لماذا أعادت الميليشيات الإيرانية انتشارها على جبهات حلب؟

لماذا أعادت الميليشيات الإيرانية انتشارها على جبهات حلب؟
في ظل التصعيد المستمر على الشمال السوري الذي بات آخر المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في سوريا، بعد تمكن ميليشيات أسد على مدار الأشهر الماضية وبدعم من الميليشيات الإيرانية وطائرات الاحتلال الروسي، من التقدم والسيطرة على مناطق واسعة في جنوب وجنوب شرقي إدلب.

وفيما تستمر المعارك بريف إدلب بدأت ميليشيات النظام بحشد قواتها على جبهات حلب المدينة وخاصة من جهة الريف الغربي لمدينة حلب، الذي شهد هو الآخر بدوره قصفاً عنيفاً من قبل طائرات أسد وحلفائه الروس إضافة للمحاولات المتكررة من قبل ميليشيات أسد التقدم باتجاهه وهو ما تمكنت المعارضة من إفشاله مراراً.

الميليشيات الإيرانية تخلي مواقعا لها

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ "أورينت نت"، إن "الميليشيات الإيرانية سحبت قسماً كبيراً من قواتها المتواجدة على جبهات ريف حلب الشمالي من جهة (حي جمعية الزهراء) غرب مدينة حلب، رغم أنها كانت أولى القوات التي وصلت إلى تلك المواقع تحضيراً لما وصفته بـ (معركة استكمال السيطرة على حلب) قبل أسابيع  وفق ما أعلنته الصفحة الرسمية لميليشيا (لواء القدس)التابعة لها في موقع فيسبوك، مشيرة إلى أن  الانسحاب كان مفاجئاً  ودون إعلام مسبق لقيادة عمليات أسد التي من المفترض ان تكون مطلعة على كل تفاصيل القوات هناك.

تضيف: "تم انسحاب خمس مجموعات اثنتان منهما تابعتان لميليشيا لواء القدس وواحدة لميليشيا النجباء فيما كانت المجموعتان الأخريان تابعتان لميليشيا عصائب أهل الحق و فاطميون الشيعيتين ، حيث انسحبت تلك المجموعات بسلاحها وعتادها الثقيل باتجاه ريف حلب الجنوبي وبالتحديد بلدة (الحاضر) التي تعد من أكبر مراكز الميليشيات الشيعية في محافظة حلب، وهو ما استدعى قيام ميليشيا الدفاع الوطني والمخابرات الجوية بنشر المزيد من قواتهم على خط الجبهة من أجل تعويض الفجوة الذي تركها الانسحاب، فيما تبقى نحو 150 مقاتلاً فقط من ميليشيا النجباء على محور جمعية الزهراء والراشدين شمال حلب".

تحضير لعملية أخرى

ووفقاً للمصادر ذاتها فإن "الانسحاب جاء تمهيداً لشن عملية مماثلة ولكن من محور مختلف، أي أن الانسحاب جاء بهدف حشد القوات على أطراف البلدات التي تسيطر عليها الفصائل جنوب وجنوب شرقي حلب وهو ما حدث بالفعل، حيث شنت الميليشيات الشيعية هجوماً استهدف بلدات "العيس وخان طومان" إضافة لمنطقة "تلة مؤتة" بريف حلب الجنوبي، إلا أنها تكبدت خسائر فادحة بعد تمكن المعارضة من صد الهجوم مستغلة الجغرافيا المرتفعة التي تسيطر عليها في المنطقة وقلة الدعم الجوي المقدم لتلك القوات في ظل انشغال الروس وحليفهم أسد بقصف مناطق إدلب وقتل المدنيين هناك".

وذكرت: "العملية التي تم شنها في ريف حلب الجنوبي من قبل ميليشيات أسد والمرتزقة الإيرانيين تمت بدعم جوي خجول فيما إذا قورن بالقصف الجوي الذي تتعرض له مناطق ريف إدلب الآن، حيث تم إسناد الهجوم من قبل مقاتلات أسد، فيما لم تدخل المقاتلات الروسية سماء تلك المنطقة أبداً، وكان مركز الطلعات الجوية هو مطار النيرب العسكري الذي يعد أقرب نقطة انطلاق طيران حربي من المنطقة وفي ذات الوقت خاضع لسيطرة إيرانية مطلقة.

عقاب روسي للإيرانيين

من جهتها مصادر أخرى اعتبرت أن عدم مشاركة الطيران الروسي في القصف يعكس ما أسمته المصادر (عقاب) موسكو لطهران وتخليها عن دعم ميليشياتها المقاتلة في سوريا باستثناء محافظة إدلب التي تشهد عملية عسكرية هي الأوسع على الإطلاق من قبل ميليشيات أسد  المحلية والأجنبية بدعم روسي جوي وبري ، مفسرة أن الوضع في إدلب هام بالنسبة للروس لكون المحافظة تضم الطرق المتفق عليها، فيما يعتبر الروس حلب (أسيرة) بيد الإيرانيين الذين يقاسمونهم النفوذ فيها .

واعترفت ميليشيات أسد أمس بمقتل نحو 15 عنصراً بينهم ضباط على محور حي جمعية الزهراء غرب حلب، بعد استهداف تجمعاتهم في منطقة (بيوت مهنا) بعربة مفخخة أدت لتدمير تحصيناتهم هناك، فيما تحدثت مصادر ميدانية عن أن العربة استهدفت رتلاً عسكرياً كان يقوده العميد الركن (هاشم الفهد) قائد غرفة عمليات سراقب والجبهة الشرقية لريف إدلب ما أسفر عن مقتل الضابط مع عدد من العناصر هناك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات