ما هدف روسيا من إنشاء مقرات عسكرية جديدة في دير الزور؟

ما هدف روسيا من إنشاء مقرات عسكرية جديدة في دير الزور؟
كشفت عدة مصادر محلية أنّ قوات الاحتلال الروسي تنشئ مقرات جديدة لها في المنطقة الواقعة على مفترق طرق بين مدن البوكمال ودير الزور والميادين، والخاضعة بشكل أساسي  لسيطرة المليشيات الإيرانية، وتزامن ذلك مع وصول تعزيزات عسكرية روسية إلى المنطقة .

وتكمن أهمية المقرات الجديدة التي تمركزت فيها قوات روسيا بموقعها الإستراتيجي الذي يمكنه المراقبة والإشراف على أي حركة دخول وخروج ما بين مدينتي الميادين ودير الزور .

وأكدت المصادر ذاتها أن المليشيات الإيرانية استولت مؤخرا على مقرات، وعدة مزارع مطلة على نهر الفرات ضمن المنطقة الواقعة بين البلعوم ونزلة المشروع وتمّ اتخاذها كمقرات تدريب عسكري للمرتزقة .

وقال الصحفي السوري نورس العرفي "لأورينت نت"، "إن روسيا تسعى بشكل متواصل لتقليص النفوذ الإيراني الواضح في المنطقة، والمعتمد على عدد كبير من المليشيات والمرتزقة المحليين"

تسابق على قطع الطرقات

ويحاول الاحتلال الروسي، وخاصة بعد مقتل سليماني استغلال الفرصة لاستلام القيادة والظهور بمظهر الممسك بخيوط اللعبة بقوة، وهذا ما تم تأكيده من خلال زيارة بوتين إلى دمشق.

ويؤكد العرفي أن "هناك سباقا محموما بين بين الاحتلالين الروسي والإيراني يتجلى في التسابق على قطع الطرقات أمام الطرف الآخر لتثبيت مواقع النفوذ و السيطرة على الأراضي السورية،  ومنها دير الزور لما تشكله من أهمية  إستراتيجية واقتصادية متمثلة في ثروات الغاز والنفط "

إيران شكلت ميليشيا جديدة 

وبينما ذكرت وكالة الأناضول التركية أن إيران شكلت مليشيا جديدة أطلقت عليها اسم “أسود المهدي” وهي مؤلفة من عراقيين وأفغان إضافة لبعض المرتزقة المحليين.

يوضح أمجد الساري الناطق باسم شبكة "عين الفرات" المحلية "لأورينت نت"، "أن الحرس الثوري الإيراني بالفعل يروج لتشكيل ميليشيا المهدي الجديدة ويسعى لتوسيعها، ولكنه يواجه مشكلة في تأمين العناصر وقلة المنتسبين". 

ويضيف الساري أن المليشيات الإيرانية قامت مؤخرا بإعادة عملية تمركز لعناصرها، وخاصة بعد الاستهداف المتكررة  لمواقعها، وتم نقل الأسلحة النوعية إلى أماكن مكتظة بالمدنيين، إضافة إلى نقل بعض المقرات إلى أماكن قريبة من مواقع انتشار قوات الاحتلال الروسي و"الهدف من كل ذلك هو حمايتها من القصف الإسرائيلي الأمريكي المتزايد مؤخرا.

بينما يرى الباحث أيمن فهمي "أن الاستقطاب بين طهران وموسكو أمر لا يمكن إغفاله، وكثيرا ما تتعرض مواقع الميليشيات الإيرانية لقصف إسرائيلي، ويقابل ذلك بصمت كامل من موسكو، مما يعني وجود اتفاق ضمني امريكي اسرائيلي روسي لتخفيض النفوذ الايراني في المنطقة".

ويرى محللون أن النشاط العسكري الروسي المتزايد في دير الزور وخاصة في المناطق الحدودية مع العراق، يدل على سعي المحتل الروسي لإثبات وجوده العسكري في المنطقة من خلال تفاهمات ضمنية مع القوات الأمريكية المتواجدة على الضفة الشرقية من نهر الفرات، لضمان حصته الاقتصادية، إضافة إلى تحجيم النفوذ الإيراني الميليشياوي والعسكري في المنطقة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات