السلطات الصينية تفاجئ طلاب المدارس.. وآباء يصرخون: أي نوع من الحياة نعيش؟!

السلطات الصينية تفاجئ طلاب المدارس.. وآباء يصرخون: أي نوع من الحياة نعيش؟!
بعد أن بات أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة ممنوعين نوعاً ما من مغادرة منازلهم، إذ الحكومة الصينية حظرت التجمعات العامة، بما في ذلك التجمعات في ساحات المدارس، وقد اتخذت السلطات الصينية إجراءات متطرفة في محاولة لاحتواء فيروس كورونا الذي تفشى على الصعيد الوطني!.

وذكرت مراسلة واشنطن بوست في بكين (آنا فيفلد) أن معظم المدارس الصينية كان من المفترض أن تُستأنف دروسها يوم الإثنين، انتقلت بدلا من ذلك إلى نظام تعلم في البيت أو عبر الإنترنت، وهو ما شكّل ضغطاً كبيراً على موارد المعلمين.

"أي نوع من الحياة أعيشها؟"، هكذا تساءلت شاو جينغ، وهي أم لابنين في تشنغتشو. إنها لا تقوم فقط بالطهي والغسل من أجل طفليها، ولكنها تقوم أيضاً بنسخ أوراق اختبار يدوياً وتحاول فهم كيفية اشتغال التكنولوجيا من أجل الدروس عبر الإنترنت. 

طفلاها، اللذان لا يطيقان أصلاً البقاء في الأماكن المغلقة لفترة ممتدة، غير سعيدين بالتحول إلى التعلم عبر الإنترنت.

وقالت شاو: "إن كل ما يفكران فيه هو اللعب ولا يريدان الدراسة البتة"، معربة عن أملها في أن يعودا إلى مدرستهما قريباً، قبل أن تصاب بانهيار!.

وأوضحت مراسلة واشنطن بوست في بكين أنه: لهذا الغرض، أدخلت وزارة التعليم يوم الإثنين “فصلاً دراسياً عبر سحابة إنترنت وطنية” يدعمها أكثر من 7 آلاف خادم ومصمَّمة لخدمة 50 مليون طالب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في الوقت نفسه. وتغطي الدروس 12 مادة أكاديمية، بما في ذلك “التربية الأخلاقية” و”التربية المتعلقة بالأوبئة”.

مناطق نائية وانترنت ضعيف!

في هذه الأثناء، يبث "التلفزيون التعليمي الصيني" برامج تعليم على الإنترنت، عبر الأقمار الاصطناعية، إلى المناطق النائية التي تعاني من ربط ضعيف بشبكة الإنترنت.

وسائل الإعلام الصينية التابعة للدولة تحاول التشبث بالأمل والتفاؤل وتحويل هذه الأوقات العصيبة إلى شيء إيجابي. وفي هذا السياق، كتبت مدونة "تشاينا كومانت": "إن كل كارثة يمكن أن تكون مفيدة كصدمة وتحدٍّ لقيمنا الحياتية"، مضيفة: "أن الحرب المتواصلة ضد الفيروس تُعد قسماً دراسياً عظيماً بالنسبة للطلاب، وتدريباً على الحياة الحقيقية بالنسبة للكبار أيضاً".

وفي مدينة شنجن الجنوبية، كان المعلمون في "مدرسة مينجد التجريبية" يحاولون فهم كيفية اشتغال التكنولوجيا خلال اليوم الأول بعد الإجازة. وقال يانغ، وهو معلم كشف عن اسمه العائلي فقط، لأنه لم يؤذن له بالتحدث للإعلام: "إنه ثمة توافق بين المدرسة وأولياء الأمور، لأن بعض الآباء العاملين لا يستطيعون الإشراف على تعلم أبنائهم خلال أيام العمل".

الأجداد لا يعرفون التعامل مع الحاسب!

يعاني النظام التعليمي من العديد من العيوب. ذلك أن الكثير من الأسر ليست لديها حواسيب. والأسر التي لديها أكثر من طفل واحد، قد لا يكون لديها أكثر من جهاز واحد. كما أن رعاية الأطفال في الصين غالباً ما يتولاها الأجداد، الذين قد لا يكونون على دراية بكيفية اشتغال أجهزة التكنولوجيا. ثم هناك أيضاً إشكالية إمضاء الأطفال لوقت طويل أمام الشاشة.

غير أن الأطفال ليسوا الوحيدين الذين لزموا البيت. فالكثير من الأشخاص الذين لديهم وظيفة مكتبية يشتغلون حالياً عن بعد، ما يعني أن الآباء يحاولون العمل من البيت، الذي غالباً ما يكون عبارة عن شقة صغيرة، مع طفل يتلقى دروساً عبر الإنترنت وغير قادر على الخروج من البيت لتفجير طاقته.

وفي محاولة لتخفيف الضغط، أعلنت سلطات بكين أنه بالنسبة للأسر التي لديها والدان عاملان، يستطيع أحدهما البقاء في البيت والاعتناء بالأطفال من دون فقدان أي شيء من راتبه.

في شنجن، حاول يانغ أن يبقى متفائلاً فقال: "لا أحد يعرف بشكل أكيد متى سنستطيع العودة إلى المدرسة، ولكننا نبذل ما في وسعنا للعمل مع طلابنا والإبقاء على الأمور طبيعية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات