الاحتجاجات الليلية تتواصل في لبنان ومتظاهرون يوزعون "الحلوى" على الجيش (فيديو)

انخفضت نسبة العنف وأعمال الشغب المرافقة للاحتجاجات الليلية المستمرة، منذ أربعة أيام على خلفية غلاء المعيشة وفقدان مصادر الرزق وغياب أي أفق حل للأزمة الاقتصادية، ووصول شريحة كبيرة من الشعب اللبناني إلى حافة الجوع، حيث كان هتاف المحتجين الأشهر " متنا من الجوع".

وتداول ناشطون ليل الجمعة فيديوهات توثق استمرار الاحتجاجات في معظم مدن وبلدات لبنان من الشمال إلى الجنوب، إلا أن معظم هذه الفيديوهات خلت من أعمال الشغب وتكسير المصارف والاشتباك مع وحدات الجيش والأمن كما كان في الأيام الثلاثة الماضية.

وفي واحدة من الفيديوهات يظهر مئات المتظاهرين، في منطقة الميناء، بطرابلس، وهم يوزعون الحلوى على الجيش وقوى الأمن، ويهتفون" الشعب والجيش يد واحدة".

 الخطة الاقتصادية

وفي السياق أعلنت الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب، مساء أمس الخميس، إقرار خطة إنقاذ اقتصادية، تأمل على أساسها إقناع المجتمع الدولي بمساعدة لبنان على الخروج من دوامة انهيار مالي فاقمته تدابير وقاية مشددة لمواجهة وباء كوفيد-19، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

ووفق نسخة أولية من الخطة تمّ تسريبها قبل أسابيع وأثارت انتقادات كثيرة، تقدّر الحكومة حاجة لبنان اليوم إلى أكثر من 80 مليار دولار للخروح من الأزمة والنهوض بالاقتصاد، من ضمنها ما بين 10 إلى 15 مليار دولار على شكل دعم خارجي خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتأمل الحكومة بإقناع المجتمع الدولي الذي اشترط عليها القيام بإصلاحات "سريعة وفعالة" لتقديم أي مساعدة مالية أبرزها 11 مليار دولار أقرّها مؤتمر "سيدر" في العام 2018 لهذا البلد الصغير المنهك بسنوات من الأزمات السياسية المتتالية وعقود من الفساد.

قنابل 

وسجل اليوم الثالث من الاحتجاجات أكبر موجة عنف حتى الآن، حين ألقى محتجون قنابل "مولوتوف" على وحدات الجيش واشتبكوا معه بالأيدي في أكثر من منطقة، خلال محاولة الأخير إخلاء الساحات وإلزامهم بالتعبئة العامة المطبقة بالبلاد بعد تفشي كورونا، ومحاولته حماية المصارف وإبعاد المحتجين عنها، حسب المشاهد القادمة من هناك.

وانتقد ناشطون سلميون العنف المرافق للاحتجاجات معتبرين أن زمرةً ما تريد للمظاهرات التحول عن مسارها وضرب مشروعيتها وأحقيتها في المطالبة بالتغير السياسي والاقتصادي المتدهور في البلاد.

وحتى ليل الجمعة، سقط قتيل واحد في صفوف المتظاهرين وعدد من الإصابات، كذلك وقع عدد من الإصابات في صفوف الجيش والقوى الأمنية.

إحراق مصارف

وخلال الأيام الماضية أحرق المحتجون عددا من المصارف في لبنان كبنك عودة  ولبنان والإمارات وغيرها، تعبيرا عن غضبهم من استمرار إقفال المصارف بوجه اللبنانيين وانخفاض غير مسبوق لليرة اللبنانية أمام الدولار في ظل ظروف غاية في الصعوبة يمر بها اللبنانيون والعالم أجمع، متمثلة بوباء كورونا.

ولامست قيمة الليرة اللبنانية عتبة 4 آلاف و300 مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء، مقارنة بسعر الصرف الرسمي 1500 ليرة. 

 وانطلقت شراراة الاحتجاجات من مدينة طرابلس شمال البلاد لتجد صداها بشكل فوري في عشرات المدن والمناطق على كامل مساحة لبنان.

ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول عام 2019، موجة احتجاجات شعبية ذات مطالب سياسية واقتصادية، هدأت قليلا، قبل أن تعود مؤخرا مترافقة مع تأزم الأوضاع الاقتصادية في البلاد وتدهور الواقع الخدمي والصحي والاقتصادي في ظل الحكومة الجديدة برئاسة "حسان الدياب" بدلا من التحسن، وما زاد الطين بلة تفشي وباء كورونا، وما رافقه من حظر وتعطل الأعمال اليومية لمعظم اللبنانيين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات