كيف قرأ محللون عسكريون وإعلاميون استهداف نظام أسد لجنود أتراك بإدلب؟

كيف قرأ محللون عسكريون وإعلاميون استهداف نظام أسد لجنود أتراك بإدلب؟
أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم الإثنين، عن مقتل 4 من جنودها، وإصابة 9 آخرين -قيل إنّ أحدهم في حالة حرجة- وذلك في قصف لميليشيا أسد نقطة مراقبة تركية شرق إدلب.

وصرح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قبيل مغادرته من مطار إسطنبول إلى أوكرانيا، بأنه تم استهداف 46 هدفا لنظام الأسد، من قبل القوات التركية، ما أدى -بحسب المعلومات الأولية- إلى مقتل من 30 إلى 35 عنصرا من ميليشيا أسد. 

ما الرسالة التي تريد روسيا توجيهها إلى تركيا؟

ذهب "رحيم أر" المحلل العسكري والكاتب لدى صحيفة تركيا، إلى أنّ استهداف النظام للجنود الأترك قبيل توجّه الرئيس أردوغان إلى أوكرانيا، ليس من باب الصدفة، وذلك نظرا للخلافات القائمة بين روسيا وأوكرانيا، مذكّرا بأنّ الرئيس التركي كان قد صرّح بأنّ تركيا تعدّ دخول روسيا إلى القرم احتلالا، وأنّها ستقدّم دعما ماديا بقيمة 200 مليون ليرة تركية كدعم عسكري لأوكرانيا.

وذهب "أر" إلى أنّ روسيا من خلال استهداف النظام الأخير للجنود الأتراك، وكأنها تطالب تركيا بعدم المجيء إلى شمال البحر الأسود، وذلك لكون القرم مسألة خلاف قديمة بين الطرفين، مردفا: "من خلال استهداف تركيا في إدلب، روسيا تقول لـ أنقرة ما يلي: "لا تأتي إلى شمال البحر الأسود، وإياكِ الانفتاح نحو البحر الأبيض، وكذلك توجّه لتركيا السؤال التالي (ما الذي تفعلينه في ليبيا؟)، باختصار روسيا تحذّر تركيا الاقتراب من المناطق الحساسة بالنسبة إليها".

 ولفت إلى أهميّة إدلب بالنسبة إلى تركيا، موضحا بأنّ خسارة إدلب، ستمهّد لخسارة هاتاي، مؤكدا على أنّه لا يمكن لتركيا أن تقبل بالانسحاب من إدلب.

الرد التركي 

من جانبه "بولنت أي ديمير" مدير مكتب "خبر ترك" في أنقرة، ذهب إلى أنّ تصريح أردوغان الذي حذّر فيه روسيا من الوقوف عائقا أمام تركيا في استهدافها للنظام، يعدّ تصريحا مهمّا للغاية، يكشف عن حجم التوترات القائمة بين الطرفين.

وأضاف بأنّ استهداف 46 هدفا من قبل القوات التركية ليس كافيا، وأنّه يجب التوجّه لمحاسبة الفاعلين مباشرة، قائلا: "الرد على استهداف جنودنا من قبل القوات التركية أمر مهم، ولكنه غير كاف، إذ يجب تأمين جنود الأتراك المقيمين في نقاط المراقبة، وعدم ترك مصيرجنودنا، بيد نظام الأسد".

ما الذي سيحدث مستقبلا؟

"عبد الله آغار" الخبير والمستشار العسكري التركي، أوضح بأنّ تركيا ليست المرة الأولى التي تبقى فيها بمواجهة مع عناصر النظام، لافتا إلى أنّها بقيت في مواجهات سابقة لتجاوزات النظام، سواء في شرق الفرات، أم في إدلب، ولكن هذه المرّة الأولى التي يستهدف فيها النظام مباشرة جنودا أتراك.

وأفاد بأنّ التطورات التي ستحصل مستقبلا ستكشف عن مدى خطورة المرحلة القادمة، ولا سيّما مع توجّه الرئيس أردوغان إلى أوكرانيا، قائلا: "الأيام المقبلة إما ستضعنا في إطار سياسة تتجه نحو إيجاد الحلول، أو في إطار خطر ستكون روسيا جزءا منه، موضحا بأنّ الطرفين -أي روسيا وتركيا- مازالتا تحاولان اتّباع سياسة الباب المفتوح نحو إيجاد الحلول".

 وذهب إلى أنّ تصريحات الرئيس التركي التي سيدلي بها في أوكرانيا، ستسهم نوعا ما في تحديد معالم المرحلة القادمة أيضا، متابعا: "تركيا تطالب روسيا بعدم الوقوف عائقا أمامها في استهدافها للنظام، مع العلم بأنّ النظام يتحرّك بأمر من روسيا، وهذا ما يعقّد المشهد أكثر".

وختم آغار بضرورة قراءة استهداف النظام لـ تركيا قراءة صحيحة، مشيرا إلى أنّ النظام  لربما يبحث من خلال استهدافه الأخير عن إيجاد صيغة حلول مع تركيا، ولا سيّما مع انخفاض الدعم الروسي له مؤخرا، وخصوصا أن النظام بات منهكا ومتعبا للغاية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات