هكذا بدأت روسيا باستمالة الميليشيات في الساحل وإعادة هيكلتها

هكذا بدأت روسيا باستمالة الميليشيات في الساحل وإعادة هيكلتها
منذ دخولها سوريا وبدئها العمليات العسكرية لمؤازرة ميليشيات أسد على الأرض، وتأسيسها لما يسمى بقيادة العمليات الروسية في سوريا، داخل مطار حميميم بريف اللاذقية، بدا النزاع الروسي - الإيراني جلياً، لاسيما وأن كلاهما يعتبر نفسه (داعماً رئيسياً) وله الحق والأولوية في البلاد.

ورغم أن هذا النزاع لم يصل حتى الآن لصدام عسكري مباشر بين الطرفين، إلا أن الميليشيات المنقسمة الدعم بين الطرفين كانت كفيلة بشرح الموقف ككل، لاسيما في ظل الاقتتالات شبه المستمرة فيما بينها وخاصة في مدينة حلب.

إعادة انتشار

وقالت مصادر خاصة في مدينة اللاذقية لـ "أورينت نت"، إن ميليشيا الحارث المعروفة باسم (الفوج 303) والتي يقودها (بشار طلال الأسد) ابن عم (بشار الأسد)، أعادت انتشارها في مدينة اللاذقية بعد انسحابها قبل أشهر إثر تعرضها لاتهامات وضغوط روسية عدة"، مشيرة إلى أن الانتشار جاء بشكل أوسع مما كانت الميليشيا عليه قبل انسحابها وشمل أماكن أكثر حيوية في المدينة.

ووفقاً للمصادر ذاتها فإن الميليشيات أعادت انتشارها في أحياء (السجن - العمال - المناطق المحيطة بقيادة شرطة محافظة اللاذقية)، إضافة لتملكها جميع الحواجز الواقعة على طريق اللاذقية - بلدة الفاخورة، حيث تعد بلدة الفاخورة الواقعة بريف مدينة القرداحة مسقط رأس أسد، أكبر معاقل تلك الميليشيا وتضم مقراتها الرئيسية ونقاط تجمع آلياتها وعتادها الثقيل، كما بسطت الميليشيا سيطرتها على الطريق الممتد بين القرداحة وبلدة الفاخورة أيضاً.

استمالة روسية

وذكرت المصادر أن الانتشار تم برضى من الروس بل وبدفع منهم، حيث سبق أن حاصرت موسكو قائد الميليشيا المذكورة باتهامات خطيرة تجلت بالتخطيط والتحريض على استهداف قاعدة حميميم الروسية بالطائرات المسيرة، إضافة لاستهداف مواقع الجنود الروس بالقذائف على محاور ريف اللاذقية الشمالي، وهو السبب الرئيس الذي كان وراء انسحاب الميليشيا من مواقعها باتجاه مقراتها في بلدة الفاخورة.

وأضافت: "تواردت معلومات مؤخراً حول زيارة أجراها قائد الميليشيا (بشار طلال الأسد) إلى قاعدة حميميم الروسية في جبلة، وهناك التقى بجنرالات في جيش الاحتلال الروسي، وقد جاءت عملية إعادة الانتشار في اللاذقية بعد فترة قصيرة من تلك الزيارة، وهذا ما يعكس الدور الروسي في تحرك الميليشيا على الأرض".

وتابعت: "ما يؤكد على علاقة الروس بالموضوع هو تسليم جميع الحواجز الواقعة على طريق اللاذقية - جبلة لميليشيا الحارث بعينها، إضافة لتمركزها في محيط مواقع عسكرية هامة وإعادة إرسال قسم منها إلى خطوط التماس على أطراف بلدة (كبينة)، وهذا كله يؤكد أن (ابن طلال الأسد) انتقل إلى الضفة الروسية بعد أن كان يضرب بسيف الإيرانيين فيما مضى".

مخطط للروس في الساحل

من جانبها مصادر أخرى أكدت في حديثها لـ "أورينت نت"، أن "الروس بدؤوا بالفعل ترتيبات لإحكام قبضتهم على اللاذقية، مستغلين ضعف الدعم للميليشيات الإيرانية مؤخراً، إضافة لقلة القوات الإيرانية في الساحل والتي تم سحب معظمها باتجاه أرياف حلب وإدلب مؤخراً".

واستطردت: "خلال الأسابيع الماضية كثف عناصر شرطة الاحتلال الروسي من انتشارهم في اللاذقية، حيث لوحظ وجود العديد من السيارات التابعة لهم في أحياء متفرقة، إضافة لتواجدهم على طريق (حلب) الرئيسي".

وكانت ميليشيا الحارث قد انسحبت أواخر العام الماضي، من عدة أماكن حيوية كانت خاضعة لسيطرتها، أهمها مدينة القرادحة وأطرافها، إضافة لأحياء أخرى في مدينة اللاذقية، وذلك بعد توجيه العديد من الاتهامات لقائدها من قبل الروس أبرزها قصف قاعدة حميميم وضرب التجمعات الروسية في اللاذقية، إضافة لتهم أخرى تتعلق بمشاركة وتحريض (ذو الهمة شاليش) الذي اتُهم  بقصف القاعدة الروسية في حميميم، مستندة بذلك إلى التهديدات التي أطلقها (ابن طلال الأسد) في وقت سابق بقصف القاعدة الروسية وتفجير قبر الأسد الأب في القرداحة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات