بلومبيرغ: السعودية تنسق مع الولايات المتحدة للضغط على النفط الروسي

بلومبيرغ: السعودية تنسق مع الولايات المتحدة للضغط على النفط الروسي
قالت مصادر أمريكية مطلعة لوكالة بلومبيرغ إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هاتفياً لمناقشة ما بات يعرف باسم حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا.

وقالت المصادر إن المكالمة تمت قبل قرار السعودية بزيادة انتاج النفط في إشارة للتنسيق المشترك بين الطرفين في الوقت الذي تنخرط فيه السعودية وروسيا في معركة اقتصادية للسيطرة على سوق النفط العالمي وللضغط على صناعة الصخر الزيتي الأمريكي.

وأكد البيت الأبيض في وقت لاحق المكالمة الهاتفية بدون الإفصاح عن محتواها ولا عن مدى التنسيق المشترك. وحدثت المكالمة، قبل قرار السعودية خوض معركة نفطية مع روسيا عبر زيادة إنتاج النفط الخام في الوقت الذي شهدت فيه أسواق النفط العالمية أدنى مستويات للبرميل الخام منذ عام 1991.

ويحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خفض أسعار النفط في المقام الأول لتوجيه ضربة للولايات المتحدة. وكانت وزارة الطاقة الأمريكية قد شجبت المحاولات الروسية بدون ان تسميها قائلة في بيان لها "هنالك جهات حكومية فاعلة تحاول التلاعب في أسواق النفط".

ويضغط بوتين على سعر النفط في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة حملة انتخابية رئاسية حيث يعتبر ترامب صناعة النفط والصخر الزيتي الأمريكي عاملاً حاسماً في حملته الانتخابية لعام 2020 خصوصاً أن صناعة النفط الامريكية تتم في ولاية تكساس والتي تعد واحدة من الولايات الانتخابية الرئيسية في السباق الرئاسي الأمريكي.

زيادة غير مسبوقة في الانتاج

وصعدت السعودية حربها على أسعار النفط التي تخوضها مع روسيا، يوم الثلاثاء، بعد أن تعهدت آرامكو بتوفير رقم قياسي، وغير مسبوق، للإنتاج النفطي حيث سيصل إلى 12.3 مليون برميل يومياً في الشهر المقبل.

وسيؤدي ذلك إلى ارتفاع العرض بنسبة أكثر من 25% مقارنة من أنتاج الشهر الماضي. وجاء الرد الروسي سريعاً على لسان وزير الطاقة ألكسندر نوفاك والذي قال إن لروسيا القدرة على زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً مما يعني وصول الإنتاج الروسي إلى 11.8 مليون برميل يومياً، وهو كذلك رقم قياسي غير مسبوق بالنسبة لروسيا.

وقال جعفر الطائي، الخبير الاقتصادي المقيم في أبو ظبي "هنالك قدر هائل من الاستعراض في السوق يجري الآن بين السعودية وروسيا.. كلاهما يستعدان لخوض حرب أسعار قوية للغاية".

وتخوض كل من السعودية وروسيا جولات من المواجهات الاقتصادية كان آخرها الإعلان الأخير عن زيادة الإنتاج فيما قررت عدة دول مصدرة للنفط في منظمة أوبك رفع انتاجها من النفط الخام.

وأعلن العراق زيادة انتاجه ليصل إلى 350 ألف برميل يومياً وقررت نيجريا زيادة إنتاجها ليصل إلى 100 ألف برميل، وذلك في الشهر المقبل.

ويواجه السوق النفطي وضعاً غير مسبوق حيث يشهد زيادة هائلة في العرض مع تراجع الطلب بشكل تدريجي بسبب انتشار فيروس كورونا.

الأفضلية للتخطيط السعودي

وشهد يوم الإثنين انخفاضاً بأسعار النفط الخام ليصل إلى 25% تقريباً، وهو أكبر انخفاض في يوم واحد منذ 30 عاماً مما أدى إلى فوضى في أسواق الأسهم والسندات العالمية.

وانتعشت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع ارتفاع في مؤشرات الأسواق العالمية. ووصلت نسبة ارتفاع خام برنت إلى 9.6% حيث وصل إلى 37.64 دولار للبرميل ظهر الثلاثاء.

وستؤدي حرب الأسعار إلى إظهار مدى كل طرف في استيعاب تراجع سعر برميل النفط. وتمتلك السعودية قوة هجومية أكبر، وقدرات أعلى نظراً لامتلاكها طاقة إنتاجية خاملة تقدر بحوالي 2 مليون برميل في اليوم. ولدى السعودية مخزون استراتيجي كبير من النفط، يمكنها من زيادة الامداد للسوق العالمي في وقت قصير للغاية.

ولدى السعودية كذلك مخازن استراتيجية من النفط الخام منتشرة في روتردام، وأوكيناوا، وميناء سيدي كرير المصري بينما ليس لدى روسيا شبكات دولية من النفط الاستراتيجي.

وتسعى روسيا للتأقلم مع سعر منخفض للمبيع عبر الاعتماد على صندوق السيادي تصل قيمته إلى 150 مليار دولار ويستخدم لدعم العملة المحلية ومعالجة الركود. وبحسب الادعاء الروسي، هذه الاحتياطات تكفي لتغطية العجز في الإيرادات لمدة تتراوح "من 6 إلى 10 سنوات" لسعر برميل يتراوح من 25 إلى 30 دولار. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات