كيف حولت ميليشيا أسد حظر التجول إلى تجارة رابحة؟

كيف حولت ميليشيا أسد حظر التجول إلى تجارة رابحة؟
كعادته في كل مناسبة وفي كل أزمة تحدث، يُحاول نظام أسد المتهاوي اقتصادياً، تحويل تلك الأزمات إلى تجارة رابحة تدر عليه الأموال، وذلك عبر إتاحة الفرصة لمخالفة التعليمات الصادرة عن قيادتها، وإتاحة المجال أمام ميزة (إرشي بتمشي)، وهنا الحديث عن ميليشيا أسد، التي حولت حظر تجول الأهالي، بسبب فيروس كورونا إلى تجارة رابحة.

وأظهرت أشرطة مصورة تداولها ناشطون في مواقع التواصل الإجتماعي، قيام ميليشيا أسد بـ (تصحيح وضع) أحد المواطنين المخالفين لقانون حظر التجوال الذي فرضه نظام أسد في مناطقه، في وقت تتغاضى فيه تلك الميليشيات عن بعض الفئات ممن هم أغنياء مال أو سلطة.

خرق الحظر بـ 10 دولار

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ أورينت نت، إن "حواجز الميليشيات سمحت لبعض الفئات بخرق حظر التجول والخروج متى وأينما شاءت، وشملت تلك الفئات الضباط أو أصحاب الأموال ممن هم قادرون على شراء تلك الحواجز بحفنة من الدولارات في جيوبهم"، مشيرة إلى أن تلك الميليشيات حول حظر التجول إلى تجارة رابحة تدر عليها أموالاً طائلة، لاسيما ميليشيا (آل بري) الحاكمة في حلب.

وأضافت المصادر أن "أكثر المستفيدين من تلك الحواجز، هي تلك الواقعة في أحياء الموكامبو والفرقان وحلب الجديدة والحمدانية في حلب الغربية، حيث من يقطن هناك غالبيتهم من الأغنياء وميسوري الحال، ويتقاضى كل حاجز من الحواجز هناك مبلغ 2000 ليرة سورية أو ما يعادلها بالعملية الصعبة (دولار ونصف الدولار)، أي أن كل 5 حواجز يستطيع أي شخص شراءها بمبلغ 10 دولار فقط، وبذلك يكون أمامه حرية الحركة والتنقل ضمن مساحة تقدر بنحو 20 كيلومتر مربع".

ملاهِ ليلية سرية

ووفقاً للمصادر فإن عمل الميليشيات لم يقتصر على (بيع حظر التجول)، بل افتتحت أيضاً عدة ملاهٍ ليلية (سرية) لمن يرغب، في ظل إغلاق نظام أسد لكافة الملاهي الليلية المعروفة في المدينة بدعوى تفشي كورونا، حيث يرتاد تلك الملاهي السرية (أبناء الضباط والمسؤولين وأبناء بعض التجار في المدينة)، فيما تتقاضى تلك الميليشيات رسوم دخول باهظة قد تصل في بعض الأحيان إلى 50 ألف ليرة سورية أو ما يعادلها من القطع الأجنبي، التي ترغب الميليشيات على الدوام التعامل به بعيداً عن العملة المحلية المتهاوية".

وأشارت المصادر إلى أن "الملاهي السرية هي بمعظمها (أقبية) أو مبانٍ معزولة موزعة في العديد من المناطق، ومنذ فرض حظر التجول تم افتتاح 3 ملاهي ليلية ويقع الأول منها قرب دوار قرطبة في حلب الجديدة، فيما يقع الثاني في منطقة (شارع بارون)، أما الثالث فيقع خارج حزام المدينة على طريق المطار"، وقد أكدت مصادر أخرى أن هذه الملاهي الليلية (سرية بالإسم)، ولكن كل شيء تم ويتم على مرأى من مخابرات أسد التي لا تستطيع تطبيق قوانينها إلا على المدنيين الضعفاء، في وقت تحاذر فيه الاقتراب أو اعتراض طريق تلك الميليشيات، مخافة أن يحدث ما لا يحمد عقباه.

ابتزاز للمدنيين

وفيما تسهل ميليشيا أسد الطريق أمام من يدفع لحواجزها، تقوم على الجانب الآخر بابتزاز المدنيين من أجل تحصيل الأموال منهم تحت التهديد، حيث هددت الميليشيات قبل أيام شاباً بحلب لمجرد خروجه إلى شرفة منزله بعد السادسة مساءً، حيث اعتبرت الميليشيات أن الوقوف في الشرفة بمثابة الخروج للشارع أي أنه خرق حظر التجوال وعليه دفع غرامة 2000 ليرة سورية، وعندما حاول الشاب الكلام تم ضربه وتهديده برفع العقوبة، فيما كان منه إلا أن دفع المبلغ الذي يريدون

وكان نظام أسد قد فرض حظراً للتجول بدعوى الحد من انتشار فيروس كورونا، في وقت تعج فيه شوارع المدن السورية وخاصة حلب ودمشق بالميليشيات الإيرانية، والتي أكدت العديد من المصادر الإعلامية في تقارير لها أن المرض وصل إلى سوريا عبر تلك الميليشيات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات