بزمن كورونا.. كيف يعيش عشرات الآلاف في مخيمات نزوح عشوائية شمال سوريا؟

بزمن كورونا.. كيف يعيش عشرات الآلاف في مخيمات نزوح عشوائية شمال سوريا؟
تفتقر المخيمات العشوائية المنتشرة في الشمال السوري إلى أبسط مقومات الحياة ويعيش النازحون فيها ظروفاً يصعب وصفها، فلا خدمات متوفرة، ولا رعاية صحية، و لا مرافق للصرف الصحي، ناهيك عن انتشار مكبات القمامة بالقرب من الخيم، إضافة إلى الاكتظاظ في أماكن ضيقة، و ندرة المياه و المستلزمات الأساسية اللازمة للتنظيف و التعقيم، و يشكّل هذا  الوضع  خطرا كبيرا، لا سيما  في ظل الانتشار المتسارع لفيروس كورونا في معظم دول العالم .

و تتوزع هذه المخيمات على عدة مناطق من ريف إدلب كسلقين وحارم وأرمناز وكفرتخاريم ودركوش وجسر الشغور وسهل الروج، إضافة إلى منطقة الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، وصولاً إلى ريف حلب الغربي الشمالي، ولا تتبع لأي جهة رسمية، فضلاً عن غياب أي تنظيم إداري لتلك المخيمات.

انعدام الخدمات 

وقال مدير فريق منسقو استجابة سورية محمد حلاج لأورينت نت إن "المخيمات العشوائية عبارة عن تجمعات أقيمت بمجهود فردي على عجل من قبل النازحين بعد الحملة العسكرية الأخيرة على المنطقة، و وصل عددها إلى242 مخيماً، ويقطنها حوالي 120 ألف نسمة، و تعاني بمجملها من انعدام الخدمات و الدعم الإغاثي و من وضع متدهور من ناحية المرافق الصحية والاكتظاظ السكاني و انتشار الأوساخ و المياه الآسنة "

وفي ذات السياق يشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن عددا كبيرا من سكان المخيمات و المناطق العشوائية في الشمال السوري مهددون، و أن هناك إمكانية كبيرة لانتشار فيروس كورونا بين النازحين و خاصة مع عدم توافر المياه، و انعدامها لأبسط الخدمات الأساسية، و الصحية.

وضع صحي كارثي:

وبدوره أوضح الطبيب محمد يوسف الذي يتنقل بين بعض هذه المخيمات أنه "حتى الآن لا يوجد إلا بضع حملات توعية بخصوص فيروس كورونا، وتعاني هذه التجمعات في الأساس من وضع صحي كارثي، حيث تنتشر فيها العديد من الأمراض الجلدية و التنفسية و أمراض سوء التغذية، نتيجة الظروف القاسية التي يعيش فيها النازحون من برد شديد وبيئة متسخة وتدفئة بدائية، ناهيك عن النقص الغذائي و انعدام المياه ومواد التنظيف والمعقمات".

وأضاف،  أن مجرد الحديث عن الوقاية من انتشار فيروس كورونا يعتبر نوعا من الترف الزائد بالنسبة لسكان تلك المخيمات، كونهم يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.

وقال محمد عبدالله طالب جامعي، و نازح مقيم في مخيم السلطان قرب بلدة كللي، "الوضع هنا كارثي و يوجد اكتظاظ كبير في المخيم، فبعض الخيم يسكنها أكثر من 16 شخصا، يأكلون ويشربون وينامون في مكان ضيق جدا، ومن غير الممكن تطبيق إجراءات الوقاية أو حتى الحجر الصحي ".

ويعاني القطاع الطبي في مناطق الشمال السوري من التدهور شبه الكامل نتيجة الحملة العسكرية الأخيرة على المنطقة من قبل مليشيات أسد وحليفه المحتل الروسي، و التي أدت إلى خروج عدد كبير من المرافق الصحية عن الخدمة، و انعكس ذلك على  الوضع الصحي للأهالي،  وخصوصا في المخيمات .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات