مدنيون احتموا بالصخور هرباً من مجازر أسد الطائفية في إدلب (صور)

مدنيون احتموا بالصخور هرباً من مجازر أسد الطائفية في إدلب (صور)
باتت الجبال الجرداء والوعرة على تخوم الحدود التركية خياراً أخيراً للسوريين للجوء إليها والإقامة بين صخورها وطبيعتها القاسية، هرباً من قصف ميليشيات أسد وحلفائها التي تعتمد سياسية الأرض المحروقة لتهجير أهالي المنطقة.

وبالرغم من صعوبة العيش وسط هذه الجبال؛ إلا أنها باتت ملاذاً أمناً لأكثر من 400 ألف مدني نزحوا مؤخراً من مناطق إدلب وريف حلب الغربي، وتشكل وعورة هذه الجبال حاجزاً بين النازحين وحاجتهم لمقومات الحياة ومستلزماتها.

أبو أحمد نازح من بلدة الفطيرة جنوب إدلب. لجأ مع أكثر من 100 أسرة إلى جبل "مشهد روحين" الصخري بالقرب من الحدود التركية، قال إنه هرب بأطفاله السبعة تاركاً أرضه وأملاكه، ولجأ إلى هذا المكان الجبلي لحماية أسرته من الموت بالغارات الروسية وقصف ميليشيات أسد.

وعلاوة عن سوء الأحوال الجوية في هذه المنطقة، يشتكي أبو أحمد صعوبة في تأمين مستلزماتهم الحياتية من مياه وطعام، حيث يضطرون في كثير من الأحيان المسير لمسافة 1 كم حاملين "كالونات" المياه للشرب والطعام، كونه لا يوجد طرق تسمح للأليات بالوصول للمكان. 

يقول الرجل المسن، إنه لا خيار لهم وعليهم التأقلم مع هذه الطبيعة رغماً عنهم، وكونها الخيار الأخير من خطر الميليشيات الطائفية وحلفائها. 

أبو إبراهيم، هو نازح أيضاً من ريف حلب الجنوبي، وسائق صهريج لنقل مياه الشرب للنازحين في جبال دير حسان، قال إنه كثيراً ما يتعرض لحوداث إنزلاق وتعثر في قيادة الآلية أثناء محاولته إيصال مياه الشرب للمخيمات في الجبال من جهة، ومن جهة ثانية تضرر الآلية بسبب النتؤات الصخرية في طرق بدائية بحاجة إلى تسوية ورمال، وهذا يزيد من تكاليف ثمن المياه وأجور نقلها إلى النازحين. 

إحصائيات صادمة

يؤكد، حمود الحسين، مدير مخيم في دير حسان، لأورينت نت، أن 20 مخيماً على الأقل إلى جانب مخيمه الذي أطلق عليه اسم "مخيم الفقراء والمساكين" تنتشر بين الجبال الممتدة من منطقة حزرة والدانا مروراً بجبال دارة عزة ومشهد روحين، تؤوي أكثر من 200 ألف نسمة معظهم من مناطق إدلب الجنوبية وريف حلب وحماة وحمص. 

ورغم مناشدتهم المنظمات الإنسانية بتقديم المساعدة لشق طرق بين الجبال - وفقاً للحسين - إلا أن المناشدات لم تلق صدى أو استجابة حتى الآن، وهذا ما يزيد معاناة النازحين في إمكانية وصول الأطفال للمدارس أو إسعاف المرضى. 

يقول "الحسين"، إن الناس فضلوا الحياة في الجبال على السهول لتفادي السيول وغرق المخيمات، فضلاً عن أنها قريبة من الحدود التركية وهذا يكسبهم بعض الشيء من الأمن. 

مصطفى رحمون، منسق وناشط إنساني، يقول لأورينت نت، إنه مع تدفق أعداد كبيرة من النازحين إلى المناطق الجبلية القريبة من الحدود التركية (جبال حزرة والدانا ودارة عزة وبابسقا وباب الهوى)، بدأ البعض منهم معتمداً على الصخور الكثيفة في الجبال لبناء مأوى متواضع من الحجارة والطين، والبعض الآخر يقوم بجمع التبرعات من أجل جمع مبلغ من المال يساعدهم على شق الطرق داخل المخيمات وتخفيف أعباء التنقل في ظل غياب دور المنظمات.

يذكر أنه منذ منتصف كانون ثاني الماضي، تتعرض منطقة "خفض التصعيد" بحلب وإدلب لحملة إبادة من ميليشيا أسد وروسيا، حيث يتواصل نزوح سكان محافظة إدلب وريف حلب الغربي باتجاه الحدود التركية. وتشير إحصاءات محلية إلى أن أكثر من 700 ألف مدني نزحوا من المنطقة ذاتها خلال الشهرين ونصف الماضيين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات