عرّاب المصالحات .. تعرف إلى "الشيخ سيلفي" الذي اعتقلته مخابرات أسد في حرستا

عرّاب المصالحات .. تعرف إلى "الشيخ سيلفي" الذي اعتقلته مخابرات أسد في حرستا
اعتقل فرع أمن الدولة، التابع لميليشيا أسد الطائفية، الشيخ "عبد اللطيف شاكر" الملقب بـ "الشيخ سيلفي"، في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، إذ يعد شاكر أحد عرّابي المصالحات وداعية الأهالي إلى العودة إلى حضن أسد، على الرغم من أنه كان أحد أبرز الدعاة للتظاهر عام 2011 في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية.

ووفقاً لمركز الغوطة الإعلامي"، فإن فرع أمن الدولة سلّم شاكر بعد يومين من اعتقاله إلى المخابرات الجوية، ومازال حتى الآن معتقلا لديهم.

ونوه المركز إلى أن اعتقال الشيخ شاكر كان مفاجئاً لأهالي مدينة حرستا بسبب معرفتهم بعلاقاته المتينة مع ضباط الأجهزة الأمنية ومع مسؤولي النظام، وكان من أبرز مبرّري انتهاكات النظام بحق المدنيين، إذ إنه طالما كان يبرر قيام النظام بقتل المدنيين أو اعتقالهم، كما كان يبرر الفساد الإداري والحكومي فقط ليتقرب من المسؤولين.

ويعرف الشيخ شاكر بأنه شخصية وصولية وانتهازية ويسعى دائماً للمكاسب الشخصية وللظهور الإعلامي، ويُعرف عنه شراهته بالتقاط "صور السيلفي" في جميع المناسبات كالأفراح والأتراح وحتى في المساجد ثم نشرها على صفحته على فيسبوك، فأطلق عليه أهالي حرستا لقب "الشيخ سيلفي"، وفق مركز الغوطة.

من هو؟

ونوه مركز الغوطي إلى أن استحقاق "الشيخ سيلفي" هذا اللقب لم يكن فقط لالتقاطه صور السيلفي المتكررة ونشرها على صفحته على فيسبوك وحسب، بل كان يحب، منذ اندلاع الثورة السورية، أن يُظهر شخصيته قريبةً من الواجهة والأكثر فعالية في الحدث.

برز الشيخ سيلفي "كداعية للحراك الثوري والمظاهرات في مدينة حرستا، ومع تطور الأحداث الثورية وانتقالها إلى العسكرة أظهر نفسه كرجل ديني وشرعي وسارع إلى إعطاء فتاوى شرعية تجيز اختطاف الضباط والعساكر والموالين للنظام في حرستا وقتلهم، وكان من أوائل من أطلق حكم الكافر على أبناء الطائفة العلوية"، وفق المركز.

وصار الشيخ سيلفي يحاول فرض نفسه كشرعي أول في المدينة وبدأ يزاحم الهيئة الشرعية في المدينة لفرض آرائه وتجاوز قراراتها، كما سعى لتنصيب نفسه كشرعي أول لدى أبرز فصائل حرستا آنذاك، لكن نمو بذور الخلاف على شخصيته حالت دون ذلك.

وفي عام 2014 ازدادت حدة خلافات الشيخ سيلفي مع فعاليات مدينة حرستا، فقرر اتخاذ منحى جديد في نشاطاته، وبدأ بالتواصل مع أجهزة النظام الأمنية لإجراء مصالحة في "منطقة غرب الأتوستراد من مدينة حرستا" ما أزعج الثوار ودعاهم لزجه في السّجن.

وبحسب المركز فإن شاكر "خلال سجنه التقى مع أسرى للنظام تم اعتقالهم خلال معركة عدرا العمالية، فقرر الشيخ سيلفي استثمار علاقاته المتينة مع النظام واقترح على القيادي الذي يعتقله (أبو أيمن مفيد) أن يتواصل مع العقيد علي سليمان قائد قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في وزارة الري بحرستا، بحكم العلاقة المتينة بينهما، وأن يطلب منه إدخال مساعدات إنسانية إلى الغوطة على أن يخصص جزءا منها لهؤلاء الأسرى، وهذا ما أثبت تورطه بالتخابر مع النظام".

وفي عام 2015 أفرج عن الشيخ سيلفي، وانتقل الشيخ للإقامة في "حرستا – غرب الأتوستراد" ثم انتقل للسكن في مدينة التل مروراً بحواجز مخابرات أسد في دمشق. وفي مدينة التل بدأ بإنشاء علاقات مع فصائل التل وفي الوقت ذاته كان على علاقة جيدة بالأجهزة الأمنية التابعة للنظام .

وبعد تهجير ثوار مدينة التل إلى الشمال السوري عاد الشيخ سيلفي للترويج لمصالحة أهالي حرستا مع النظام ودعا الناس المقيمين في حرستا للخروج في وجه الفصائل والضغط عليهم لترك المدينة والسماح للنظام بدخولها.

وبعد تهجير أهالي الغوطة الشرقية عام 2018 إلى الشمال السوري بدأ الشيخ سيلفي يدعو الشبان الذين هجروا إلى الشمال للعودة إلى أحضان النظام، وبدأ يقدم لهم ضمانات بعدم التعرض لهم، لكن أثبت الآن أنه غير قادر أن يضمن نفسه من الاعتقال.

حادثة التخلص من عرابي المصالحات بعد تهجير الثوار لم تبدأ من عند الشيخ سيلفي، بل سبقتها تصفية النظام العديد من رجالات المصالحة في وادي بردى بالقلمون الغربي وفي كناكر بالغوطة الغربية وغيرها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات