بين حصارين.. أورينت ترصد معاناة أهالي الغوطة الشرقية في شهر رمضان

بين حصارين.. أورينت ترصد معاناة أهالي الغوطة الشرقية في شهر رمضان
يعيش أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق شهر رمضان هذا العام، وسط أجواء وظروف صعبة، تختلف عن السنوات الماضية، بسبب تعرضهم لحصارين، خارجي فرضه نظام أسد وداخلي فرضته الإجراءات الاحترازية من وباء كورونا، الأمر الذي أدى إلى تردي أوضاعهم المعيشية وغياب الطقوس والعادات التي ترافق هذا الشهر الفضيل. 

وقال وسيم السعيد (اسم مستعار) من سكان مدينة دوما لأورينت نت، إن نظام أسد عمد إلى التضييق على أهالي الغوطة في شهر رمضان هذا العام، فمنع الرجال من الخروج لمحافظة دمشق للعمل، من أجل تجويع الأسر، كما استمر بفرض الإتاوات على التجار للسماح لهم بإدخال البضائع، ما تسبب بارتفاع الأسعار بشكل واضح في رمضان.

وأضاف أن السلع الغذائية كالسكر والرز وغيرهما تباع في الغوطة بأسعار أعلى من بقية المناطق، لذلك يحاول الأهالي الاعتماد على ما تنتجه الغوطة من خضروات وبقول وفاكهة لأن أسعارها تكون منخفضة مقارنة بأسعار المواد التي تأتي من مناطق النظام.

وأشار إلى أن نظام أسد ضيق على أصحاب الأراضي الزراعية لمنعهم من بيع محاصيلهم خارج الغوطة الأمر الذي انعكس على معيشتهم في رمضان، لافتا إلى أن قلة مادة الخبز أيضا تزيد من صعوبة الوضع في هذا الشهر المبارك، حيث يتقصد نظام أسد حرمان سكان الغوطة من الخبز من خلال تقليل كمية مخصصات الأفران من مادة الطحين، والتي لاتكفي نصف العائلات.

وتابع: أن الوضع الاقتصادي المتردي جعل العديد من أصناف الطعام تختفي من موائد الإفطار، فمثلا العديد من العائلات تطبخ صنفا وحدا كالفول أو السبانخ أو السلق لأن هذه الخضراوات يتم زراعتها بالغوطة في هذا الوقت من السنة ما يجعل أسعارها منخفضة مقارنة بأنواع أخرى كالبندورة والباذنجان اللتين يتم إحضارهما من مناطق النظام لأن أراضي الغوطة لا تنتج خضارا مبكرة بسبب طبيعة المنطقة.

كورونا زاد معاناة الأهالي

من جهتها، قالت "مريم" من أهالي مدينة عربين لأورينت نت، إن كورونا زاد من معاناة الأهالي لاسيما في شهر رمضان، فقد تسبب حظر التجوال بفقدان معظم أرباب الأسر لأعمالهم، كما أن إجراءات العزل التي فرضها نظام أسد على مدن وبلدات الغوطة حرمت الأهالي من أجواء رمضان المتمثلة باجتماعهم على موائد الإفطار، حيث إن معظم العائلات تتزاور خلال رمضان. 

وأضافت أن بعض العادات التي كانت تزداد بشكل ملحوظ في رمضان مثل "سكبات" الطعام بين الجيران وإقامة "العزائم" أصبحت نادرة بسبب الوضع الحالي.

وأردفت: أن خروج الأهالي إلى الأسواق بعد الإفطار أصبح غير ممكن بسبب كورونا لأن المحال مغلقة، أما فيما يخص العبادات فقد حرم كورونا الناس من الذهاب للمساجد لأداء الصلوات ولا سيما صلاة التراويح.

يذكر أن ميليشيا أسد الطائفية سيطرت على غوطة دمشق الشرقية في 12 نيسان 2018، ومنذ ذلك التاريخ يعيش من بقي من أهلها في واقع أمني سيء وتردي متعمد للخدمات، الأمر الذي يجعل العديد من أبناء الغوطة وعائلاتها لا يعودون إليها ويفضلون العيش في مناطق أخرى من دمشق أو ريفها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات