ما أسباب تقدم القوات الروسية وميليشيا أسد في إدلب؟

ما أسباب تقدم القوات الروسية وميليشيا أسد في إدلب؟
بدأت قوات الاحتلال الروسي وميليشيا أسد الطائفية معركةً واسعة على ريفيّ إدلب الشرقي والجنوبي منذ عدة أسابيع، حققت فيها هذه الميليشيات تقدماً ملحوظاً في المناطق المحاذية للطريق الدولي M5، والذي اعتبرته روسيا هدفها الأول في المرحلة الحالية ومن ثم السيطرة على الطريق الدولي الثاني M4، بالتزامن مع تمهيد جوي وبري هو الأعنف والذي أدى لتهجير أكثر مليون ونصف المليون خلال الأشهر الأخيرة.

حيث سيطرت قوات الاحتلال الروسية وميليشيا أسد على أكثر من 35 قرية وبلدة جنوب وشرق إدلب،  بالإضافة للسيطرة على مدينة معرة النعمان الواقعة على أوتوستراد حلب- دمشق المعروف بـ M5، وفي الأيام الأخيرة أطلقت هذه الميليشيات معركة ريف حلب الغربي بالتزامن مع محاولة التقدم باتجاه مدينة سراقب، مما جعل فصائل المعارضة تجمع قواها والعمل على امتصاص صدمة هذا التقدم والبدء ببعض المعارك خاصة على جبهة حلب التي تُعتبر القشة التي ستقصم ظهر البعير بحال تم إحراز التقدم فيها من قبل فصائل الثوار.

حرق الأرض بمن فيها

وحول أهم أسباب تقدم قوات الاحتلال الروسي وميليشيا أسد بهذه السرعة في معركة ادلب، يقول الخبير بالشؤون الروسية، الدكتور العميد عبد الناصر فرزات لأورينت نت "من أهم أسباب التقدم البري للقوات الروسية وميليشيا أسد على الأرض في ريف إدلب يعود لاستخدام القوة المفرطة من قبل القوات الروسية والميليشيات المساندة لها، وذلك في ظل عدم وجود رادع دولي لهذا الاستخدام".

ويتابع فرزات موضحاً، "النظرية العسكرية الروسية تعتمد على استخدام كافة الأسلحة التقليدية والمحرمة دولياً وتطبيق نظرية الأرض المحروقة والدمار الكامل، وهذا يُسمى بالاستراتيجيات العسكرية الروسية باسم "حرق الأرض بمن فيها"، وهذه الاستراتيجية استخدمتها روسيا منذ الحرب العالمية الثانية دون النظر للخسائر التي يتكبدونها من خلال هذه الاستراتيجية، وبالتالي تحقيق نصرهم على جثث المدنيين بغضّ النظر عن التكلفة العسكرية لذلك ".

وهذا ما أكّده الخبير العسكري، العميد أحمد رحال لأورينت نت قائلاً، "زجّت روسيا وميليشيا أسد بكامل ترسانتها العسكرية في معركة إدلب، واستخدمت القوة المفرطة جداً خلال تقدمها البري، حتى وصل عدد الغارات الجوية اليومية لمئات الغارات والطلعات الجوية وهذا ما لا يمكن لأرض أن تتحمله، فكيف مجموعات الثوار التي لا تملك وسائل الحماية من ذلك؟!".

ضعف التنسيق بين الفصائل

خلال معارك ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الصيف الماضي، كانت هناك غرفة عمليات عسكرية تجمع فصائل الثوار تحت اسم "الفتح المبين"، والتي ساهمت بالتنسيق بشكل أكبر مما هو عليه الآن وذلك لغياب هذه الغرفة بمعارك ريف إدلب الشرقي.

وبنفس السياق، يُكمل العميد رحال حديثه لأورينت نت قائلاً "غياب التنسيق الفصائلي العالي والاعتماد على مجموعات الثوار من أبناء المنطقة سبّب هذا التراجع في ظل وضع كافة الإمكانيات العسكرية الروسية بهذه المعركة، ولهذا يمكن أن نسمّي من يقاتل على جبهات ريف إدلب من الثوار هم "متطوعون" أكثر ما هم فصائل بكامل عتادها وتنسيقها".

واعتبر العميد رحال أن "غياب الكتلة الصلبة من فصائل الثوار في ريف إدلب بعكس ما يحصل الآن في حلب، أدى إلى هذا التراجع في إدلب بالتزامن مع إحراز بعض التقدم في جبهات حلب، ولهذا غياب القوة التي تكون رأس سهم في معارك إدلب ستزيد من الأمر تعقيداً، ولذلك يجب استغلال عدم تحصين ميليشيا أسد للمناطق التي سيطر عليها والعمل على التنظيم أكثر وشنّ الهجوم المعاكس، وهم قادرون على ذلك".

فيما رأى الدكتور العميد فرزات أن "لدى روسيا وسائل سطع وترسانة متقدمة ولا يوجد عند فصائل الثوار ما يُبطل مفعول هذه الترسانة، بالإضافة لضعف التنسيق العالي بين وحدات الثوار سبب نوعاً من التراجع، ولكنهم امتصوا بعضاً من هذه الخسائر وبدؤوا بتنفيذ بعض الهجمات المعاكسة وبتلافي بعض الأخطاء السابقة مما جعلهم يصمدون أكثر في ظل التصعيد الهمجي الذي حرق الحجر قبل البشر".

فرض السيطرة على مراحل

وأما فيما يتعلّق بنهاية هذا التصعيد العسكري والتقدم البري لقوات الاحتلال الروسي وميليشيا أسد في محافظة إدلب، يقول العميد رحال "كل ما يجري من عمل عسكري وتقدم بري للقوات الروسية وميليشيا أسد غايته السيطرة على الطريق الدولي M5 والمنطقة المحيطة به في المرحلة الأولى، وهذه العملية هي استمرار لعدة مراحل سابقة هدفت لتأمين ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي ومن ثم ريف إدلب الشرقي".

وأشار العميد رحال إلى أن، "المرحلة القادمة ستكون محاولة السيطرة على الطريق الدولي M4 والمعروف بطريق حلب- اللاذقية وبالتالي تكون روسيا قد طبّقت اتفاق سوتشي واتفاقات أستانا بالقوة العسكرية، ولن تنظر إلى الأمن القومي التركي والتوقّف عند هذا الحد من العمليات العسكرية في إدلب وحلب".

كما رأى الدكتور العميد فرزات أن "الهدف الروسي من هذا التصعيد هو السيطرة على كامل التراب السوري لو أمكنهم ذلك، ولكن هذه المرحلة ستستمر كأقل تقدير للسيطرة على الطرق الدولية وأولها طريق حلب- دمشق، وذلك تحت ذريعة فتح الطرقات ومحاربة الإرهاب وعودة البلاد لسيطرة الدولة بنظرهم".

من جهته، رأى المقدم أحمد العطار أن القوات الروسية وميليشيا أسد غايتها الآن السيطرة على الطريق الدولي M5 ومن ثم الجلوس للحوار مع تركيا حول باقي الشروط والبنود المطروحة، وقال العطار لأورينت نت "المرحلة الحالية التي تعمل روسيا وميليشيا أسد عليها تتمثل بالسيطرة على كامل منطقة شرق الأوتوستراد الدولي M5 بالإضافة لما يُعادل 5 كم تقريباً غرب الاوتوستراد، من خان شيخون جنوباً وحتى حي الراشدين غربي حلب شمالاً، ومن ثم إما تستمر العمليات العسكرية للسيطرة على الاوتوستراد الدولي الذي يربط حلب باللاذقية أو الاتفاق على صيغة جديدة بين روسيا وتركيا حول إدلب".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات