بدعم من ميليشيات الشبيحة.. هكذا تم سرقة مشفى حلب الجامعي

بدعم من ميليشيات الشبيحة.. هكذا تم سرقة مشفى حلب الجامعي
في ظل سيطرة الميليشيات عليها وتحكمهم بمفاصل الحياة فيها وفرضهم سياسة تعتمد على إقصاء أي قوة تنافسهم، حتى وإن كانت وفق رواية نظام أسد (قوة حكومية شرعية)، ما زالت مدينة حلب ترضخ لمسلسل من التجاوزات التي يمارسها عناصر الميليشيات المسيطرة عليها سواءً على المدنيين أو على المؤسسات الحكومية التابعة لنظام أسد.

كميات كبيرة من الأدوية

وشهد مشفى حلب الجامعي عملية سرقة كبيرة قبل أيام، وقالت مصادر خاصة في حلب لـ "أورينت نت"، إن "المشفى تعرض لأكبر عملية سرقة منذ سنوات، بعد أن قام عاملون داخله بتواطؤ مع أمين مستودع الأدوية التابع للمشفى ، حيث تمت سرقة كميات كبيرة من أدوية الالتهاب ومضادات الحساسية ، إضافة لكميات أخرى من معقمات الجروح والحروق والمعقمات العامة المستخدمة في غرف العمليات، وتم نقلها إلى جهة مجهولة تبين لاحقاً أنها مستودع تابع لأحد الميليشيات"، مشيرة إلى أن السرقة تمت على دفعات و بالتدريج قبل أن تكتشف لجنة مشتريات المشفى النقص الحاصل.

وأضافت: "الكميات التي تمت سرقتها كانت عبارة عن 19 كرتونة حجم  (40x25x15)  من مضادات الالتهاب متعددة الاستخدامات، إضافة إلى نحو 20 كرتونة أخرى بذات القياس تحتوي على مسكنات للألم  وخاصة الأدوية التي يدخل المخدر كعنصر رئيسي فيها (مادة الترامادول والمورفين)، إضافة إلى كميات من أدوية الشقيقة والأدوية المضادة للجلطة والنوبات القلبية، إضافة إلى نحو 100 لتر من مواد التعقيم المخصصة لتعقيم غرف العمليات".

ضغط من الميليشيات

ووفقاً للمصادر فإن الكميات تم نقلها على دفعات وتم تخزينها داخل مستودع على طريق جبرين - المطار، والذي تبين فيما بعد أنه تابع لميليشيات (آل بري)، وبعد محاولة فتح تحقيق في القضية تدخلت جهات نافذة وأجبرت لجنة المشتريات على كتابة تقرير مفاده (أن المادة الفعالة في تلك الأدوية منتهية الصلاحية وغير فعالة واستوجب إتلافها، وأن ما حدث هو قيام بالواجب الطبي والمهني نابع عن الحس بالمسؤولية لدى هؤلاء)".

وذكرت: "أنه تم تمرير الموضوع بضغط على إدارة المشفى، منقسم بين تهديد ووعيد وإغراء بالمال، وتمت لملمة القضية وكأنها لم تحدث، فيما تم الاحتفاظ بالكميات المسروقة ولم تتم إعادتها" وهو ما فسرته مصادر أخرى بـ (نقص كميات الدواء المتوفرة لدى الميليشيات نتيحة الظروف الراهنة، أو لجوئها  لسرقة هذه الكميات من أدوية المخدر لتعاطيها بدلاً من الحشيش والمخدرات والتي باتت أيضاً مقيدة الدخول إلى سوريا نوعاً ما  ظل الظروف الراهنة".

وسبق أن تعرضت عدة صيدليات في المدينة التي تعرضت للنهب من قبل مجهولين إلا أن الغريب في الأمر هو أن المسروقات كانت عبارة عن (حليب أطفال وأدوية مسكنات ألم وخافض حرارة ومضادات التهاب) دون التطرق لأي أدوية أخرى، في وقت كانت أزمة اقتصادية تعصف بالمدينة وسكانها في ظل انقطاع معظم المواد الغذائية والمشتقات النفطية والغلاء الذي اجتاح الأسواق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات