ما دور احتجاجات "السويداء" بازدياد رقعة المظاهرات ضد نظام أسد؟

ما دور احتجاجات "السويداء" بازدياد رقعة المظاهرات ضد نظام أسد؟
منذ أسبوع ومظاهرات السويداء الاحتجاجية على الواقع المعيشي تخرج بشكل يوميّ تحت مسمى "بدنا نعيش"، مما جعل نظام أسد يتململ من هذه الاحتجاجات خاصة بعد تضامن عدة مناطق وشخصيات عامة مع هذه المظاهرات، ورغم أن نظام أسد لم يستخدم قوته المفرطة - كما هي العادة- لفضّ مثل هذه الاحتجاجات حتى اللحظة، إلا أن خوفه من ازدياد رقعتها بات جلياً عبر تصاريح بعض مسؤوليه ومواليه.

وبالوقت الذي خرج فيه عشرات الأهالي من مدينة السويداء خلال الأسبوع الجاري احتجاجاً على الواقع المعيشي والتدهور الاقتصادي في البلد، ساندهم أهالي مدينة شهبا وبعض البلدات في المحافظة، إضافة لحملات مشابهة تحمل نفس الاسم (بدنا نعيش) في مدينة السلمية بمحافظة حماة، وتضامن معها عشرات الشخصيات العامة ورفعوا شعارات منددة بتدهور الوضع المعيشي واستشراء الفساد، كما هتفوا لكافة الأديان والقوميات السورية بعيداً عن الشعارات السياسية.

ستزداد لأنها من "نبض الشارع"

وسبق احتجاجات السويداء والمدن الأخرى انخفاض سعر الليرة السورية لمستوى قياسي تجاوز الـ 1200 ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي الواحد، مما يعني أن راتب الموظف لدى نظام أسد لا يتعدى الـ 40 دولاراً في الشهر، فارتفعت معه كافة السلع والمواد الاستهلاكية.

وعن احتجاجات مدينة السويداء وحملة "بدنا نعيش"، تقول بنت السويداء الإعلامية نورا الباشا لأورينت نت، "إن الاحتجاجات التي خرجت في مدينة السويداء هي احتجاجات ضد الوضع الاقتصادي المتردّي، واحتجاجاً على الوضع المعيشي وانتشار الفساد بين مسؤولي نظام أسد مما جعل البعض يهتف ضد "بثينة شعبان" على خلفية تصريحاتها الاقتصادية".

وتابعت الباشا، "على رغم من حملة التشويه التي طالت المحتجين من قبل الصفحات الموالية للنظام، إلا أن المحتجّين لن يتوقفوا ومن الممكن أن تزيد رقعة مظاهراتهم خاصة بعد دخول مدينة شهبا بهذه الاحتجاجات وتضامن مدن أخرى".

ورأت الباشا أن حملة الاحتجاجات ستستمر لأن "الحملة هي من نبض الشارع وأهلية بكل معنى الكلمة، ولا تخضع لأي تسييس أيّاً كان نوعه، بالإضافة إلى أنها انطلقت من هموم الناس وصلب حياتهم ومعيشتهم، وبالتالي ستتوسع رقعة هذه الاحتجاجات لأنها مطلبيّة وتلامس همّ الشعب السوري بأكمله وليس فقط ابن السويداء، ولهذا كان هناك هتافات حيّت المدن السورية كافة لأن الهمّ واحد".

ثورة ضد الفساد والاستبداد

فيما اعتبر الثائر والمعتقل السياسي السابق كمال الشوفي أن مظاهرات محافظته السويداء هي ثورة ضد الفساد والاستبداد، وأضاف الشوفي لأورينت نت "السويداء هي جزء لا يتجزأ من الوطن سوريا أرضاً وشعباً وكرامةً، وتنفرد السويداء بتماسكها الاجتماعي حيال قضايا الوطن المصيرية رغم اختلاف مشاربهم السياسية والاجتماعية، فأهلها هم أصحاب الفزعة للسوريين المغلوب على أمرهم".

وأكمل الشوفي قائلاً، "ستبقى ثورة السوريين مستمرة ما بقي الفساد والاستبداد، ولن يغرب عن البال أن التظاهرات التي رفعت الشعارات الاجتماعية والاقتصادية في السويداء قد كذّبت حديث المتحدثة باسم النظام السوري بثينة شعبان، فكيف يكون حال البلد الآن أحسن حالاً بخمسين مرة عن عام 2011 في حين أن الناس بينهم وبين الموت جوعاً فقط عامل الزمن".

وأشار الشوفي إلى أن، "إرادة الشعوب فوق كل إرادة، وأن هذه المظاهرات عرّت معاً كلاً من نظام أسد الفاسد والمعارضة المنتفعة، ولهذا الثورة مستمرة وستنتصر بصيحات الشعوب الرافضة للفساد والاستبداد"، ونوّه الشوفي قائلاً "لم يكن في خلد أبناء محافظة السويداء يوماً أقليات وأكثريات حسب زعم نظام أسد، ولهذا حاول هذا النظام ايقاع الفتنة مع الجوار وجاهد في الخطف والابتزاز وبثّ الشائعات، ولكن شعارات مظاهرات السويداء أفشلت مخططاته عندما هتفت للمدن الأخرى، وأظهرت أن من جاءنا زائراً فبالقلوب موطنه ومن جاءنا غازياً مستبداً فليقرأ الفاتحة على نظامه".

تململ باقي المحافظات

ووفق الاعلامي شادي الدبيسي الذي ينحدر من محافظة السويداء فإن احتجاجات محافظة السويداء سيكون لها دور كبير ومهم بزيادة رقعة الاحتجاجات ضد نظام أسد، وأضاف الدبيسي لأورينت نت قائلاً "بالرغم من أن الهتافات لم تكن موجهة مباشرة إلى شخص بشار الأسد أو تطالب بإسقاط نظامه إلا أنها تُدين نظامه بشكل أو بآخر".

وأوضح الدبيسي قائلاً "الشعارات التي أطلقها المحتجون في السويداء كانت تدعو لمحاربة الفساد ومحاكمة رموز نظام أسد الفاسدين، ولهذا نحن بحاجة لمثل هكذا احتجاجات داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد كمحافظة السويداء وباقي المحافظات التي بدأت بالتململ".

وأكّد الدبيسي أن، "هناك مدنا ومحافظات سورية أخرى بدأت بالتضامن مع احتجاجات السويداء، ورفعت اللافتات المؤيدة لشعارات واحتجاجات مدينة السويداء، وجميع هذه المدن تقع تحت سيطرة نظام أسد".

وتوقّع الدبيسي أن رقعة الاحتجاجات ستتوسع لتشمل معظم المحافظات السورية معللاً ذلك بقوله، "الواقع المعيشي في المحافظات الخاضعة لسيطرة نظام أسد يشهد ترديا كبيرا، ولا طاقة للأسد بتحسين هذا الواقع ضمن الانهيار الاقتصادي الحاصل حالياً، فضلاً عن قانون "قيصر" الذي سينعكس تطبيقه على الأوضاع المعيشية في المناطق والمحافظات كافة، ولهذا أكد لنا بعض الأصدقاء من محافظات أخرى أنهم بدؤوا بالتنسيق لاحتجاجات مطلبية على غرار ما يجري في السويداء الآن".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات