كيف شكل تقدم الفصائل في إدلب إنهاء لحلم روسيا في التحكم بالطرقات الدولية؟

كيف شكل تقدم الفصائل في إدلب إنهاء لحلم روسيا في التحكم بالطرقات الدولية؟
بعد ثلاث محاولات من قبل الفصائل الثورية مدعومة بقصف مدفعي تركي، سيطرت الفصائل الثورية على بلدة النيرب الاستراتيجية غرب مدينة سراقب، حيث تم قتل عشرات الجنود وتدمير واغتنام العديد من الآليات الثقيلة وانسحاب المليشيات إلى قرى غرب سراقب.

وتابعت الفصائل الثورية تقدمها في المنطقة حيث سيطرت على مدينة سراقب الاستراتيجية وعلى قريتي سان ومعارة عليا وجباس الواقعة غرب مدينة سراقب وواصلت هجومها على بلدة آفس شرق المدينة حيث سيطرت على المدينة بالإضافة إلى بلدة داديخ.

 واغتنمت الفصائل الثورية خلال الهجوم عشرات الآليات الثقيلة وسيارات للذخيرة ومضادات للدروع ودمرت عدداً من آليات النظام وأسرت جندياً من ميليشيا أسد أثناء تمشيطها القرى المحررة وقتلت عشرات الجنود وأسرت آخرين.

أهمية بلدة النيرب

وشكلت أهمية بلدة النيرب أنها كانت مفتاح للسيطرة على مدينة سراقب، وواقعة على طريق حلب-اللاذقية ومطلة على طريق حلب-دمشق، أي ان الطريق الدولي الذي افتتحه الاحتلال الروسي قبل أيام أصبح مقطوعا ًبشكل كامل، حيث دمرت الفصائل الثورية عدداً من آليات المليشيات على الطريق الدولي.

ويقول الصحفي التركي إسماعيل تشوكتان لأورينت نت إن:" معركة إدلب تدور حول السيطرة على الطرق الدولية التي تمر من المنطقة، حيث أن النيرب قريبة جداً من طريق أم4، ولها أهمية من حيث تأمين هذا الطريق، حيث أنه مع السيطرة على النيرب حصلت قوات المعارضة على فرصة لاستعادة مدينة سراقب الواقعة على طريق أم5 وأم".4

ويضيف "مع ذلك سيكون الطريق مفتوحاً لاستعادة المناطق التي خسرتها في الهجوم الأخير على ريفي إدلب وحلب، لكن الطائرات الروسية لا تزال تقصف رغم مؤازرة الجيش التركي للمعارضة، حيث إن الأمر يهدد التقدم العسكري الذي أحرزته فقبل كل شيء يجب إحكام السيطرة والتثبيت في تلك المناطق من قبل الفصائل".

ويوضح تشوكتان" في حال تثبيت السيطرة على النيرب والمدن المجاورة مع سراقب وأيضاً استمرار الدعم العسكري التركي للمعارضة، يمكن أن تنتهي أحلام روسيا، لأن روسيا ستدرك أن استمرارها لهذه العمليات العسكرية ستحمل عليها عبئا ماليا كبيرا، وأيضاً ستضرب علاقتها الثنائية مع تركيا، لذلك يمكن أن نقول أن روسيا ستجبر على الانخراط في المسار السياسي للحل".

وينوه تشوكتان إلى أن" تركيا تسعى لتحقيق هدفين مهمين وهو إثبات لروسيا أن تركيا لن تعود تقبل خرق الاتفاقيات وهي مصرة على حماية أمنها القومي، وإذا نجحت بهذه الخطوة ستكون أجبرت روسيا على الانخراط لعملية الحل السياسي، لأنها تدرك تماما أنه لن يمكن كبح جماح النظام دون تسيير المسار السياسي بشكل جاد".

تأييد دولي

ويختم بأن تركيا تعمل على جمع تأييد دولي إلى موقفها من خلال دعوة كل من المانيا وفرنسا إلى قمة رباعية مع روسيا لكن روسيا رفضت ذلك حسب الأخبار الموجودة حتى الآن، في حين أنها ستواصل الضغط الدبلوماسي والعسكري حتى تحقيق مطلبها في العودة إلى اتفاق سوتشي وانسحاب نظام أسد.

ويرى خبراء عسكريون أن هجوم الفصائل الثورية بدعم تركي سيتواصل حتى بعد السيطرة على مدينة سراقب وفك الحصار على نقاط المراقبة في المدينة حيث تتمركز 4 نقاط داخل المدينة، ثم الانتقال إلى مناطق أخرى والسيطرة عليها وذلك من أجل إجبار الاحتلال الروسي على سحب ميليشيا أسد من المناطق التي سيطرت عليها.

ويقول مصدر عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير أن:" الفصائل قامت باستنزاف ميليشيات النظام بشكل كبير خلال معركة النيرب، حيث تم إنهاك قوات النخبة في البلدة وتدمير عدد كبير من الآليات وإجبار الآخرين على الفرار إلى مدينة سراقب ومن ثم الثبات في المناطق التي سيطرت عليها، والانتقال للهجوم على قرى غرب سراقب قبل تحرير المدينة".

ويشار إلى طائرات الاحتلال الروسي كثفت من قصفها على المناطق المأهولة بالسكان في مدينة إدلب ومدينة معر مصرين وبنش مما أدى إلى سقوط العشرات بينهم شهيد وجريح في صفوف المدنيين، رداً على التقدم الذي أحرزته الفصائل الثورية في ريف إدلب الشرقي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات