لماذا عاد آلاف النازحين إلى بيوتهم رغم التحذيرات من هجمات لمليشيا أسد؟

لماذا عاد آلاف النازحين إلى بيوتهم رغم التحذيرات من هجمات لمليشيا أسد؟
بعد قضائه أربعة شهور في مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي، يحمل "محمد الياسر" أثاثات منزله مع عائلته في سيارة نقل باتجاه بلدته في منطقة بسامس في جبل الزاوية، بعد أن هُجر منها مؤخراً بعد الحملة العسكرية على ريف إدلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي وجبل الزاوية.

محمد الياسر (45عاماً) تعرض منزله لقصف مباشر من قبل الطائرات الحربية، حيث نزح من بلدته بعد تكثيف القصف عليها وبعد نزوحه لعدة أشهر، قرر العودة إلى البلدة بعد عودة أكثر من 30 بالمئة من أبناء بلدته، وذلك بعد توقيع اتفاق إطلاق النار بين روسيا وتركيا في 5 مارس الماضي.

دمار ولكن!

يقول محمد الياسر لأورينت نت: "أدفع بشكل شهري ما يقارب (50 دولاراً) أجارا للمنزل ما يعادل (60 ألف ليرة سورية) في سلقين، ناهيك عن ما يقارب (50 دولاراً) ثمناً للمياه والكهرباء، وهذه المصاريف أستطيع توفيرها بعد عودتي للمنزل، خصوصاً بأن الأوضاع المعيشية أصبحت أصعب من أي وقت مضى".

ويضيف "انتظرت شهر ا ونصف بعد توقيع الاتفاق، ورأينا هناك التزام كبير في وقف إطلاق النار على عكس الهدن الماضية التي يخترقها الاحتلال الروسي فوراً، لذلك بدأت الناس بالعودة بشكل كبير إلى المناطق التي نزحت منها ولم تدخلها قوات الأسد وسط خشية من إعادة المعارك من جديد".

وحول عودة الحياة إلى المناطق التي يعود إليها النازحون يشير الياسر إلى أن "هناك دمارا كبيرا في القرى ومناطق جبل الزاوية، حيث إنني سأقوم بترميم أجزاء من المنزل كي أستطيع المعيشة من جديد، في حين أن المحلات التجارية تعتبر قليلة للغاية، والناس بشكل عام ما زالت تخشى نقض الاتفاق من قبل الاحتلال الروسي وقوات الأسد".

 

وكانت مئات العائلات النازحة بدأت العودة إلى مناطق جبل الزاوية وريف حلب الغربي وجسر الشغور وسهل الغاب وذلك بعد الاتفاق الروسي-التركي على تسيير دوريات على الأوتوستراد الدولي حلب - اللاذقية، ووقف لإطلاق النار في الشمال السوري وسط خروقات متكررة من قبل مليشيا أسد.

أعباء ومعاناة

وحملت سيارات العائدين أثاث منازلهم من مناطق ريف إدلب الشمالي ومن منطقة المخيمات ومناطق ريف حلب الشمالي؛ حيث تعاني هذه العائلات من ضيق في المعيشة أو غلاء الإيجارات أو عدم وجود مسكن جيد والبطالة في مناطق النزوح، ما دفعهم للعودة رغم التحذيرات بالتمهل بعودتهم.

يقول المهندس، محمد حلاج، وهو مسؤول في فريق "منسقو استجابة سوريا" لأورينت نت، إن "السبب الرئيسي لعودة النازحين هو عدم قدرتهم على تحمل أعباء النزوح، خصوصاً أن الوضع الاقتصادي للنازحين سيء، بسبب وضع الحرب خلال السنوات السابقة إلى أبعد حد، بالإضافة على حالة الاستقرار النسبي التي تشهدها المناطق التي لم يسيطر عليها النظام رغم الخروقات".

ويضيف "يحاول النازحون العودة والاستقرار قبل بداية شهر رمضان والخوف من انتشار الأمراض، لاسيما في ظل انتشار فيروس كورونا في محيط المناطق التي تحيط بالمخيمات، لذلك قرر الآلاف العودة إلى مناطق ريف حلب الغربي ومنطقة أريحا وجبل الزاوية وريف جسر الشغور الجنوبي".

وحول المخاطر التي يواجهها العائدون يشير الحلاج أن "أهمها يعتبر ضعف الخدمات الأساسية من عمل المنظمات، خصوصا القطاع الطبي، وكذلك الخوف من عودة العمليات العسكرية، بالإضافة إلى وجود الذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب التي لم تنفجر وتشكل خطراً على حياة المدنيين".

ونوه إلى أنه عاد ما يقارب 185 ألف نسمة إلى المناطق المذكورة، والعدد مرشح للازدياد في حال استمر الاستقرار في مناطق ريف إدلب وريف حلب الغربي. 

تحذيرات

وأطلق الناشطون حملة إعلامية تطالب المهجرين بعدم العودة إلى منازلهم في الوقت الحالي، وذلك خشية شن ميليشيا أسد لحملة عسكرية أخرى ذلك بعد رصد حشودات جديدة على جبهة سهل الغاب وريف إدلب الجنوبي ومنطقة سراقب بريف إدلب الشرقي.

وحول هذا الأمر، يقول الناشط، مجد سليم، إنه "تم رصد حشودات واسعة للمليشيات الإيرانية على جبهات سراقب وجورين وجبل الزاوية، بالإضافة إلى استخدام إيران لطائرات مسيرة في استهداف الفصائل الثورية في سهل الغاب، وهو دليل كاف على تصعيد حتمي قادم على جبهات الشمال السوري".

ويختم حديثه بأن "عودة النازحين تشكل خطراً على حياتهم، وعلى سير العمليات العسكرية لأنهم سيكونوا عائقاً أمام الفصائل الثورية، وذلك بسبب تعمد ميليشيا أسد قتل المدنيين وتركيزها على قصف المرافق العامة، أثناء العمليات العسكرية أو تعرضها لخسائر لذلك ننصحهم بالتأني حتى توضح معالم المرحلة المقبلة".

التعليقات (1)

    ابو عمر

    ·منذ 3 سنوات 11 شهر
    ارجعوا الله بيحميكم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات