نيويورك تايمز تكشف كيف تجسس "حزب الله" على الجيش الأمريكي في العراق

وقال ممثلو الادعاء إن المترجمة، مريم طه تومسون، والبالغة من العمر 61 عاماً، كثفت من عمليات التجسس التي تقوم بها بعد زيادة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران خلال الأشهر الأخيرة.

وتواصلت طه تومسون مع شخص من حزب الله وسربت له أسماء المخبرين الأجانب الذين يعملون مع الولايات المتحدة وذلك على الرغم من خطورة الكشف عن أسماء المخبرين مما عرض حياتهم وحياة العسكريين الأمريكيين للخطر.

وقال المسؤولون الامريكيون إن المعلومات التي تم تسريبها خطيرة للغاية وإن القضية التي عملوا عليها تعد من أخطر قضايا مكافحة التجسس التي رأوها مؤخراً.

وحضر جلسة المحاكمة عدد من كبار المدعين في الأمن القومي الأمريكي بالإضافة إلى محامي الحكومة الأمريكية في مقاطعة كولومبيا مما يدل على أهمية القضية.

تواجه عقوبات بالخيانة

وقال جون سي ديمرز، مساعد المدعي العام للأمن القومي في بيان له "إذا كانت الأدلة صحيحة، هذا يعني وصمة عار، خصوصاً لشخص يعمل كمتعاقد مع الجيش الأمريكي.. ستعاقب بتهمة خيانة البلد وخيانة زملائها".

ولطالما حذر المسؤولون الأمريكيون من التقليل من شأن عمل الاستخبارات الإيرانية خصوصاً أن المتهمة متعاقدة مع الجيش إلا أنها تمكنت من الوصول إلى عدد من الملفات المهمة مما يدل على قوة العمليات الاستخباراتية لإيران.

وقالت طه تومسون خلال استجوابها من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إنها قامت وبشكل غير قانوني بمشاركة معلومات سرية مع مسؤول لبناني، وذلك بحسب ما جاء في وثائق المحكمة.  وظهرت في المحكمة وهي ترتدي سترة حمراء خاصة بالسجناء، بشعر رمادي، ولكن لم يتم تقييدها حيث أمر القاضي باحتجازها لغاية 11 آذار.

وتواجه ثلاث تهم تتعلق بالتجسس، وبموجب قوانين العقوبات، قد تواجه عقوبة السجن مدى الحياة وربما عقوبة الإعدام إذا ما أدت المعلومات التي كشفت عنها إلى مقتل أي من المخبرين.

وكانت طه تومسون تعيش في أربيل وتعاقدت مع الجيش الأمريكي للعمل كمترجمة وتمكنت مع ازدياد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في الأيام الأخيرة من كانون الأول للوصول إلى ملفات حكومية سرية تضمنت أسماء وصورا حقيقية لمصادر تعمل مع الاستخبارات الأمريكية.

صلة الوصل في لبنان

وتمكنت الاستخبارات الأمريكية من كشفها في 30 كانون الأول، وذلك بعد أيام فقط من الغارة الجوية التي استهدفت حزب الله العراقي وقبل أيام فقط من تصفية قاسم سليماني في هجوم بطائرة مُسيرة في 3 كانون الثاني.

وسربت معلومات سرية في وقت حرج للغاية عندما كان حزب الله يبحث عن طريقة للانتقام رداً على مقتل سليماني، مهندس معظم عمليات الاستخبارات والقوات العسكرية الإيرانية خلال العقدين الماضيين.

فتش المحققون مكان إقامة طه تومسون في 19 شباط وعثروا على مذكرة مكتوبة بخط اليد موضوعة تحت سريرها وتحتوي على قائمة بأسماء المخبرين. وتحتوي المذكرة التي كتبت باللغة العربية، تحذيراً لهدف عسكري تابع لحزب الله، لم يكشف الادعاء عن هويته.

واعترفت أنها كانت تحفظ المعلومات السرية وتكتبها لاحقاً لتستعرضها أثناء مكالمة فيديو تجريها مع شخصية لبنانية عبر هاتفها المحمول.

وعثر المحققون على صورة لزعيم حزب الله، حسن نصر الله، في هاتف الرجل الذي تتواصل معه بالإضافة إلى لقطة من محادثة الفيديو التي أجرتها وفيها ملاحظة مكتوبة بخط اليد باسم المخبرين.

ويبدو أن هنالك "علاقة رومانسية" بينها وبين الرجل الذي تتواصل معه، وذلك بحسب الوثائق الحكومية. وتبين أنها لم تتمكن من تسريب توقيت الغارة التي تسببت بقتل سليماني.