بمحاكمة "غير مسبوقة".. سوريون يواجهون ضابطاً بميليشيا أسد أشرف على تعذيبهم

أكدت وسائل إعلام ألمانية، اليوم الخميس، انطلاق محاكمة ضابط سابق رفيع المستوى في مخابرات نظام أسد متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، واصفة المحاكمة بـ"غير السبوقة"، حيث سيواجهه ناجون من التعذيب في قاعة محكمة بمدينة كوبلنز غرب ألمانيا.

واتهم أنور رسلان (57 عاما) بالإشراف على تعذيب أكثر من 4000 معتقل سوري، وما لا يقل عن مقتل 58 آخرين، إضافة للاغتصاب والاعتداء الجنسي، حيث ارتكب هذه الجرائم في سجن الخطيب بالعاصمة دمشق بين عامي 2011 و2012 ، بعد انطلاق الثورة السورية ضد نظام أسد.

وبحسب المصادر، سيُحاكم أيضاً مشتبه به ثانٍ بتهمة المساعدة والتحريض على جريمة ضد الإنسانية في سوريا عام 2011.

وقال وولفجانج كاليك، المحامي الألماني للحقوق المدنية والسكرتير العام للمركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان ومقره برلين: "إنها ليست مهمة سهلة ، سيكون هناك الكثير من الإجراءات الإضافية".

ويمثل محامي المركز الأوروبي لحقوق الإنسان، باتريك كروكر، ستة مدعين في محاكمة لديها بالفعل 52 شاهدا، وفقا للمركز.

وأشار كاليك إلى أن القضاة الفيدراليين في المحكمة الإقليمية العليا لكوبلينز، أشاروا إلى أن تدابير السلامة الاستثنائية من المحتمل أن تشمل أقنعة إلزامية وحدود لعدد المراقبين المسموح لهم في قاعة المحكمة.

وأشاد كاليك بقرار بدء المحاكمة على الرغم من المخاطر الصحية ، وقال: "إنها خطوة مهمة إلى الأمام. لن تمر هذه الجرائم دون معالجة... ومن المهم أن يواجه الأشخاص الذين صدرت بحقهم لوائح اتهام المحاكمة".

وكان المحامون القانونيون للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان عملوا عن كثب مع المحامين والناشطين السوريين لتوثيق التعذيب الممنهج في سوريا ولإظهار الاعتقالات التعسفية والوحشية المنتشرة كسياسة لقمع الانتفاضة في عام 2011. حيث تشمل الأدلة التي تم جمعها شهادات مكثفة من شهود العيان من الناجين من التعذيب الذين أعيد توطينهم في أوروبا.

علامة فارقة في تاريخ سوريا

من جهته، قال المحامي السوري والناشط في مجال حقوق الإنسان أنور البني عبر حسابه في فيسبوك: "في علامة ستكون فارقة في تاريخ سوريا والمنطقة وربما العالم. وفي تاريخ مسيرة العدالة بدأت اليوم في مدينة كوبلنتز الألمانية أول محاكمات علنية على مستوى العالم تختص بالوضع في سوريا والجرائم التي ارتكبها النظام السوري المجرم عبر البدء بمحاكمة ضابطين في فرع الأمن الداخلي ٢٥١  (فرع الخطيب) بجرائم تعذيب أكثر من 4000 معتقل وقتل 58 معتقلا تحت التعذيب وحالتي اغتصاب وعنف جنسي على الأقل خلال الفترة من نيسان 2011 وحتى أيلول 2012 بالنسبة للمتهم الأول أنور رسلان والذي كان رئيس قسم التحقيق في الفرع، وبتهمة المشاركة في تعرض 30 معتقلا للتعذيب للمتهم الثاني إياد غريب ضابط الصف خلال شهري 10 و11 من العام 2011".

وأشار البني إلى أن "المحكمة المكونة من خمسة قضاة أربعة منهم نساء تلت لائحة الاتهام بحق المتهمين مع الأدلة الموجودة. استمهل محامي أنور رسلان لتقديم رده على لائحة الاتهام ببيان مكتوب في مطلع الأسبوع القادم".

ورفعت الجلسة ليوم غد للاستماع لشهادة رئيس قسم التحقيق بالبوليس الفدرالي، الذي قام بالتحقيقات وألقى القبض على المتهمين.