إقالة رئيس نشرة أخبار بتلفزيون أسد بسبب سلطان باشا الأطرش وأهالي السويداء غاضبون (فيديو)

لا تكاد نار فضيحة تخبو، حتى توقدها ماكينة نظام الأسد الإعلامية، بين الفينة والأخرى، وتحمل دلالات طائفية، خاصة ضد أبناء محافظة السويداء، وجديدها إغفال اسم القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش ضمن تقرير تلفزيوني عرض على تلفزيون أسد، استعرض قادة الثورة، في ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا، في 17 نيسان عام 1946. 

لم تمض ساعات، حتى تلقّفت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التقرير التلفزيوني، وتناقلته على نطاق واسع، متهمين نظام أسد، بمحاولة تزوير التاريخ وتوجيه إهانة جديدة مبطنة لأهالي السويداء، من خلال إغفال اسم قائد الثورة السورية ضد الفرنسيين، الذي يعتبره السوريون زعيما وطنيا من زعماء التاريخ السوري الحديث.. 

وكانت مناسبة الجلاء عنواناً للسياسة الطائفية التي يتبعها نظام أسد، حيث ظهر الكاتب حسين عبد الكريم (شقيق سفير أسد في لبنان علي عبد الكريم علي) في إحدى برامج التلفزيون ليختصر الجلاء بذكر صالح العلي والشاعر بدوي الجبل، والتذكير ببطولات حافظ الأسد المزعومة في حرب تشرين 1973 .. وجميع هؤلاء كما يعرف الجميع ينتمون لطائفة واحدة!!!

"ذيل الكلب"

وسبق لنظام أسد أن أغضب أهالي السويداء في فيلم "دم النخل"، الذي أخرجه نجدت أنزور وعرض في أيلول 2019، والذي أظهر عنصراً في ميليشيا أسد ينحدر من السويداء بحالة الجبن والخوف مقابل "شجاعة" عنصر آخر من الساحل في مواجهة داعش، الأمر الذي دفع أهالي السويداء، وقتها لتوجيه رسالة موجعة إلى بشار الأسد، وصفته بـ "ذيل الكلب".

 لكن وزير إعلام أسد، عماد سارة، حاول لملمة الفضيحة الجديدة، ووجّه - وفق ما نقلت وسائل إعلام النظام - "بإعفاء رئيس تحرير نشرة الأخبار في (قناة السورية) من مهامه ونقله خارج الملاك نتيجة خطأ في عرض تقرير بالأخبار الرئيسية في ذكرى عيد الجلاء أخطأ فيه المحرر ولم يذكر اسم القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش ضمن سياق التقرير، كما وجّه مدير الأخبار في القناة بإعادة التقرير وتعديله وإعادة عرضه ضمن نشرات الأخبار بالشكل الأمثل".

واعتبر سوريون، أن التقرير يؤكد مجدّداً على أن نظام "الحقد الطائفي" كان على الدوام يحاول تهميش الجميع، والنيل من قامات جميع من استطاعوا أن يحافظوا على مكانة خاصة لهم في الوجدان الوطني قبل أن تبتلى سوريا "بحكم البعث".

كما استذكر سوريون مواقف البطولة لـ الأميرة منتهى الأطرش، ابنة سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي، التي شاركت في مظاهرات الثورة السورية، في مناطق دمشق وريفها، وصدح صوتها كـ "أم للثورة السورية"، وفضحت جرائم الأجهزة الأمنية في قمع الثورة، وأكدت على أن الشعب السوري غير طائفي، ودافعت عن الوحدة الوطنية، إلا أن تهمة دعم الإرهاب والتحريض، كانت وصفة جاهزة من قبل أجهزة مخابرات أسد، للنيل من مواقفها.

 وتحت عنوان قصير "قامات وأقزام"، كتب أحد السوريين معلقاً: "الزعيم السوري سلطان باشا الأطرش رفض تصويب بنادق شباب جبل العرب ضد السوريين وانسحب إلى الأردن، بينما قام القزم بشار أسد بتصويب وإطلاق جميع الأسلحة التي بحوزة الجيش السوري بما فيها الكيماوي وصواريخ أرض أرض ضد الشعب السوري، ويستغرب المؤيدون لماذا سمي بشار الأسد بالحيوان؟".

وفي رد من الأخوة "الدروز" على الحداثة، اعتبرت صفحة "شبكة أخبار الموحدين الدروز"، أنه "من غير المقبول تهميش صورة قائد ورمز وطني بصورة واضحة"، مشيرة إلى أن التغطية الإعلامية تتجاهل دور  القائد سلطان الأطرش وقيادته للثورة السورية الكبرى، مع تهميش اعتبره البعض مقصوداً. 

وساقت الصفحة المحلية، عدداً من الانتقادات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حيث كتب أحدهم: "أنا أتابع إعلامنا الرسمي اليوم وبالصدفة ظهر تقرير عن الاستقلال وعن بطولات الثوار يوسف العظمة وإبراهيم هنانو والشيخ صالح العلي، ولم يكلف الإعلام الرسمي نفسه ذكر اسم قائد الثورة السورية سلطان باشا الأطرش ... بالفعل هزلت ... هكذا تقارير هي تزوير للتاريخ واستخفاف للعقل، إعلام بعيد عن الشفافية والمصداقية". في حين كتب آخر: "من غير المقبول هذا التهميش الواضح لدور القائد سلطان باشا الأطرش ليس في هذا العام فقط وإنما من سنوات طويلة حتى أصبح الأمر مقصوداً وغير لائق بحق قائد تاريخي ورمز وطني".

 وأشارت الصفحة إلى أنه لسنوات طويلة منع الاحتفال بذكرى وفاة القائد سلطان باشا الأطرش في السويداء، كما تم تأخير إقامة صرح له لأكثر من 10 سنوات ثم أُنشئ بأموال أبناء المحافظة ودون أي مساعدة من نظام أسد. كما ألمح سوريون إلى أن إسقاط التقرير لدور سلطان باشا الأطرش، والتركيز على دور الشيخ صالح العلي قائد الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين في جبال اللاذقية، كان هدفه توجيه رسالة للدروز ولكل السوريين، تمثلت باستمرار عملية إذلال كافة مكونات الشعب الشعب لمزيد من استعباد الشعب السوري واضطهاده.

تقرير مدروس

من جانبه اعتبر الكاتب والصحفي السوري حافظ قرقوط، في تصريح لـ أورينت نت، أن: "أن ما فعله النظام في تقريره هو جزء من أسلوبه التخريبي، منذ أن استلم السلطة حافظ الأسد بانقلابه، وهو جزء من مسيرة تحطيم قيم المجتمع السوري، من خلال تحطيم قادته ورموزه الذين ساهموا في بناء الدولة السورية، هذا النظام أخذ الدولة وشعبها كرهينة ولذلك من الصعب أن تتعلم الأجيال قيم الحرية بوجود هكذا نظام يحارب الحرب".

ونوه الكاتب السوري، إلى أن "ما قام به النظام في التقرير ليس إهانة مقصود فيه فقط السويداء على الرغم من نوايا الخبيثة، بل مقصود فيها كل سوريا، كون سلطان الأطرش لم يكن ينتم إلى السويداء بقدر ما انتمى إلى سوريا التي ساهم في تحريرها منذ بداية القرن الماضي".

وأضاف قرقوط أن "النظام تعمّد حتى عندما كان الأطرش على قيد الحياة، حيث تعمد تجاهله وتقديم الإهانة لهذ البيت، حتى أنه لعب بمصير، الساحة التي تشير إليه (النصب التذكاري)، إذ كان يمنع الأهالي من المشاركة في تخليد ذكرها وكان يلاحق الطلاب".

وألمح قرقوط إلى أن "النظام يريد إيصال رسالة متعمدة، إلى الدروز بأنه لا يراهم على هذه الخارطة، هم مجموعة من الأقلية تحت رعايته، وهو مجرم حرب يريد تفتيت المجتمع السوري، وإهانة كل مناطق سوريا بطريقته الخاصة، والتقرير مدروس تماماً وهو استكمال لمسيرة بدأها منذ أن استلم السلطة، في تحطيم كل قيم الحرية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات