ضعف أعداد ضحايا هجمات 11 أيلول.. عوامل رئيسة جعلت فيروس كورونا الأكثر فتكاً بمدينة نيويورك

ضعف أعداد ضحايا هجمات 11 أيلول.. عوامل رئيسة جعلت فيروس كورونا الأكثر فتكاً بمدينة نيويورك
خارج كل الحسابات، أخذ فيروس كورونا يتمدد في مدينة نيويورك الأمريكية، حتى تحولت إلى بؤرة جديدة للوباء، سجلت وحدها 5820 وفاة، لكن المفارقة العجيبة أن أعداد الوفيات نتيجة الإصابة بالفيروس في الولاية، تجاوزت ضعف أعداد الضحايا في أحداث 11 سبتمبر 2001، والتي راح ضحيتها نحو 3 آلاف شخص، وفق وسائل إعلام أمريكية.

وبعد الصين ثم أوروبا، أصبحت الولايات المتحدة الأولى عالميا في إجمالي عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد، وتجاوز عدد الوفيات بالمرض القاتل 20 ألفا السبت، مع توقعات مسؤولين باقتراب البلاد من "الذروة" وتراجع الحالات.

وهنا بدأت تُطرح تساؤلات حول سر الضرر الكبير والسريع الذي لحق بنيويورك وما أسبابه؟ 

فبحسب تفسير حاكم نيويورك، أندرو كومو، فالأمر يعود إلى كبر الولاية، وتعداد سكانها البالغ رسميا 8.6 مليون نسمة، فضلا عن عامل الكثافة السكانية فيها، إضافة إلى استخدام وسائل النقل والمواصلات من قبل الآلاف في الدقيقة الواحدة، وبالتالي فإنها مكان خصب لانتشار الأمراض المعدية بحسب كومو، وفق الحرة.

عامل آخر يفسر سبب الضرر الكبير للولاية، هو كونها واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في العالم، بأكثر من 60 مليون سائح سنويًا، الأمر الذي يسهل استيراد الفيروس من الخارج. 

وهو ما أشارت إليه دراسة علمية، نشرها المركز التعليمي "سليفر"، وأكدت أن نيويورك "تعد المدينة الأكثر عرضة لوباء كورونا في الولايات المتحدة"، أكثر من سان فرانسيسكو وواشنطن وديترويت وميامي. 

جانب آخر، تسرده صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، بكون المدينة، حاضنة لأحياء شعبية وأكثر اكتظاظا في بعض أحياء الطبقة الشعبية، مثل كوينز أو برونكس. التي يعاني فيها العديد من الناس هناك من مشاكل صحية، دون الحصول على الرعاية الطبية، وهذه المناطق هي الأكثر تضررًا اليوم بالوباء. 

هل استهان مسؤولو نيويورك بالخطر؟

 في الثاني من مارس، أي بعد يوم واحد من أول حالة مؤكدة في نيويورك، تم اكتشاف حالة أخرى في الضواحي الشمالية لنيو روشيل ، لمحام يسافر يوميًا إلى مانهاتن، وحينها قلل حاكم الولاية من الأمر، وقال إن "الولاية تتوفر على أفضل نظام صحي على الكوكب". 

 لكن بعد توالي الإصابات وتسارع انتشار الفيروس، أعلن عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو إغلاق المدارس والحانات والمطاعم العامة اعتبارًا من 16 مارس.

والتأخر في الإغلاق وفرض الحجر، فسره إروين ريدلنر، أستاذ الصحة العامة في جامعة كولومبيا، لـ"فرانس براس"، بالضغوط التي مورست على حاكم الولاية، بين من يطالب بتسريع إصدار قرار الحجر، ومن يرى أن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على اقتصاد الولاية، الأمر الذي أخر عملية احتواء الفيروس. 

لكن في المقابل، يستشهد بولاية كاليفورنيا، الأكثر اكتظاظا بالسكان في الولايات المتحدة، حيث كانت سباقة إلى قرار الحجر، ما جعل أعداد الإصابات فيها قليل، أي بنحو 20200 حالة إصابة، توفي منهم 50 فقط. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات