الحكومة اللبنانية أزمات متفاقمة وشرعية هزيلة

بعد مخاضٍ عسير وشدٍ وجذب ومفاوضاتٍ ماراثونية بين التيارات السياسية، ووسْطَ مقاطعةٍ كبيرة من كتلٍ برلمانية تابعة لفريق الرابع عشر من آذار، وافق مجلسُ النواب على إعطاءِ الثقة للحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب.. ثقةٌ وصفها البعضُ بأنها هزيلة ولا تحظى بإجماعِ التيارات السياسية اللبنانية، والأهمُ من ذلكَ كلِه أنها مرفوضةٌ بشكل كامل من قبل الشارع اللبناني المنتفض منذ أشهر على كل الوجوهِ السياسية التي تصدرت المشهد في لبنان منذ عقود..

حكومةٌ وُصفت بأنها برعاية حزب الله.. فالحزب حاول فرضَها بكل ما أوتي من أدواتٍ سياسية وأوراق ضغط في الداخل اللبناني، وعاونه في ذلك حلفاؤُه في التيار العوني وحركة أمل لجعل هذه الحكومة.. حكومةَ أمرٍ واقع.. فلا أصواتُ الشارع أثارتِ انتباهَه، ولا الرفضُ الواسع الذي واجهه دفعه للتراجع عنها، ومضى قدماً بإضفاء الشرعية عليها.. شرعيةٌ حَكمَ عليها الشارعُ منذ الإعلان عنها.. بأنها لا تُمثلهم ولا تُلبي طموحاتِهم.. شرعيةٌ لا تستند إلى الشعب ولا لهتافاته ضدها، وإنما لمن يملك قوةَ السلاح ويعلو صوتُ رصاصِه فيها..

تغييرٌ للوجوه وليس في السياسات هذا حالُ الحكومة اللبنانية بحسب بعض البرلمانيين اللبنانيين.. وبعد أنْ تولَّى مهامَه قال حسان دياب إنَ مهمةَ حكومتِه انتحارية، ولكن هذه المهمةَ الشاقة والصعبة التي ستواجه الحكومةَ سيقابلها بوجوهٍ لا ترقى لمستوى العقباتِ والمشكلات التي يعانيها لبنان.. 

فلبنان يُواجه عاصفةً اقتصادية عاتية وسْطَ ملامحِ انهيارٍ اقتصادي كبير قد يحدث خلال الفترة القادمة، ولكن هذه الحكومة بحسب المراقبين لاتستطيع أن تقدمَ شيئاً أمام الظروف التي رافقت تشكيلَها والشخصيات التي تصدرتها.. هذا علاوةً على انشغال الراعي لها والمقصود هنا ميليشيا حزب الله بالمهام الإقليمية الجديدة الملقاة عليه من قبل نظام الملالي في إيران والمتمثلة بإدارة الميليشيات الطائفية بالعراق إضافة لأعماله العسكرية القذرة في سوريا وغيرِها من المناطق.. لذلك سارعَ  لتشكيلِها وفرضَ تمريرَها للتفرغِ لمهامِه الإقليمية!!

وفي ظل أجواءِ الثورة التي يشهدها لبنان، وعلى ضوء المقاطعة السياسية الكبيرة لهذه الحكومة، هل من الممكن أن تُواجهَ هذه الحكومةُ الفشلَ ذاتَه الذي قابلته حكومةُ نجيب ميقاتي الثانية التي شُكلت في عام 2011 ووُصفت حينَها بأنها حكومةُ حزب الله، مع فارق كبير هذه المرة والمتمثل برفض الشارع اللبناني لها؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات