غسان عبود: إسرائيل ليست محايدة وهي جزء من حلف الأقليات ضد السنة

اتهم رجل الأعمال السوري غسان عبود مالك مجموعة أورينت الإعلامية إسرائيل بأنها جزء من حلف الأقليات الذي يستهدف العرب السنة في سوريا.

جاء ذلك في سياق حوار بثه تلفزيون أورينت مساء أمس الثلاثاء كان محوره عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي غير المسبوقة الذي يتعرض له الشعب السوري.

تغيير ديموغرافي

وأكد غسان عبود أن التهجير في زمن الحرب وضع طبيعي فهو أحد أسبابها، فالناس عادة تهرب من ساحات الحرب، ولكن ما يحدث في سوريا يؤكد أن هذه الحرب افتُعلت، حيث شاركت فيها جميع دول العالم بهدف تهجير مجموعة كبيرة من السوريين وتحديدا السنّة، الذين هاجروا من شمال سوريا ودرعا ودمشق وما حولها، مشيرا إلى أن هذا لا يمنع وجود حالات هجرة فردية، لأن الحياة لم تعد جذابة للعيش في سوريا.

وقال عبود إنه في الماضي كانت النخب تهاجر، سواء من الأقليات أو من العائلات السنية، بالإضافة إلى هجرة العوائل التي تعرضت لمضايقات من "حزب البعث"، ولكن ما نراه اليوم هناك عملية تهجير وعملية لا عودة، فعلى سبيل المثال عندما وصلت الميليشيات الطائفية لحدود معرة النعمان، خرج أهالي مدينة سراقب منها وذلك قبل الهجوم عليها ووصول ميليشيات أسد للمدينة بـ 50 كم لأنهم كانوا محبطين، ومع ذلك قامت الميليشيات بتدمير سراقب قبل دخولها لتمنع الأهالي من العودة إليها.

 واعتبر رجل الأعمال السوري أنه لو كان المدنيون يهربون من الإرهابيين كما يدعي النظام، فإنه من المفروض أن يحرص النظام على عودتهم بعد القضاء على الإرهابيين، لكن الناس ترى القذائف والدمار والقتل، ومن يبقى منهم في بلده ويرفض الخروج يتعرض للقتل، كما فعلت الميليشيات برجل من أهل معرة النعمان عندما دخلت المدينة وجدته بمنزله فقامت بحرقه.

وأشار إلى أن الاتفاق الذي جعل بشار الأسد يُدعم من كل القوى الدولية والإقليمية، هو تهجير نصف الشعب السوري، فالآن يوجد 6 ملايين مهجر خارج سوريا و3 ملايين على الحدود التركية، مؤكدا أنه يوجد اتفاق على تهجير الناس والتغيير ديموغرافي في سوريا، وبالتالي عندما يكون التهجير لأجل التهجير، فهذا يعد انتهاكا لحقوق الناس وملكياتهم.

وحول ادعاء روسيا بأنها تريد عودة اللاجئين السوريين، قال عبود، إن روسيا وما يسمى "محور الممانعة" وغيرها من الجماعات الإسلامية، اعتمدت على الشعارات التي تتبناها، منوهاً إلى أن الناس ما زالت تنقاد وراء شعارات الدين.

ولفت إلى أنه في هذا المضمار تدخل أيضاَ شعارات "القومية" التي ما زال كثير من السوريين يأكلون من "سمها".

إسرائيل جزء من حلف الأقليات

ونوه عبود في حديثه إلى أنه أول من طرح مصطلح "حلف الأقليات" الذي يستهدف المنطقة والموجه ضد السنة، مشيراً إلى أنه تمنى لا يكون الإسرائيليون جزءاً من هذا "الحلف"، ولكن أكد أنهم جزءا منه، مستشهداً بإعطاء إيران أكبر من حجمها على حساب دول الخليج، حيث دُعم الإيرانيون عالمياً من أجل هذا الهدف.

وتطرق عبود إلى قمع المظاهرات الشعبية في العراق، قائلا: إن العراقيين وبعد 20 عاماً انتبهوا إلى الشيعة والسنة أصبحوا "معادلة صفرية" من خلال ضرب هاتين القوتين ببعضهما من أجل افنائهما.

ونوه عبود إلى أن مثقفي "حلف الأقليات" من المعارضين يرفضون فكرة هذا "الحلف" بينما "رواد الكنيسة وكثير من مشايخ العقل" معه، وهؤلاء من يشكلون هذا المحور أو الحلف.

ونفى عبود أن يكون خطابه طائفياً، لأن السنة أكثرية يقابلها أقلية، ولكن عندما تنعم الأخيرة بالسلاح والدعم تصبح المعادلة قريبة ومتوازنة، وعندما يتم ضرب هاتين القوتين ببعضهما فستموت كلاهما، مؤكداً أنه سينتهج هذا الخطاب لو كان "غير سني" مستشهداً بذلك على عدد من الشخصيات غير السنية المعارضة لنظام أسد.

ولفت إلى أنه أطلق مع مؤسسة أورينت منذ نهاية عام 2018 تحذيرات حول الخطة المعدة لتسليم مناطق الشمال السوري بدءا من ريف حماة الشمالي، مؤكدا أن الناس في المنطقة استطاعوا الوقوف في وجه حملة أسد على المنطقة، إلا أن بعض القنوات وما أسماهم "الزعران" ومن خلال تصريحاتهم حاولوا تدويل القضية السورية، الأمر الذي خلق عند الشعب في هذه المنطقة حالة من الإحباط وأن مقاومته ليس لها أي معنى وأنه أصبح الورقة الضعيفة.

أورينت الإنسانية

وحول مؤسسة أورينت الإنسانية، قال عبود إن المؤسسة لم تتوقف عن دعم الشعب السوري رغم الظروف الصعبة وتوقف معظم المنظمات الدولية الأخرى عن تقديم دعمها للسوريين.

وأشار إلى أن الاتفاقية التي وقعتها أورينت الإنسانية مع منظمة ائتلاف تحالف الاديان في أمريكا والتي تضم 91 منظمة إنسانية أمريكية ساعدت كثيرا في مواصلة أورينت الإنسانية تقديمها الدعم الإنساني للسوريين.

ولفت إلى أن أورينت الإنسانية قدمت خلال الشهر الماضي ما قيمته 4 مليون دولار كمساعدات طبية وعينية وخيم للمهجرين، مؤكدا أن المنظمة مستمرة في تقديم الدعم الإنساني للسوريين في الوقت الحالي غير أن مستقبل هذا الاستمرار مرهون بالظروف التي أصبحت تضيق أكثر فأكثر خاصة مع تقدم ميليشيات أسد الطائفية وروسيا فلا يمكن أن نعمل تحت ظل الروس أبدا.

أورينت الإعلامية

وفي ما يتعلق بمؤسسة أورينت الإعلامية أكد رجل الأعمال السوري أنها باقية وأنها من المؤسسات التي تتبوأ الصدارة بين أقدم وأعرق المؤسسات العربية وحتى الناطق بها مدللا على ذلك من خلال الأرقام المليونية لمتابعيها سواء عبر الشاشة او عبر منصاتها المتنوعة.

غير أنه أوضح بأن تلفزيون أورينت لن يبقى بشكله الحالي وإنما سيتم العمل عليه بما يواكب التطور والمستقبل الذي هو للسوشيال ميديا. 

وذكر عبود أنهم يسعون حاليا على دعم قطاع السوشيال ميديا متمثلة بمنصات الموقع الإلكتروني والراديو واليوتيوب وغيرها في ظل اتجاه 80 من جمهور المتلقين إليها وتحويل شاشة أورينت للعمل من خلال تلك المنصات بدلا من البث الفضائي التلفزيوني.

ونوه إلى أن العمل بدء فعليا عبر فريق المؤسسة الحالي بالاستعانة بشركات أبحاث عالمية متخصصة لتقديم الدعم والمشورة في آليه وكيفية الانتقال إلى الشكل الجديد. 

وشدد عبود في ختام مقابلته انه يحترم جمهوره ويحترم التخصص ومن هذا المنطلق ستبقى مؤسسة أورينت الإعلامية ملتزمة بقضية الشعب والسوري وتكافح من أجلها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات