هآرتس: تسريب معلومات يهدد أمن الموساد الإسرائيلي

هآرتس: تسريب معلومات يهدد أمن الموساد الإسرائيلي
أكدت مصادر مطلعة لصحيفة هآرتس حدوث اختراقين كبيرين في تطبيق إلكتروني يستخدم لحفظ قوائم الناخبين مما أدى إلى تسريب بيانات حوالي 6.5 مليون ناخب في عملية اختراق تعد الأكبر من نوعها في إسرائيل.

تم الإبلاغ عن التسريب الأول منذ أسبوع أما التسريب الثاني فقد حصل يوم الاحد بعد أن فشلت شركة إسرائيلية بحماية بيانات الناخبين التي تستخدمها الأحزاب الإسرائيلية.

وشمل التسريب الأخير كامل سجل الناخبين بما في ذلك أرقام هوياتهم، وجنسهم، وأرقام هواتفهم، وعناوينهم الحالية، بالإضافة إلى معلومات حزبية أخرى أدخلها موظفو الحملة الانتخابية وتفصح عن التوجه الحزبي لكل ناخب وما إذا كان يدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو لا.

وتؤدي عملية الاختراق غير المسبوقة إلى الكشف عن بيانات عشرات الآلاف من موظفي الموساد، وجهاز الأمن الشاباك، ولجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، والمعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية والقوات العسكرية الإسرائيلية وتشمل الطيارين، وموظفي الاستخبارات، وأعضاء القوات الخاصة، والعلماء النوويين.

كارثة أمنية

وتخشى إسرائيل من أن تتمكن عناصر معادية لها من الوصول إلى معلومات إضافية، بالاعتماد على هذه القوائم، مما يعني الكشف عن تفاصيل حساسة أخرى مثل أرقام لوحات السيارات، والمعلومات الطبية، والأصول المالية والشخصية لكل ناخب.

ومن المتوقع أن تستفيد جهات عديدة من هذه المعلومات مثل الاستخبارات الإيرانية، وحزب الله، فضلاً عن وكالات الاستخبارات التي لا تقيم علاقات ودية مع إسرائيل.

ويعتمد الموساد، وغيره من أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية، على هذه البيانات التي تمتلكها وزارة الداخلية، بهدف تجنيد أعضاء جديد، سواء في داخل إسرائيل أو في خارجها.

كما تعمل الاستخبارات الإسرائيلية، خصوصا الموساد، على استخدام هويات مزيفة أو مستعارة لتنفيذ عملياتها الأمنية. سواء كان ذلك لتنفيذ عمليات المراقبة وجمع المعلومات أو للتسلل لأماكن معينة أو لشراء معدات حساسة.

في العقود الثلاثة الماضية على سبيل المثال، استخدم عملاء الموساد جوازات سفر مزورة من كندا، وأستراليا، وألمانيا، ونيوزيلندا، وفرنسا، وإيرلندا، والبوسنة، وجورجيا وغيرها. وتم الكشف عن بعض العمليات في عدة دول مثل الأردن، وبريطانيا، والسودان، وقبرص، وسويسرا، ونيوزيلندا، وأستراليا.

ولذلك يعد تسريب مثل هذه المعلومات أمر كارثي للاستخبارات الإسرائيلية لأن ذلك يؤدي إلى إمكانية ربطها بالأنشطة التي تتم في الخارج تحت هويات إسرائيلية أو أجنبية.

حوادث مشابهة

ومن الممكن أن تؤدي هذه المعلومات إلى إحباط العمليات الإسرائيلية الأمنية في الخارج أو القبض على عملاء معينين عبر وكالات الاستخبارات الأجنبية.

وفوق كل هذا، يمكن عبر التحقق من البيانات المسربة، التأكد من الاشخاص الأحياء، والشخصيات المتوفية التي تُستخدم هوياتهم في مهام سرية لإخفاء الهوية الحقيقة للعميل.

هذه العملية شبيهة بالضبط عملية رأفت الهجان، العميل المصري الذي تظاهر بأنه يهودي وهاجر إلى إسرائيل للكشف عن أسماء العملاء الإسرائيليين.

في 2015، تعرضت شركة موارد بشرية في الولايات المتحدة لخرق بيانات شبيه أثر على موظفين الاستخبارات والدفاع. اشتبهت الولايات المتحدة بوصول هذه المعلومات إلى الاستخبارات الصينية مما اضطرها إلى سحب بعض عملائها خشية على حياتهم.

وتعمل جميع أجهزة الاستخبارات حول العالم بسرية، وتحيط أسماء موظفيها بسرية تامة خوفاً من وصول معلوماتهم إلى أطراف معادية، أو أطراف أجنبية غير ودية. ولذلك، وفي العديد من الحالات، عندما يتم الشك بوجود اختراق في شبكة تجسس ما يتم على الفوز إيقاف العملية وجهات الاتصال التي تشرف عليها.

واختفى المدراء الثلاثة المسؤولون عن التطبيق الذي تسبب بالتسريب، حيث أسسوا للشركة في مدينة أوروبية صغيرة، قبل 15 شهراً مما يزيد الشكوك حول الحملات الانتخابية الإسرائيلية التي حصلت مؤخرا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات