتها من نظام دفع هجين يعتمد على الرياح، والطاقة الشمسية، وبطاريات جديدة متطوّرة، ومولّد يعمل بالديزل. وتخطّط المركبة للسير في طريق بطول 5182 كم سلكتها سفينة «مايفلاور» الأولى قبل 400 عام.

- الذكاء الصناعي

> الذكاء الصناعي والعمل. ينطوي الذكاء الصناعي على مخاوف كثيرة أهمّها خطورة قضائه على الوظائف. ولكنّ دراسة أجراها معهدا ماساتشوستس للتقنية و«آي بي إم واطسون» رجّحت أنّ الذكاء الصناعي سيؤثّر فعلاً على أماكن العمل، إلّا أنّه لن يؤدّي إلى خسارة كبيرة في الوظائف.

قد تكون هذه المقاربة متفائلة بعض الشيء في ظلِّ وجود رؤية مقابلة تقول إنّ الأتمتة المدفوعة بالذكاء الصناعي ستحلّ محلّ العمّال، ولكنّ البحث أكّد أنّ الذكاء الصناعي سيساعدنا بشكل متزايد في المهام القابلة للأتمتة على أن يكون تأثيره أقلّ وطأة على الوظائف التي تتطلّب مهارات كخبرات التصميم والاستراتيجية الصناعية. وتبقى المسؤولية الكبرى على عاتق أرباب العمل والموظفين الذين يتوجب عليهم التأقلم مع الأدوار الجديدة وتوسيع مهاراتهم وجهودهم. ويقول الباحثون إنّ هذه الأمور ستبدأ بالظهور في 2020.

ولكنّ هذا الأمر لا يعني أن مؤشرات الخوف لم تعد موجودة، فعلى سبيل المثال، تعمل سلسلة مطاعم ماكدونالد اليوم على تجربة آلة سيّارة مدعومة بالذكاء الصناعي قادرة على التعرّف إلى الأصوات، ومن المتوقّع أن تساهم في تخفيف الحاجة إلى البشر لتسجيل الطلبات.

- تطورات ونزعات

> تطوّر البطاريات. لا نزال بعيدين عن الأيّام التي سنتمكّن فيها من الحصول على الطاقة الكافية التي تدوم ليوم كامل في الهاتف أو أجهزة أخرى من خلال السير في الغرفة. ولكنّ الأكيد هو أنّ الشحن اللاسلكي الهوائي يتقدّم ولو ببطء. ففي يونيو (حزيران) الماضي، حصلت شركة «أوسيا» في سياتل على ترخيص من هيئة الاتصالات الفيدرالية لبناء نظام هو الأوّل من نوعه لتوليد طاقة عبر الهواء وعلى مسافات ملحوظة. ومن المتوقّع أن تبدأ الأجهزة المزوّدة بهذه التقنية من «أوسيا» بالظهور العام المقبل.

> الأجهزة القابلة للطيّ. لقد رأينا في 2019 كيف أنّ السوق الناشئة للأجهزة القابلة للطي لم تحقّق النجاح المرجوّ وسيطرت عليها حالة من الفوضى. فقد تأخّر صدور جهاز غالاكسي فولد من سامسونغ لأشهر بعد تسجيل مشاكل في الشاشة، وحتّى بعد صدوره، وصل سعره إلى 2000 دولار. ولكنّ هذا لا يعني أنّ فكرة الأجهزة المصممة بتقنية الشاشات المرنة تبخّرت في الهواء. فسامسونغ لا تزال تعمل عليها، وكذلك تفعل موتورولا التي تملكها شركة لينوفو في هاتفها المقبل «ريزر».

> خرق الخصوصية. نشرت شركة «بيو» أخيراً تقريراً يظهر أنّ ستة من أصل عشرة أميركيين يعتقدون بأنّ بياناتهم الخاصّة تُجمع بشكل يومي. ويقول لي رايني، مدير أبحاث الإنترنت والتقنية في مركز «بيو» البحثي إنّ «العقد المقبل سيشهد الكثير من الثورات على سياسات الخصوصية والتقنيات المرتبطة بها».

> ازدهار «الرياضات الإلكترونية». تجتمع الهوايتان المفضّلتان للأميركيين (الرياضة والإلكترونيات) اليوم في نشاط واحد. تملك الـ«إي سبورتس»e sports (الرياضات الإلكترونية) واحداً من أكثر الجماهير نموّا في العالم. وفي نفس الوقت، بادرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة العام الماضي إلى السماح بالمقامرة القانونية في جميع الولايات، ما دفع مجتمع المراهنات إلى البدء بتحضير نفسه لاستغلال هذه السوق غير المزدحمة بعد. وبالنسبة للهواة، أصبح بإمكانكم اليوم تسجيل مراهناتكم في أي مكان، سواء في النادي الترفيهي أو عبر تطبيق على الهاتف.

- «يو إس إي توداي»، خدمات «تريبيون ميديا».

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات