كيف انعكس استنزاف ميليشيا أسد بإدلب على مناطق سيطرتها بالاعتقال والتجنيد؟

كيف انعكس استنزاف ميليشيا أسد بإدلب على مناطق سيطرتها بالاعتقال والتجنيد؟
كعادتها في كل المعارك التي تخوضها ضد فصائل المعارضة، شنت ميليشيات أسد ممثلة بأجهزة مخابراتها والشرطة العسكرية حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشبان، بالتزامن مع نشرها للعديد من الحواجز المتنقلة (الطيارة) في عدة محافظات سورية، بحثاً عن المطلوبين لـ"الخدمة العسكرية".

وتحاول ميليشيا أسد تعويض خسائرها العددية عبر حملات الاعتقال التي تشنها في البلاد، بهدف تجنيد الشبان وزجهم في صفوف قواتها على خطوط الجبهات، في محاولة منها استعادة زمام المبادرة بعد كل هزيمة تمنى بها، رغم الدعم اللامتناهي من قبل طيران الاحتلال الروسي والميليشيات الإيرانية على الأرض.

اعتقالات في حماة

وقالت مصادر خاصة في حماة لأورينت نت، إن الشرطة العسكرية التابعة لميليشيا أسد، شنت حملة اعتقالات عبر عدة حواجز  طيارة نصبتها في عدة شوارع في المدينة، حيث تم خلال الحملة اعتقال نحو 50 شاباً، سيقوا إلى مطار حماة العسكري بوساطة باصات (24 راكب) ومنه إلى شعب للتجنيد، حيث تم تسجيل بياناتهم قبل إعادتهم من جديد إلى مطار حماة العسكري، لافتة إلى أن عمليات الاعتقال استمرت على نحو ٣ أيام وتركزت في منطقة ساحة العاصي وسط حماة.

وذكرت المصادر إلى أن "الشبان الذين يتم اعتقالهم يخضعون لدورة تدريبية قصيرة جداً، لا يكاد يتعلمون خلالها حمل السلاح واستخدامه؛ دون أية خبرات أو مهارات قتالية أخرى، حيث يخضع المتدربون الجدد لفترة تدريبية (دورة أغرار) لا تتجاوز الأسبوعين وفي أحسن الحالات 20 يوماً لا أكثر، ليتم بعدها الزج بهم على الجبهات، وهو ما يراه مراقبون تفسيراً منطقياً لعدد القتلى الكبير لعناصر ميليشيات أسد في بعض الجبهات, إضافة إلى أن العناصر العلويين مستثنون من ذلك ويتم تدريبهم بشكل جيد إضافة إلى أنهم يكونون في الغالب على الخط الدفاعي الثاني أو الثالث".

حلب في كماشة التجنيد

ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن "محافظة حلب كانت صاحبة النصيب الأكبر من الاعتقالات والتجنيد، حيث شهدت الفترة الممتدة بين 26 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي وحتى 31 كانون الثاني/يناير من العام الجاري، اعتقال نحو 190 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 - 40 عاماً تحت بند الخدمة الإلزامية والاحتياطية".

وأما العاصمة دمشق، فلم تكن بأحسن حالاً من حلب، حيث "شنت ميليشيات النظام حملة اعتقالات طالت بعض أبناء الريف الدمشقي وخاصة المدن والبلدات التي سبق أن خضعت لسيطرة الفصائل فيما مضى، حيث تركزت الحملة على كل من (عسال الورد، التل، الحجر الأسود، ضاحية قدسيا، جوبر، والقابون) وتم خلالها اعتقال نحو 25 شخصاً وتم اقتيادهم إلى مطار المزة العسكري".

معلمون وممرضون وعمال نظافة

وتحدثت المصادر عن قيام ميليشيات النظام باعتقال ما تيسر لها من مطلوبين للخدمة الاحتياطية، حتى وإن كانوا من موظفي حكومة أسد الحكوميين، حيث تم اعتقال ممرضين وعمال نظافة، إضافة إلى مدرسين في المدارس، ولعل المدرس (أحمد حنطاية) الذي قتل على يد الفصائل في محيط مدينة معرة النعمان خير مثال على الحملة التي تشنها ميليشيات أسد، حيث اعتقل (حنطاية) وتم سوقه للخدمة الاحتياطية قبل أشهر، ليعود إلى حلب قتيلاً ضمن صندوق خشبي وفق ما نشره ناشطون في منصات التواصل الاجتماعي.

وتمكنت ميليشيات أسد بدعم المرتزقة الروس والإيرانيين والطيران الحربي الروسي من السيطرة على مدينة معرة النعمان قبل أسبوع، لتتقدم بعدها باتجاه الشمال والشمال الشرقي وتسيطر على بلدة (النيرب) شرق إدلب لتصبح على مشارف مدينة سراقب وعلى بعد 3 كم فقط من مدينة سرمين و 8 كيلومتر عن مدينة إدلب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات