"نيويورك تايمز" تكشف عن تهديدات "حزب الله" لشيعة لبنان

"نيويورك تايمز" تكشف عن تهديدات "حزب الله" لشيعة لبنان
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن المتظاهرين اللبنانيين الذين ظهروا في القنوات التلفزيونية مؤخراً للتنديد بحسن نصر الله، زعيم ميليشيا "حزب الله" تعرضوا لضغوطات هائلة ومضايقات جسدية أجبرتهم بعد فترة أخرى للظهور والاعتذار عن تصريحاتهم.

وقال أحد اللبنانيين الشيعة للصحيفة: "السيد (نصر الله) يعني لي الكثير. هنالك الآلاف من الأشخاص الذين ينظرون له بإعجاب؛ ولكنني أشعر بأني أصبحت الرقم 100 في قائمته"، مشيراً إلى تراجع اهتمام نصر الله بالمجتمع الشيعي على حساب أولويات أخرى. 

وجاء الاعتذار أمام الكاميرا وعلناً تمهيداً لشن المزيد من الهجمات العنيفة ضد المتظاهرين الشيعة، والذين يمثلون الطائفة الدينية الأكبر حالياً في لبنان، والتي اعتمدت على مدى عقود على حزب الله لحمايتها، وتأمين الوظائف والخدمات الاجتماعية، ولمحاربة إسرائيل.

وفي الوقت الذي يشهد فيه لبنان أزمة سياسية واقتصادية خانقة تدخل شهرها الخامس؛ إلا أن المظاهرات ما تزال مستمرة في جميع أنحاء البلاد وتشمل متظاهرين من مختلف الطوائف.

المعضلة الشيعية

ولكن هذه المظاهرات أجبرت العديد من الشيعية في لبنان على مواجهة معضلة كبيرة، إذ كيف يمكنهم أن يدعموا حزب الله الذي يؤيد حالة الركود الحالية؟ وكيف يقفون بجانبه في الوقت الذي يسعى لإخماد المظاهرات وإسكات صوت المحتجين؟

وقال علي إسماعيل، 51 عاماً، والذي ينحدر من كفر رمان، البلدة الشيعية في الجنوب التي يهيمن عليها حزب الله وحركة أمل: "أنا أؤيد المقاومة ضد إسرائيل.. ولكني أؤيد المقاومة ضد الفساد".

ويعيش علي بحالة اقتصادية مزرية، بدأ في الآونة الاخيرة بالدين لدفع الرسوم المدرسية لأبنائه. وقالت زوجته فرح، إنه تم رفضها من جميع وظائف التدريس التي تقدمت إليها لأنها تفتقر إلى الصلات الحزبية.

حتى أن الرجل الذي ظهر فيما بعد للاعتذار من نصر الله، سحب الإهانة ولكنه من لم يتراجع عن مطلبه. وقال في لهجة ترجي: "الرجاء مساعدتنا.. نتضور جوعاً، ولا نعمل".

وقالت رندا سليم، المحللة اللبنانية في معهد الشرق الأوسط، إن الاحتجاجات بين الشيعة سببها نجاح حزب الله عسكرياً وإهماله للقضايا المحلية الداخلية.

تراجعت حدة الحروب التي يخوضها حزب الله سواء في سوريا لدعم نظام الأسد أو ضد إسرائيل. وبينما دخل الحياة السياسية في 2005 بهدف الإصلاح، تحول ليدعم الفساد وعجز الحكومة اللبنانية.

جزء من معادلة الفساد 

زادت العقوبات الأمريكية على إيران والميليشيات التابعة لها من شدة العجز الذي يشهده حزب الله، حيث أصبح عاجزاً على تقديم الدعم، والخدمات، والوظائف التي اعتاد أنصاره الحصول عليها.

وقالت سليم: "حزب الله لم يعط القضايا المعيشية أي أولوية. ووجد نفسه فجأة أمام مجتمع يقول له، إن الخبز أصبح يمثل أولوية.. هو جزء من حكومة فاسدة، ولا يمكنه إلقاء اللوم على الآخرين بسبب الفساد، هو جزء من معادلة الفساد. السؤال الآن، كيف سيرد؟".

تعمل إلى الآن حركة أمل وحزب الله لحماية الوضع الحالي مع تقلص المظاهرات في المناطق الشيعية بشكل واضح، حيث تحرك الطرفان لخنق أي تحرك هناك. ومع تعرض إيران لضغط كبير من الولايات المتحدة، يرى المحللون أن حزب الله يحتاج الآن، وأكثر من أي وقت مضى للحفاظ على نفوذه وسلطته داخل لبنان.

وقالت غازية الأطرش، 40 عاماً، وهي متظاهرة من بعلبك: "نحب السيد حسن نصر الله في منطقتنا، ولكنا هنا، نحن نحب لبنان" مشيرة إلى المظاهرات الضخمة في بيروت. وعندما سئلت عن علاقة نصر الله بالخلل في الاقتصاد اللبناني، أجابت بشكل قاطع: "لا.. هو ليس جزء من الحكومة".

وعلى الرغم من أن نصر الله لا يشغل منصباً حكومياً؛ إلا أنه يسيطر على الحكومة التي استقالت وكذلك على الحكومة الجديدة التي تشكلت في كانون الثاني.

وقال المتظاهرون في المناطق الشيعية، إنهم تلقوا تسجيلات صوتية على واتساب تحذرهم "من التأثير السلبي" على حياتهم فيما إذا استمروا بالتظاهر. فيما تلقى البعض زيارات من مندوبي أمل وحزب الله يطلبون فيها التوقف عن التظاهر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات