واشنطن بوست تكشف تفاصيل حساسة حول اجتماعات ترامب الأمنية والعسكرية

واشنطن بوست تكشف تفاصيل حساسة حول اجتماعات ترامب الأمنية والعسكرية
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريراً جديداً عن كتاب "اختبار دونالد ترامب لأمريكا" المتوقع صدوره الأسبوع المقبل، والذي يكشف تفاصيل حساسة في رئاسة ترامب، من ضمنها الاجتماعات الأمنية والعسكرية التي عقدها في البنتاغون والبيت الأبيض.

ومن بين أكثر الاجتماعات أهمية التي تم الكشف عن تفاصيلها، الاجتماع الذي حصل في البنتاغون، والذي جمع ترامب مع كبار المسؤولين العسكريين في الجيش الأمريكي والمسؤولين في البيت الأبيض لمناقشة قضايا عالمية مهمة تخص مصالح الولايات المتحدة في سوريا، وأفغانستان، ومواجهة إيران، والخطر الذي تواجهه كوريا الجنوبية.

الغرفة الدبابة

وعُقد الاجتماع في إحدى أهم غرف البنتاغون سرية، والتي تعرف بالرمز 2E924، ويطلق عليها اسم الدبابة، وعلى خلاف غرف الاجتماعات المهمة، تتميز هذه الغرفة بالقرارات المصيرية التي يجب اتخادها، حيث يجتمع فيها عادة الرئيس الأمريكي مع رؤساء الأركان المشتركة للحديث في الأمور السرية.

وكان حينها وزير الدفاع، جيم ماتيس، ووزير الخارجية، ريكس تيلرسون، بصحبة مدير المجلس الاقتصادي القومي، غاري كوهن. وعلى الرغم من أن رئاسة ترامب كانت بعنوان "أمريكا أولاً"؛ إلا أن الاجتماع كان يتضمن مناقشة التحالفات الرئيسية التي تم تشكيلها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وكيفية التعامل مع الأنظمة الاستبدادية في روسيا وأماكن أخرى، ومدى واقعية سحب القوات الأمريكية من المواقع الاستراتيجية والمسارح النشطة من حول العالم.

قواعد جديدة

بدأ ماتيس الاجتماع بعرض على الشاشة عنوانه "النظام الدولي القائم على قواعد ما بعد الحرب: أعظم هدية تقدم للأجيال".

وقدم ماتيس موجزاً في 20 دقيقة، يتضمن دور حلف الناتو في تحقيق الاستقرار داخل أوروبا والحفاظ على أمن الولايات المتحدة؛ لكن اللغة التي استخدمها ماتيس لم تعجب بالطبع ترامب، الذي يرى أن الناتو عبء ٌ على الولايات المتحدة، وأن الدول المنضوية فيه لا تشارك بحصتها الاقتصادية المتفق عليها.

وكان ماتيس يشرح رؤيته بينما كان ستيف بانون، مستشار ترامب حينها، يعلم أن هذا الكلام سيغضب ترامب. قال بانون: "يا إلهي سيخرج الأمر عن السيطرة.. هدد ترامب بالسلاح ولا تقل له إن النظام الدولي قائم على قواعد ما بعد الحرب. هذه ليست الطريقة التي يفكر بها".

وبعدها ولمدة 90 دقيقة، بدأ كوهين، وتيلرسون، يؤكدون أهمية ما قاله ماتيس معتمدين على المخططات التي بحوزتهم، والتي شملت تمركز القوات الأمريكية، والقواعد العسكرية، والمخططات الاستخباراتية، ونشاط السفارات، والتهديدات الإرهابية والنووية.

وكانت أول نقطة رفضها ترامب، هي نظام الدفاع الصاروخي والذي تصل قيمته لـ 10 مليار دولار وتم نشره في كوريا الجنوبية لحمايتها من تهديدات كوريا الشمالية. قال ترامب: "على كوريا الجنوبية دفع الإيجار.. علينا إجبارهم على الدفع لجنودنا، يجب أن نعمل على تحصيل الأموال في كل خطوة نقوم بها".

خلاف مع الجنرالات

وأكمل ترامب انتقاداته التي عبر عنها بمنتهى الصراحة. بالنسبة له الناتو بلا قيمة، والسبب في ذلك أن الولايات المتحدة سمحت للدول الأعضاء في الحلف بالمناورة وعدم الدفع. وأشار قائلاً "تأخروا في الدفع". 

تسبت المفردات التي استخدمها بنوع من الصدمة خلال الاجتماع، قال البعض عنها، إنها "لغة تستخدم في العقارات" ولكن بالنسبة له كانت قائمة على أساس الوعود التي قدمها للناخبين. وقال "هم مدينون لنا بالأموال لأنكم رفضتم جمعها.. ستفلسون لو أدرتم أعمال تجارية خاصة بكم".

كان ماتيس يعلم أنه غير قادر على إقناع ترامب بغير ذلك، حاول بهدوء اقناع ترامب بأن كلامه ليس حقيقياً. وقال إن دول الناتو ليست مدينة بدفع إيجار، والواقع أكثر تعقيداً.

وقال ماتيس إن الناتو ليس فقط لحماية أوروبا الغربية، بل لحماية أمريكا، وهو "يبقينا بأمان". تدخل كوهن وحاول اقناع ترامب تجارياً، وقال "التزامنا معهم يساعد في الحفاظ على سلامتنا".

ولكن مستشاره بانون قال: "توقفوا، توقفوا.. كل ما تتحدثون به الآن حول الأشياء العظيمة التي ملزمين بها، وعن شركائنا وغير ذلك.. حسناً، سموا لي إذن، دولة واحدة، أو شركة واحدة مستعدة للوقوف في ظهرنا".

ضغوطات دفعتهم للاستقالة

ومن ثم تحول الجدل حول الملف الإيراني. قال ترامب إنه سيخرج من الاتفاق ووصفه بأنه "أسوء اتفاق في التاريخ" ولكن تيلرسون كان له موقف آخر، وقال "في الواقع.." حينها قاطعه ترامب قائلاً: "لا اريد سماع ذلك.. يخدعوننا. يبنون سلاحاً نووياً. سنخرج من الاتفاق. أخبرتك عدة مرات، ومازلت أعطيك الوقت لتتصرف وأنت تستمر في تأجيلي. أريد الخروج من الاتفاق".

استمر الاختلاف حول أفغانستان، ووصل إلى قمته عندما قال لهم: "جميعكم فشلة.. لم تعودوا تعرفون كيف تربحون". وأشار إلى الشرق الأوسط قائلاً "أنفقنا 7 ترليون دولار.  مزقونا تماماً" وتساءل على ماذا حصلت الولايات المتحدة لقاء هذا الانفاق. وقال بانون، إن الناخبين لن يرسلوا أولادهم للقتال "في بحر الصين الجنوبي، أو سوريا، أو أفغانستان، ليقاتلوا للأبد".

يستمر التقرير في سرد تفاصيل الاجتماع الغاضب الذي خاضه ترامب، والذي وبخ فيه القيادات العسكرية والحاضرين، واختلف معهم حول كل النقاط التي طرحوها. كانت نبرة كلامه تتصاعد إلى درجة دفعت إحدى النساء المتواجدات في الحضور ضمن فريق الدفاع للبكاء، وذلك بسبب الأجواء المسمومة على حد وصف أحد الحاضرين.

هذه الأجواء المشحونة لم تسيطر على اجتماع واحد فقط، تكرر الأمر في عدة اجتماعات إلى أن استقال تيلرسون الذي وصف ترامب "بأنه شخص غبي"، ومن ثم استقال ماتيس من منصبه كوزير للدفاع بسبب قرار ترامب بالانسحاب من سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات