لم تكن الحملة ُالإعلامية ُالتي ظهرت في وسائل ِالإعلام الروسية في الأيام الأخيرة لإظهار فشل ِبشار أسد عشوائية، وإنما كانت حملة ًمنظمة تحملُ العديدَ من الرسائل السياسيةِ, لنظام أسد وللدول الإقليمية التي تساندُه، ولا يمكن لهذه الهجمة ِالإعلامية أن تأتيَ من دون غطاءٍ سياسي، خصوصاً في بلد مثلَ روسيا حيث حرية ُالإعلام نكتة ٌسخيفةصحيفة الشرق الأوسط كشفت عن حقيقة ما يجري في موسكو ونقلت عن دبلوماسي ٍغربي أن هناك تيارين في روسيا حول مصير ِ بشار الأسد، تيارٌ يمثل وزارة َالدفاع وجهازَ الاستخباراتِ العسكرية؛ والآخر تمثله وزارة ُالخارجية ومراكزُ أبحاثٍ تدور في فلكها، وغالباً ما يكون الكرملين هو الفاصلُ بين الاتجاهين، وكان لافتاً أن الصحيفة لم تستوضح من هذا الدبلوماسي كيف ينظرُ كلُّ تيارٍ لمصير الأسد وهل هما متفقان أم مختلفان
وأشار الدبلوماسي الغربي أن الحملة َالإعلامية الروسية كانت بهدف الضغطِ على نظامِ أسد لإرغامه على الموافقة على الاتفاقات المبرمة مؤخرا مع تركيا، ولكبح جماح ِإيران ودورها المتنامي على الأراضي السورية
ويبدو أن إيران قد شعرت بخطر ما, ولذلك سارع وزيرُ خارجيتها لزيارة بشار الأسد لترتيب المواقفِ وتنسيقِها، ولمنع أيِ اتفاقٍ مستقبلي قد يفضي لخروجها من المولدِ السوري بلا حُمّص
فهل تُعتبر الحملة ُالإعلامية الروسية سحابة َصيف وستزول آثارُها بعد رضوخ نظام ِأسد لكل ما يطلبه أسيادُه في موسكو؟
وهل ستسحب روسيا كلّ الأوراقِ من إيران على الأراضي السورية وتصبحُ هي المتحكم الوحيد فيما يتعلق بالشأن السوري؟
وما هو موقفُ إيران من قواعد ِاللعبِ الجديدة التي يتم فرضُها في سوريا هل ستقبل بسياسة الأمر ِالواقع؟
أم أنها ستحاول الالتفافَ على الاتفاقاتِ التي تحبِكُها موسكو وتكونُ عثرةٍ في طريق كل الحلول ِالتي لا ترضيها من قبل روسيا؟
أم أن كلَّ ما يتمُّ الحديثُ عنه من خلافاتٍ مجردُ لعبةٍ سياسية وزوبعة إعلامية لن تُقدمَ ولن تؤخر؟ وسيبقى كل شيء على الأرض كما هو؟
هذا إن لم تسعَ روسيا لشنِّ هجماتٍ قريبة على إدلب؟
ألم تنتشر إشاعاتٌ مشابهة عن نيةِ روسيا لإزالة بشار الأسد مع بداية محادثاتِ آستانة وظهرَ بعدها أن كلَّ ذلك خدع روسية لتمرير المخططات الروسية؟ أليس من الممكن أن روسيا أطلقت هذه الشائعات لأنها تحيك مخططا جديدا في سوريا؟
الضيوف:
يفجيني سيدروف - محلل سياسي - موسكو
عمر كوش – محلل سياسي – اسطنبول
تقديم:
أحلام طبرة
التعليقات (0)