ما الخيارات التي تدرسها تركيا لمواجهة نظام أسد في إدلب؟

ما الخيارات التي تدرسها تركيا لمواجهة نظام أسد في إدلب؟
منحت تركيا نظام أسد مهلة حتى نهاية الشهر الجاري للانسحاب من المناطق التي استولى عليها مؤخراً في إدلب، حيث تحاصر قوات النظام نقاط المراقبة التركية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له يوم الأربعاء: "أخبرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الليلة الماضية أن على قوات النظام العودة إلى الحدود التي تم التوافق عليها في سوتشي.. نأمل أن يتراجعوا عن محيط نقاطنا في شباط؛ وإن لم يفعلوا سنضطر نحن إلى القيام بهذه المهمة بأنفسنا".

وتأتي تصريحات أردوغان بعد أن قصفت قوات النظام نقطة تتمركز فيها القوات التركية، مما أدى إلى مقتل ثمانية جنود أتراك يوم الأحد الفائت بالقرب من بلدة سراقب، حيث تنشر تركيا هناك عدة دبابات وعربات مدرعة، بالإضافة إلى قاذفات الصواريخ وعناصر من القوات الخاصة.

وتقع سراقب على الطريقين إم-4 وإم-5، وستتمكن قوات النظام من استهداف إدلب المدينة بعد السيطرة عليها، لأنها ستكون ضمن نطاق المدفعية.

نقطة تحول 

وعبّر مسؤول تركي سابق مطلع على تطورات الأوضاع على الأرض عن تشاؤمه، وقال في حديثه لموقع ميدل إيست آي: "لا أفهم لماذا المهلة النهائية ستكون في شباط.. يقتربون من مدينة إدلب. لا يهاجمون المواقع التركية، بل يلتفون حولها ويتقدمون نحو الشمال باتجاه الحدود". وأضاف "ستصل قوات أسد إلى الحدود التركية قبل نهاية شباط. علينا التحرك الآن".

وتحقق قوات النظام تقدماً سريعاً على الأرض، بسبب الدعم المقدم من الجيش الروسي، حيث يسعى النظام إلى السيطرة على آخر معاقل الفصائل في إدلب.

وبحسب آخر إحصائيات الأمم المتحدة هناك أكثر من نصف مليون شخص قد نزحوا باتجاه الحدود التركية منذ بدء القتال في كانون الأول.

وكان الجيش التركي رد يوم الإثنين الماضي على الهجوم الذي تعرض له وقصف مواقع لقوات النظام. وقالت أنقرة إنها "حيدت" 70 جندياً، وذلك بناء على الاتصالات اللاسلكية التي اعترضتها.

وقال أردوغان يوم الأربعاء، إن الهجوم المميت الذي تعرضت له القوات التركية، كان بمثابة نقطة تحول بالنسبة لأنقرة. وأضاف "يرد النظام على أصغر الانتهاكات (لاتفاق وقف إطلاق النار) بهجمات عنيفة تستهدف المدنيين. من الآن فصاعداً، سنرد على انتهاكات النظام بالطريقة نفسها".

وأكد على أن "أي هجوم، سواء كان برياً أو جوياً، يستهدف جيشنا أو العناصر المتحالفة معه، وبصرف النظر عن مصدره، سيتم الرد عليه وبدون سابق أنذر".

رسائل إلى روسيا وإيران

وقالت مصادر مطلعة في أنقرة لميدل إيست آي، إن مهلة العشرين يوماً هذه هي مساحة لبدء التفاوض مع روسيا. وقال عمر أوزكيزيلسيك الخبير في الشؤون السورية في مركز سيتا للأبحاث في أنقرة: "الأمر يتعلق باللوجستيات العسكرية التركية ونشر القوات، حيث ستعزز أنقرة من قواتها في هذه المنطقة". وأشار إلى أهمية "وجود خط معين، تتدخل تركيا مباشرة في حال تجاوزه".

وقال مسؤول تركي مطلع على تطورات المنطقة، إن القوات التركية ستستهدف قوات أسد بالمدفعية من داخل الأراضي التركية. وأضاف "إذا ما حصلوا على الموافقة، يمكنهم بسهولة اكتساح المنطقة الواقعة جنوب سراقب ودفع قوات أسد إلى الخلف".

وأشار أردوغان إلى إن أنقرة تعلم أن دمشق غير قادرة على التقدم بدون دعم جوي روسي ودعم بري إيراني، قائلاً: "لا يوجد لدينا نية أو رغبة لمواجهة حلفائنا أو الدول الأخرى. ولن ننسى على الإطلاق، أولئك الذين يظهرون لنا الصداقة أو العداء على طول الطريق الذي سيصل إلى حل مناسب لكل من شعب تركيا وسوريا إلى أن يعود الاستقرار". مشدداً على أن تركيا تولي "اهتماماً خاصاً" لصداقتها مع روسيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات