هل يُحرج الاعتصام السلمي على طريق (إم 4) تركيا أمام روسيا؟

هل يُحرج الاعتصام السلمي على طريق (إم 4) تركيا أمام روسيا؟
أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان رسمي عن تسيير أول دورية مشتركة مع روسيا على طريق حلب - اللاذقية أمام الدوريات الروسية التركية بمشاركة قوات برية وجوية، وذلك ضمن خطة تنفيذ الاتفاق التركي - الروسي الذي ينص على فتح الطريق الدولي أمام هذه الدوريات.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنه تم منح وقت إضافي للجانب التركي لاتخاذ إجراءات خاصة بتحييد من أسمتهم "التنظيمات الإرهابية"، وضمان أمن الدوريات المشتركة على الطريق بعد اقتصار تسيير الدورية الأولى على منطقة النيرب وعودتها إلى منطقة سراقب بعد رفض المعتصمين دخولها. 

ونظم عدد من النشطاء والمدنيين اعتصاماً سلمياً على الطريق الدولي في اليوم المحدد لتسيير الدورية 15 من آذار الجاري، وذلك لمنع مرور الدوريات الروسية، بسبب عدم انسحاب ميليشيا أسد إلى حدود سوتشي وعودة المدنيين إلى منازلهم، بالإضافة إلى كون الروس قاتل المدنيين وليس ضامن بحسب الشعارات المرفوعة.

اتفاق شكلي

الباحث في الشأن التركي والأستاذ في جامعة بيازيد التركية، خالد الشحود، يقول إن "الجانب التركي اتفق مع روسيا وفق الأمر الواقع من أجل الحفاظ على ما تبقى من المناطق المحررة وحماية أرواح مئات آلاف المدنيين، وذلك بعد ما تبين الإجرام الروسي بحق الحاضنة الشعبية أثناء المعارك التي دارت في الفترات الماضية، وخصوصاً في مدينة إدلب المكتظة بالسكان".

وأشار الشحود في حديثه لأورينت نت إلى أن "الاتفاق مع روسيا يعتبر شكلياً لأنه لا يمنحها السيطرة على مناطق جنوب الطريق الدولي، وخصوصاً جبل الزاوية وجسر الشغور وسهل الغاب، بالإضافة إلى منحها الوقت الكافي لنشر نقاطها وتعزيز تحصيناتها في المناطق التي سيطرت عليها القوات التركية مؤخراً، بهدف منع تقدم قوات النظام على تلك المناطق".

ونوه إلى أنه “حتى لو كان الاعتصام سلمياً فإنه يفتح الباب لدخول عناصر مسلحة لها أجندات في تخريب الاتفاق، من أجل إعطاء ذريعة لروسيا من أجل إكمال العمليات العسكرية، ولكن إذا كان مضمون بقاء الاعتصام بشكله السلمي، فهو بالتأكيد فرصة للمدنيين للتعبير عن رفضهم لجرائم الاحتلال الروسي خلال أعوام من تدخلها في سوريا".

تباين مواقف

وتتباين وجهات النظر حول الاعتصام بين من يرى فيه إحراجا لموقف التركي، كونه سيعطي ذريعة للروس بعدم تنفيذ تركيا للاتفاق، وسيعجل من إطلاق عملية عسكرية للسيطرة على الطريق الدولي، ومن يرى آخرون بأن من شأنه دعم تركيا في موقفها من خلال رفض المدنيين لوجود الروس في المناطق التي تسيطر عليها تركيا.

يقول فراس فحام، وهو باحث في مركز جسور للدراسات: "استمرار تعطيل الدوريات الروسية- التركية المشتركة من شأنه أن يظهر أن تركيا غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها أمام روسيا، حيث قد يعطي ذرائع لروسيا كي تطالب تركيا بإفساح المجال كي تواصل عملياتها العسكرية من أجل استكمال فتح الطريق الدولي بالقوة العسكرية، على اعتبار أن المرحلة الأولى قد فشلت".

ويرى فحام أن "التفاهم الحالي بين تركيا وروسيا حول إدلب هو تفاهم هش ومؤقت. كان هدفه تجنيب الطرفين الانزلاق إلى مواجهة عسكرية وإفساح المجال للجهود السياسية، من أجل استكمال المفاوضات والتوصل إلى اتفاق متكامل، لكن ما نلاحظه أن هناك حشود للقوات الفرقة الخامسة التي تتبع لقاعدة حميميم والمليشيات الإيرانية في جبهات متعددة الأمر الذي يشي بأن العمل العسكري قريب".

وحول التصريحات الأمريكية عن الاعتصام السلمي، قال فحام: "التصريحات الأمريكية تأتي في سياق الموقف الأمريكي المستمر والمتواصل. القائم على فكرة الدعم السياسي والإنساني لتركيا لمواجهة الحملة الروسية، إلا أن هذا الموقف غير كاف لكي يحول دون استمرار روسيا في عملياتها العسكرية، حيث أنه بإمكانها التفكير بوسائل أخرى تكون رادعة".

من جهة أخرى، يقول الصحفي، محمد بلعاس: "بكل تأكيد فإن الاعتصام لا يهدف إلى إحراج الأتراك، لأنهم دخلوا بطلب من المدنيين الموجودين في محافظة إدلب، وجاء الجيش التركي لحمايتهم، وهو موجه لإحراج روسيا وهي دولة أتت لدعم حليفها في قتل الشعب السوري، وهذا ما وضحه المعتصمون في شعاراتهم".

ويضيف البلعاس "من حق المدنيين والفعاليات رفض أي اتفاق، خاصة أن هذا الاتفاق غير واضح بالدرجة الكافية، ومنطقة جنوب الطريق الدولي، إذا كانت المنطقة بقيادة الاتراك فهناك ترحيب شعبي من قبل المدنيين، أم إذا كان الروس فإن المدنيين يرفضون هذا الأمر بسبب أن روسيا دولة قاتلة بنظر الأهالي بريف إدلب ولا يمكن الثقة بها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات