مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة العراقية الجديدة.. تحديات ومواجهات حتمية

مصطفى الكاظمي رئيس الحكومة العراقية الجديدة.. تحديات ومواجهات حتمية
منح البرلمان العراقي بعد منتصف ليل الأربعاء الثقة لرئيس الحكومةالجديد، مصطفى الكاظمي وتشكيلته الوزارية لتخلف الحكومة المستقيلة برئاسة عادل عبد المهدي.

وصوّت أعضاء البرلمان بأغلبية عدد الأعضاء الحاضرين (255 نائباً من أصل 329) على منح الثقة للكاظمي و15 وزيراً في حكومته، ولم يحظَ 5 مرشحين بثقة البرلمان، فيما لم يقدم الكاظمي أية مرشحين لشغل حقيبتي النفط والخارجية.

ومن المنتظر أن يستكمل البرلمان منح الثقة لبقية التشكيلة الوزارية في الأيام المقبلة.

وخاض الكاظمي مباحثات شاقة مع الكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية منذ تكليفه بتشكيل الحكومة من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح في 9 أبريل/نيسان الماضي.

وبذلك، يكون الكاظمي قد نجح في مهمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعد فشل سلفيه محمد توفيق علاوي، وعدنان الزرفي في حشد التأييد لهما.

والكاظمي، مستقل لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، تسلم منصب رئيس المخابرات في يونيو/ حزيران 2016، خلال تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة (2014 ـ 2018).

وتخلف الحكومة الجديدة، حكومة عادل عبد المهدي الذي استقال مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2019، تحت ضغط احتجاجات شعبية تطالب برحيل ومحاسبة كل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين، عام 2003.

وتقف حكومة الكاظمي أمام تحديات كبيرة، فهل ينجح رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي في إنعاش الوضع الاقتصادي المأزوم واحتواء الشارع العراقي المنتفض.

كما يعد تجنيب العراق أن يكون ساحة صراع وتصفية حسابات بين طهران وواشنطن، التحدي الأبرز لحكومة الكاظمي وضرورة وضع حد لسطوة الميليشيات الشيعية، حيث تراهن الإدارة الأميركية عليه كرجل المرحلة لتحجيم النفوذ الإيراني وكبح وكلاء طهران في المنطقة، وفق صحيفة العرب.

ترحيب أمريكي

بدوره رحّب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بتشكيل حكومة جديدة في العراق برئاسة مصطفى الكاظمي، الرئيس السابق لجهاز المخابرات.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إنّ "بومبيو هنّأ الكاظمي خلال مكالمة هاتفية بحصوله على ثقة البرلمان".

وأشار البيان إلى أن بومبيو أبلغ رئيس الحكومة العراقية الجديد بأنّه، لمدّة 120 يوماً، لن تفرض الولايات المتّحدة عقوبات على العراق لاستيراده الغاز والكهرباء من إيران.

وأضاف البيان أنّ الوزير أبلغ الكاظمي كذلك أنّ "هذه البادرة هدفها إظهار رغبتنا في المساعدة في توفير الظروف الملائمة لنجاح الحكومة".

كما ناقش بومبيو مع الكاظمي سبل "العمل سوياً لكي نوفّر للشعب العراقي الازدهار والأمن اللذين يستحقّهما".

وفرضت واشنطن عقوبات صارمة على قطاع الطاقة الإيراني في 2018، وهدّدت بمعاقبة أي دولة تتعامل مع طهران في هذا المجال.

لكن واشنطن منحت بغداد سلسلة من الإعفاءات المؤقتة المتتالية، كان آخرها الأسبوع الماضي ومدته 30 يوماً فقط.

وأتاح الإعفاء الأمريكي للعراق بمواصلة استيراد حوالى 1400 ميغاواط من الكهرباء و28 مليون متر مكعب (988 مليون قدم مكعب) من الغاز من إيران.

من جانبه هنأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والشعب العراقي بمناسبة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وفي تغريدة له في صفحته على موقع التواصل الاجماعي "تويتر" كتب ظريف: "نهنئ رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي وحكومته والبرلمان خاصة الشعب العراقي للنجاح في تشكيل الحكومة الجديدة"، وأضاف: "أن إيران تقف على الدوام إلى جانب الشعب العراقي وانتخاب حكومته"، وفق ما نقلت وكالة فارس.

من مصطفى الكاظمي؟

ولد مصطفى عبد اللطيف المعروف بالكاظمي، في بغداد عام 1967، وينتسب الكاظمي إلى عشيرة الغريب، حيث نزحت أسرته من الشطرة - ذي قار، إلى كرخ بغداد (الكاظمية).

والده عبد اللطيف مشتت الغريباوي، سكن بغداد قادما من الشطرة عام 1963، وآخر عمل له هو مشرف فني في مطار بغداد، كما كان له انتماءات سياسية وحزبية. وعمل مشتت، ممثلا للحزب الوطني الديمقراطي (حزب كامل الجادرجي) في الشطرة.

وحاز الكاظمي، بكالوريوس في القانون، وهو متزوج من ابنة مهدي العلاق، القيادي في حزب "الدعوة" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، كما عرف عنه معارضته لنظام الرئيس الأسبق صدام حسين، لكنه لم ينضم إلى أي من الأحزاب السياسية.

وغادر العراق عام 1985 إلى إيران، ثم ألمانيا فبريطانيا، ثم عاد إلى بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

وبعد عودته، عمل الكاظمي رئيسا لتحرير مجلة "الأسبوعية"، صاحب امتيازها الرئيس الحالي برهم صالح، واختار لنفسه بها لقب "الكاظمي".

 وعمل مديرا تنفيذيا لمؤسسة الذاكرة العراقية، وساهم في توثيق الشهادات وجمع الأفلام عن ضحايا النظام السابق. وأدار الكاظمي من بغداد ولندن مؤسسة الحوار الإنساني، وهي منظمة مستقلة تسعى إلى سد الثغرات بين المجتمعات والثقافات، والتأسيس للحوار بديلا عن العنف في حل الأزمات.

كما عمل كاتب عمود ومديرا لتحرير قسم العراق في موقع "مونيتور" الدولي، وركزت مقالاته على تكريس روح السلم الاجتماعي في البلاد.

ونشر خلال مسيرته المهنية العديد من الكتب، من أبرزها (مسألة العراق ـ المصالحة بين الماضي والمستقبل).

وعينه العبادي، في منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني في يونيو 2016، بعد أن حقق نجاحا من خلال عمله وسيطا سياسيا بين الأطراف العراقية المختلفة في الأزمات المتلاحقة.

ولا يمتلك الكاظمي أي جنسية أخرى غير العراقية، رغم أنه امتلك جواز لجوء سياسي منحته له بريطانيا، خلال فترة معارضته لنظام صدام حسين.

يشار إلى أن الكاظمي هو ثالث مكلف بتشكيل الحكومة، عقب الزرفي الذي قدم اعتذاره عن المهمة، ومحمد توفيق علاوي، المنسحب مطلع مارس/ آذار الماضي، لفشله في إقناع المكون السني والكردي وبعض القوى الشيعية، بدعم تشكيلته الحكومية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات