هل ذهبت المساعدات الطبية التي قدمتها تركيا لأمريكا إلى تنظيم "بي كي كي" في سوريا؟

هل ذهبت المساعدات الطبية التي قدمتها تركيا لأمريكا إلى تنظيم "بي كي كي" في سوريا؟
أرسلت تركيا -مع انتشار وباء كورونا المستجد COVİD-19- طائرات محملة بالمساعدات الطبية إلى ما يقارب 50 دولة حول العالم، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تلقّت الشحنة الثانية من المساعدات المقدّمة لها بتاريخ 30 نيسان المنصرم.

وتضمّنت المساعدات الطبية التي أرسلتها تركيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي حملت شعار رئاسة الجمهورية التركية، ومقولة لجلال الدين الرومي "هناك أملٌ بعد اليأس، والكثيرُ من الشموس بعد الظلمة"، مستلزمات طبية وقائية، وفي مقدمتها الكمامات والمريولات الطبية الواقية والمواد المعقمة.

وتزامن وصول المساعدات الطبية التركية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مع إعلان الأخيرة عبر حساب "قوات المهمة المشتركة للعمليات الخاصة في سوريا والعراق والتابعة للجيش الأمريكي" على موقع تويتر: بوصول مساعدات طبية من أمريكا لتنظيم "بي كي كي" الإرهابي في سوريا.

صحيفة سوزجو المعارضة، ذهبت إلى أنّ المساعدات التي قدّمتها أمريكا لتنظيم بي كي كي في سوريا، بحجة استخدامها خلال المهمات التي يقوم بها التنظيم لمنع هروب عناصر داعش من السجون، هي ذاتها المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، معتبرة -والحديث عن الصحيفة- بأنّ واشنطن بهذا تكون قد طعنت تركيا من ظهرها.

هل المساعدات التي أرسلتها واشنطن لتنظيم بي كي كي هي ذاتها التي قدمتها تركيا لأمريكا؟

الكاتب والإعلامي "أوزاي شيندر" أفاد في مقالة نشرتها صحيفة ملييت التركية، بأنّ خبر إرسال أمريكا مساعداتٍ طبية لتنظيم بي كي كي في سوريا، على الرغم من حاجة مواطنيها أنفسهم لتلك المساعدات صحيح، مؤكدا على أنّ تلك المساعدات ليست هي نفسها التي أرسلتها تركيا لأمريكا.

وتابع شيندر: "إنّ المعلومات التي تفيد بتقديم أمريكا مساعدات طبية لامتداد تنظيم بي كي كي في سوريا صحيحة، فقد تم تسليم تلك المساعدات للتنظيم في مدينة الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة، بتاريخ 13 نيسان، وتحتوي المساعدات على مستلزمات، الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بحاجة إليها، مثل الكمامات والقفازات ومعقمات وغيرها من المواد المشابهة".

وأضاف شيندر بأنّ المساعدات المُقدّمة للتنظيم من قبل أمريكا، ليست الأولى من نوعها، وأنه سبق لواشنطن أن قدمت بتاريخ 27 آذار مساعدات مشابهة لجناح تنظيم بي كي كي في سوريا.

وتابع الكاتب بأنّ المساعدات الطبية التي أرسلت بها أمريكا لتنظيم بي كي كي في سوريا ليست ذاتها التي أرسلتها تركيا إلى واشنطن بهدف مساعدة الأمريكيين وتلبية احتياجاتهم من المستلزمات الطبية، مردفا: "ولكن ما يمكننا تأكيده هو أنّ وزارة الدفاع الأمريكية تستمر بإمداد التنظيم بالمستلزمات التي يصعب على مواطنيها أنفسهم إيجادها والحصول عليها".

ليست أمريكا وحدها وإنما فرنسا أيضا

ولفت شيندر إلى أنّه ليست الولايات المتحدة الأمريكية الوحيدة التي تستمر بتقديم الدعم لتنظيم بي كي كي في ظل انشغال العالم بوباء كورونا، موضحا بأنّ فرنسا بدورها، أرسلت وفدا من وزارة خارجيتها إلى العراق لتخفيف حدة التوتر بين عناصر بي كي كي وأنصار بارزاني.

دبلوماسية الكمامات

ونوّه الكاتب إلى أنّ تركيا التي أرسلت المساعدات الطبية للعديد من الدول، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وغيرها، لم ترسل المساعدات لدولتين اثنتين على الرغم من حاجتهما الماسة لهذه المساعدات، وهما روسيا وفرنسا.

وربط شيندر بين ما سبق، وبين تصريح الرئيس أردوغان قبل يومين، والذي أكد فيه على عدم التزام البعض بالوعود التي قُدّمت في سوريا، مضيفا -والحديث هنا للكاتب-: يجب ألا ننظر للمساعدات الطبية المقدمة على أنها مساعدات وحسب، بل هي مساعدات تحمل الكثير من الرسائل السياسية أيضا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات