سطو وخطف وقرصنة.. تعرف إلى قصة حرب الكمامات "العالمية": بدايتها وآخر تطوراتها

سطو وخطف وقرصنة.. تعرف إلى قصة حرب الكمامات "العالمية": بدايتها وآخر تطوراتها
لا تكاد تخلو وسائل الإعلام العالمية بين حين وأخر من خبر لسطو واختطاف أو "سرقة" شحنات من الكمامات. تتقاذف دول صناعية عظمى الاتهامات بالوقوف وراءها، ما دفع بعض المعلقين للذهاب إلى حد وصفها بـ"الحرب العالمية" وأن الدول المصنعة للكمامات في زمن كورونا أصبحت أهم من دول منظمة أوبك المصدرة للنفط!

ومنذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد في أوروبا وأمريكا، أوردت وسائل الإعلام الغربية أنباء عن اختفاء شحنات للكمامات والمواد الطبية الخاصة بمكافحة الفيروس. استدعى بعضها الإدلاء بتصريحات من مسؤولين رفيعي المستوى لتبرأ من التهم.

بداية الصراع

الصراع بدأ من الصين (بؤرة تفشي الوباء) عندما وجهت الحكومة الصينية لسلطات مدينة دالي الواقعة في مقاطعة يونان جنوب البلاد، تهماً بالاستحواذ بشكل طارئ على الشحنة المخصصة لبلدية تشونغتشينغ حيث بلغ عدد المصابين 400 شخص، ليصل الأمر في أخر تطوراته إلى تحرك عالمي رفيع المستوى للتحقيق في اختفاء شحنات بأكملها ونفي المسؤولية عن قرصنتها.

استعرت "الحرب" بعد إعلان منظمة الصحة العالمية، الجمعة الماضية، السماح بارتداء الكمامات لجميع الأشخاص كأحد الإجراءات الوقائية من انتشار كورونا، بعدما كانت مقتصرة على المرضى والمصابين بالفيروس.

وزاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لهيب الصراع بتصريح أدلى به أمس في مؤتمر صحفي حول حاجة بلاده للمواد الطبية، قائلاً: "لا نريد لدول أخرى أن تحصل على ما نحتاجه من أقنعة، ولكم أن تسموا ما سيحصل بالانتقام إن لم نأخذ ما نريد"، وذلك بالتزامن مع إعلان أعلى نسبة وفيات في أمريكا منذ بدء تفشي الوباء في البلاد.

أساليب متوحشة!

أخر تطورات هذه "الحرب"، تمثل في توجيه الاتهام لتركيا، أمس، باحتجاز شحنة من الإمدادات الطبية في العاصمة أنقرة كانت في طريقها إلى إسبانيا قادمة من الصين منذ السبت الماضي. ما دفع بوزير الخارجية التركي إلى إجراء اتصال متلفز مع نظيرته الإسبانية، جونزاليس لايا، نفى خلاله التهم الموجهة لبلاده بهذا الخصوص.

وأمس، اتُهمت الولايات المتحدة – بحسب شبكة سي إن إن - باعتراض مسار شحنة تحمل 200 ألف كمامة، كانت متجهة إلى ألمانيا، وتحويلها لاستخدامها الخاص، في خطوة أدينت بوصفها "قرصنة حديثة".

وقال مارتين بالغن، المتحدث باسم وزارة داخلية برلين: "نحن بصدد الكشف عن التفاصيل"، وأضاف أنه لا توجد معلومات حتى الآن حول ما حدث بالضبط في مطار العاصمة التايلاندية بانكوك.

وكان وزير داخلية ولاية برلين، أندرياس غايزل، أعلن أن شحنة الكمامات من نوع "إف إف بي2-"، التي تقي من يرتديها خطر الإصابة بفيروس كورونا، كانت مخصصة لشرطة برلين وأنها صودرت في بانكوك بناء على تحريض أمريكي.

واتهم غايزل واشنطن بارتكاب "عمل من أعمال القرصنة العصرية"، ووصف ما حدث بأنه من "أساليب الغرب الأمريكي المتوحش"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية اليومية.

وسبقت الاتهامات الألمانية لأمريكا اتهامات مماثلة مطلع أذار – تحديداً في الثالث منه – حين وجه مسؤولون فرنسيون لواشنطن تهم بشراء كمامات من الصين كانت مخصصة لفرنسا، الأمر الذي نفته واشنطن بشكل قاطع.

حرب داخلية!

وكانت ألمانيا من أكثر الدول إعلاناً عن قرصنة شحنات من الكمامات، حيث أكدت السلطات في الـ24 من أذار الفائت، اختفاء 6 ملايين كمامة في مطار بكينيا كانت في طريقها إلى ألمانيا. سبقها سرقة 50 ألف كمامة من مخزن مستشفيات ولاية كولونيا. علاوة عن سرقة معدات طبية و1200 كمامة نهاية الشهر ذاته.

إيطاليا أحد أكبر الدول المتأثرة بالوباء، هي الأخرى كان لها من الأذى نصيب، عندما اتهمت دولة التشيك بالسطو على شحنة مساعدات صينية من المعدات الطبية و680 ألف كمامة؛ في حين اتهمت إيطاليا نفسها بسرقة شحنة مواد كحولية كانت في وجهها إلى تونس.

ولم يتوقف الأمر عند القارة الأوروبية، فقد تداولت وسائل إعلام أمريكية خلال اليومين الماضيين شرائط مصورة لمداهمة الـFBI كنيساً يهودياً يحوي على كميات كبيرة من الكمامات.

التعليقات (2)

    ياسين الجزائر

    ·منذ 4 سنوات أسبوعين
    اتهمت تركيا بعرقلة تصدير 150 جهاز تنفس من شركة تركية الى ولاية اسبانية.وليس كما دكرتم.المرجو التحري من المعلومات احتراما للقارئ.

    عادل علي حسين

    ·منذ 4 سنوات أسبوعين
    المؤشرات تشير الى أن فايروس كورونا سيرسم خارطة العالم السياسية بشكل مغاير لماهي عليه قبل كورونا وستنهار تحالفات وتظهرتحالفات اخرى وستتغير موازين القوى في العالم
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات