نيويورك تايمز: تفاصيل تصفية زعيم تنظيم القاعدة في اليمن

قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين لصحيفة نيويورك تايمز إن الولايات المتحدة قامت بتصفية زعيم تنظيم القاعدة في اليمن وذلك بعد شهور من تعقبه باستخدام المراقبة الجوية ومعلومات استخباراتية أخرى.

ومازال المسؤولون الأمريكيون ينتظرون تأكيداً رسمياً بمقتل قاسم الريمي حيث يمثل مقتله ضربة كبيرة لتنظيم القاعدة في واحد من أقوى فروع التنظيم خصوصاً أن الريمي كان يخطط لمهاجمة أهداف في الولايات المتحدة وأوروبا.

ويعمل الجيش الأمريكي بالتنسيق مع الاستخبارات المركزية (CIA) لاستخدام طائرات مُسيرة مهمتها تعقب وتصفية القيادات في تنظيمي القاعدة وداعش ولكن حساسية هذه المهام وعدم التأكد من تصفية الأهداف يدفع المسؤولين الأمريكيين إلى التأخر في إعلان نجاح العمليات.

وفيما رفض مجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق ورفض كذلك مسؤولون عسكريون التعقيب على الهجمات التي تشنها الاستخبارات المركزية إلا أن مسؤولين قالوا للصحيفة إن الريمي يخضع للمراقبة منذ تشرين الثاني من قبل الاستخبارات.

وكانت تقارير محلية يمنية قد نقلت مقتل اثنين من المتشددين بواسطة غارة نفذتها طائرات مسيرة في وسط اليمن دون أن تحدد هوياتهم.

أهميته لواشنطن

ويعد الريمي، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً، من بين قادة القاعدة القلائل الذي يعود إلى حقبة ما قبل هجمات 11 أيلول حيث خضع للتدريب في معسكرات القاعدة في أفغانستان ومن ثم تم إلقاء القبض عليه في مسقط رأسه اليمن وحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة التخطيط لقتل السفير الأمريكي هناك. خرج الريمي بعد عام واحد من السجن ومن ثم أصبح قياديا في صفوف التنظيم.

عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة وقدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه. ومن ثم تضاعفت المكافأة ووصلت إلى 10 ملايين دولار وذلك بعد أن تبين صلته بالعديد من المخططات التي كانت تستهدف المصالح الأمريكية.

وبحسب الخارجية، لعب دوراً مهماً في الهجوم الذي استهدف السفارة بصنعاء في 2008 والذي أدى إلى مقتل 10 حراس و4 مدنين. وكان له يد في مخطط 2009، والذي يهدف إلى إسقاط طائرة في ديترويت.

وعندما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ عملية عسكرية تستهدف الريمي، قتل كبير الضباط المسؤول عن العملية أثناء محاولته الاشتباك معه في 2017.

أهداف مرتبطة بإيران

وقال توماس جوسلين، الزميل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "لقد كان (الريمي) واحداً من قدامى المحاريين في تنظيم القاعدة حيث بدأ حياته في المعسكرات الأفغانية قبل 11 أيلول.. بعد خروجه من السجن، عمل ضمن فريق على إعادة تفعيل التنظيم في شبه الجزيرة العربية ليصبح فيما بعد قائد التنظيم".

وقال جوسلين إن الريمي واحداً من 4 مسؤولين في التنظيم ظهروا في شريط فيديو يعلنون فيه إعادة إحياء التنظيم في 2009.

وقال محللون إن العديد من قادة القاعدة تمت تصفيتهم في هجمات مماثلة. وقال جوسلين "إن هذه الضربات ضرورية لضرب المجموعة ولكنها غير كافية لتدميرها".

وتأتي العملية ضد الريمي في الوقت نفسه الذي حاول فيه الجيش الأمريكي، تصفية عبد الرضا شاهلاي، المسؤول العسكري الإيراني رفيع المستوى والمتواجد في اليمن بدون جدوى حيث لم تؤدِ العملية إلى مقتلة.

وحاولت الولايات المتحدة تصفية شاهلاي في اليوم نفسه الذي شنت فيه طائرة مسيرة أمريكية غارة أدت إلى قتل قاسم سليماني، قائدة قوة القدس سيئة السمعة.