كيف ساهم اتفاق "سوتشي" في التصعيد غير المسبوق على إدلب؟

كيف ساهم اتفاق "سوتشي" في التصعيد غير المسبوق على إدلب؟
تساقطت عشرات القرى والبلدات من ريف إدلب الجنوبي والشرقي بشكل متسارع بيد قوات أسد والمليشيات الروسية والإيرانية، التي وصلت إلى داخل معرة النعمان كبرى مدن إدلب من جهة الجنوب.

 و يتساءل السوريون عن حقيقة ومضمون التفاهمات التركية الروسية حول إدلب والتي وصلت بهم إلى هذا الوضع الكارثي، في ظل استمرار حركة النزوح من مناطق جبل الزاوية و أريحا و سراقب باتجاه أماكن الشريط الحدودي، وحالة من الضياع  و الاستياء الشديد تسود كامل مناطق المحرر من صمت الضامن التركي، ناهيك عن المقاومة غير المقنعة للفصائل المقاتلة هناك، وفي مقدمتها "هيئة تحرير الشام".

ملف إدلب خاضع لمصالح دولية 

وقال الدكتور في القانون الدولي فادي شعبان لأورينت نت "إن أبرز بنود اتفاقية سوتشي الموقعة بين الضامنين الروسي والتركي هو فتح الطرق الدولية M4 و M5 أمام الحركة التجارية، إضافة لفصل الجماعات المسلحة المعتدلة عمن تصفهم روسيا والمجتمع الدولي بالإرهابيين وهي الحجة التي طالما استخدمتها روسيا لتبرير هجماتها و قضمها للمزيد من مناطق المحرر".

وأضاف شعبان " لايمكن القول أن هناك تفاهمات روسية تركية مباشرة، ولكن القصة عبارة عن موازين قوى دولية، وتركيا لا تستطيع لوحدها أن تصطدم مع قوة كبرى كروسيا، وإنما تستخدم طرقا سياسية ودبلوماسية، ولا سيما أن ملف إدلب أصبح خاضعا لمصالح دولية، والموقف التركي الحالي هو موقف ضعيف في ظل غياب أي دعم عربي أو دولي فعلي لأنقرة".

ورأى "أن ما يجري على الأرض ما هو إلا إتفاق سوتشي الذي يطبق بقوة النار، وكان لقانون العقوبات الأمريكي سيزر دور كبير في دفع  روسيا إلى الإستعجال في تطبيقه في هذا التوقيت " .

اقتناص الفرص

وفي أحدث تصريحات وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف تزامنا مع الحملة الأخيرة على الشمال السوري المحرر، أكد أن بلاده وتركيا اتفقتا على مواصلة العمل لفصل المعارضة المسلحة عن الإرهابيين، مضيفا أن الهجمات التي تشنها "جبهة النصرة" مؤخرا تسببت في إنتهاك وقف إطلاق النار .

مشددا على دعم بلاده لميليشيا أسد الطائفية في قضائه على مصادر الاستفزاز بإدلب وفقاً لما نقلته "الأناضول".

ورغم ذلك ينفي سامر الصالح القيادي في الفصائل المقاتلة لأورينت نت  أن يكون هناك رضا تركي عما يحدث في إدلب وحلب، ويؤكد أن التقدم السريع في إدلب يعود بالدرجة الأولى للكثافة النارية برا وجوا، إضافة للتقنيات المتطورة والهجمات الليلية و الفائض الكبير في العناصر المقاتلة لدى المليشيات، والتي يحميها الغطاء الجوي الكثيف "مضيفا أن المحتل الروسي مستمر في سياسته القائمة على اقتناص الفرص الدولية للتوغل في مناطق المحرر.

تبادل مناطق بين بوتين وأردوغان 

ولكن في المقابل يعتقد الكاتب السوري أكرم البني "أن تركيا هي من شجعت على الحل السياسي، وهي من ساهمت في كل اتفاقات أستانة وسوتشي، و ضغطت على الفصائل للقبول والمشاركة، ثم تخلت عن دورها كضامن، وخذلت السوريين وتركتهم فريسة للفتك والتنكيل، وقايضت كل ذلك بمنطقة آمنة بهدف مد نفوذها وإعادة اللاجئين وإبعاد الأكراد عن حدودها".

ويوافقه الكاتب طه عبد الواحد المتخصص في الشأن الروسي  حيث يشير  إلى " أن قراءة الموقف التركي يولد انطباعاً بأن ما يجري هو عملية تبادل مناطق سيطرة بين بوتين وأردوغان، فالأول يمهد للنظام السيطرة على مناطق تطلّ على الطرق الدولية، والثاني ينشئ مدناً للمهجرين يجعل منها حزاماً أمنياً لبلاده على الحدود السورية".

وهذا ما يستدل عليه من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال"هناك موجة نزوح من إدلب نحو حدودنا، وقد اتخذنا التدابير اللازمة للتعامل مع الموقف، و أنّ أعمال بناء مساكن مؤقتة للنازحين بمحافظة إدلب السورية، تقيهم برد الشتاء القارس جارية على قدم وساق."

والجدير بالذكر أن منطقة إدلب تضم أربعة ملايين و352 ألفًا و165 نسمة، 50% منهم سكان مقيمون، و49% من النازحين والمهجرين قسريًا، وفق آخر إحصائية لفريق منسقو استجابة سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات