أستاذ جامعي: لهذه الأسباب انتشرت عمالة الأطفال السوريين في تركيا بشكل كبير

أستاذ جامعي: لهذه الأسباب انتشرت عمالة الأطفال السوريين في تركيا بشكل كبير
اضطرت عوائل سورية عدة، بسبب الظروف المعيشية الصعبة، في بلدان اللجوء، لزج أطفالها في سوق العمل في سن مبكرة، بدلا من زجهم في المدارس لتلقي العلم، ما تسبب بمشكلة كبيرة حتى بالنسبة إلى الحكومات المستضيفة، وخصوصا في البلدان التي تحاول -بشتى الوسائل- القضاء على ما يسمّى بظاهرة "عمالة الأطفال"، والعمل على إلحاق الأطفال حيث يجب أن يكونوا على مقاعد الدراسة، لا في الورشات والمصانع.

"تانير أكبنار" الأستاذ الدكتور، وعضو الهيئة التدريسية لدى جامعة "أكدينيز" التركية، تطرّق خلال حديثه لصحيفة إيفرنسال، بمناسبة عيد الطفولة والسيادة الوطنية، التي تحتفل بها تركيا في 23 من نيسان في كل عام، إلى واقع عمالة الأطفال في تركيا عموما، وعمالة الأطفال السوريين خصوصا.

وذهب أكبنار، إلى أنّ أطفالا كثيرين اضطروا للعمل في ورشات ومصانع في سبيل سد رمقهم فقط، وذلك بأجور زهيدة للغاية، حيث تراوحت ما بين 5 و20 ليرة تركية فقط يوميا.

الأطفال السوريون ضحية العمالة الرخيصة

ولفت أكبنار إلى أنّ الأطفال السوريين ولأنهم عملوا بأجور منخفضة مقارنة إلى أقرانهم الأتراك، كانوا سببا في وقوع الاختيار عليهم، من أجل زجهم في العديد من الورشات والمصانع في سن مبكرة، على الرغم من وجود القرارات الحكومية التي تمنع عمالة الأطفال.

وفي هذا السياق قال أكبنار: "يوجد في السوق التركية عدد لا يمكن تجاهله من الأطفال اللاجئين، والأطفال السوريون في مقدمتهم، حيث كانوا محط رغبة بالنسبة للكثير من أرباب العمل، لكونهم يعملون بأجور منحفضة، وفي ظروف صعبة، مقارنة بذويهم الأتراك".

وأضاف أكبنار بأن نسبة عمالة الأطفال في تركيا، تبلغ بحسب الإحصائيات الرسمية، ما يقارب 720 ألف، موضحا بأنّ الأعداد الحقيقية قد تصل إلى ضعف ذلك، حيث تتجاوز مليون ونصف المليون طفل.

وذكر بأنّ الأطفال يعملون في كافة المجالات، مؤكدا على أنّ إيجاد الحل لمشكلة عمالة الأطفال، لا تكون من خلال نشر التوعية فحسب، وإنما من خلال العمل على الحد من الفقر، ورفع المستوى المعيشي للعوائل.

بحسب القانون ما هو السن التي من الممكن البدء فيها بالعمل؟ 

ونوّه أكبنار إلى أنّ القانون التركي ينص على أن سن البدء بالعمل تبدأ من ال 15, بشرط ألا تتجاوز ساعات العمل في الأسبوع 40 ساعة.

وأردف في السياق نفسه: "على أرض الواقع لا نجد التقيّد بهذه القرارات، فالكثير من الأطفال يعملون لأكثر من 40 ساعة بكثير، على سبيل المثال الأطفال المبتدؤون يعملون بنفس الساعات التي يعمل فيها عامل نظامي، ولكن من حيث الأجور نجد أنهم يتقاضون 30 بالمئة فقط من الحد الأدنى للأجور".

وتابع الدكتور الجامعي بأنّ الكثير من الأطفال يعملون بأجور تتراوح ما بين 5 و20 ليرة تركية، وأن البعض يعمل فقط في سبيل الحصول على الطعام فترة الفطور أو الغداء.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة التركية، بذلت جهودا كبيرة في سبيل الحد من عمالة الأطفال السوريين، حيث وضعت خططا، بلغت من خلالها نسب الملتحقين بالمدارس من الأطفال السوريين ما يقارب 90 بالمئة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات