نسبها وانتشارها
لقبيلة "النعيم" نسبٌ واحد ولم يختلف به النسّابون والعارفون بالأنساب الأصيلة, وهذا ما أكّده لأورينت نت الشيخ أحمد إسماعيل الشيخ حمود (أبو إسماعيل) رئيس مجلس قبيلة النعيم الأعلى في المحرّر, وأضاف الشيخ أبو إسماعيل لأورينت نت قائلاً: "قبيلة النعيم رغم كثرة عشائرها ووسع انتشارها إلا أن نسبها لم يختلف عليه اثنان كباقي بعض القبائل أو العشائر, فلم يقل يوماً ما ربما يعود نسبها لكذا أو يُقال أن نسبها لكذا أو لكذا, وإنما نسبها معروف بين القبائل كافة يعود لسبطيّ رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام (الحسن والحسين)، ولهذا سُميت القبيلة بـ "السادة النعيم" أو السادة الأشراف".
ويُضيف الشيخ رئيس مجلس قبيلة النعيم الأعلى بالمحرر، "قبيلة النعيم تعود لآل البيت فهي قبيلة هاشمية عدنانية، نفتخر بأن جدّنا هو رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، ونسبنا يعود لأشرف الخلق ومن بعده لعلي بن أبي طالب وأبنائه الحسن والحسين، وأحفادهم من جعفر الصادق ومحمد الباقر، والسيّد أحمد بن إسماعيل وعزّ الدين أبو حمرة".
وعن انتشار هذه القبيلة يقول الشيخ أبو إسماعيل لأورينت نت، "تنتشر قبيلة "النعيم" بأغلب الدول العربية كسوريا والعراق ولبنان والأردن وفلسطين ومعظم دول الخليج العربي ومصر وليبيا, كما تنتشر في جنوب تركيا وإقليم الأهواز العربي بإيران, ولهذا تُعتبر قبيلة النعيم إحدى أكبر ثلاث قبائل عربية بالعصر الحالي, وأفرادها تعدادهم بالملايين".
ويعود سبب الانتشار الواسع لقبيلة "النعيم" لعدة أسباب منها ما جرى في المدينة المنورة من أحداث قديمة فاضطر بعض السادة الأشراف من آل البيت للخروج منها والتوزع بعدة أماكن, وكذلك بحث أبناء القبيلة عن المراعي كوْنهم أصحاب قطعان كبيرة, ولهذا البعض أطلق على قبيلة النعيم بالقبيلة "الدوارة" لكثرة تنقلها وبحثها عن الكلأ والمرعى، بحسب الشيخ أبو إسماعيل.
وأما عن انتشارها في سوريا، يقول نقيب السادة الأشراف في سوريا الدكتور صطوف الصيادي: "تنتشر قبيلة النعيم بكل المحافظات السورية, ولكن أهم هذه المحافظات هي حمص وحماة وإدلب وحلب, إضافة لمنطقة حوران والجولان جنوب سوريا, وكذلك في ريف دمشق والحسكة".
وأوضح رئيس مجلس قبيلة النعيم الأعلى, الشيخ أحمد حمود (أبو إسماعيل) أن "تعداد أبناء قبيلة النعيم في سوريا تجاوز 3 ملايين بكثير ولذلك تُعتبر القبيلة الأولى في سوريا بتعداد أفرادها, وينتشر أبناؤها في الجولان ودرعا جنوب سوريا وفي ريف دمشق وبادية الشام, وكذلك في أرياف حمص الشمالية والشرقية وبريف حماة الجنوبي والشمالي, إضافة إلى ريف إدلب الجنوبي والغربي وحتى شمال إدلب مروراً بريف حلب الشمالي والشرقي, ومنها إلى شرق الفرات حتى الحسكة شرقيّ سوريا".
"النعيم" في سوريا
وبحسب المؤرخين القدامى فإن قبيلة النعيم في سوريا يعود نسبهم في غالبيتهم لجدّهم القطب "عز الدين أبو حمرة" الكبير، الذي قدم من بلاد الرافدين إلى وسط سوريا, وأقام شماليّ مدينة حمص ودفن هناك في قرية سُميت باسمه "عز الدين"، وفي العصر العثماني انتشرت أفخاذ هذه القبيلة المنحدرين من السيد عز الدين أبو حمرة إلى شمال سوريا وشمال غربها, وكذلك إلى دمشق وحوران والجولان ومنها حمص إلى لبنان.
وهذا ما أكده الشيخ أبو إسماعيل بقوله: "جدنا الأول في سوريا هو عز الدين أبو حمرة, واستقر بعض أبنائها في المدن والبلدات حينها ,بينما بقي البعض الآخر متنقلاً طالباً المراعي لمواشيه ولهذا انتشرت بأغلب المناطق السورية, وهناك عائلات معروفة جداً تتبع لقبيلة النعيم في مدن حماة وحمص ودمشق, عدا عن العائلات والأفخاذ التي استقرت بالأرياف والبوادي".
وما يُميّز قبيلة النعيم في سوريا هو اتخاذها منحيين, أحدهما باتجاه المدن فأصبحوا من أهل الزراعة والتجارة والتعليم, واشتهروا بذلك ولدينا في القبيلة عوائل وشخصيات ذات سمعة ومكانة كبيرة بين السوريين, والمنحى الثاني كان باتجاه البوادي والقفار ورعاية المواشي بما أن أبناء القبيلة من أصحاب الضّرع والخيل وعندهم الأعداد الكبيرة منها, ولهذا نجد القبيلة متوزعة بكثافة بين المدن والأرياف وفي البوادي السورية من جنوبها في سهل حوران وهضاب الجولان وحتى شمالاً على ضفاف نهر العاصي بحمص وحماة وسهول حلب, إضافة للعائلات المرموقة في دمشق وحمص وحماة وحلب وإدلب, بحسب رئيس مجلس قبيلة النعيم الأعلى في المحرر.
وبحسب خبير الأنساب, مصطفى السعيد النعيمي فإن "قبيلة النعيم في سوريا قارب تعدادها حالياً من 4 ملايين شخص, واستوطنوا سوريا منذ أكثر من 800 عام عبر جدّهم عز الدين أبو حمرة الكبير, والذي خلّف 8 أبناء وبالتالي يعود نسب غالبية قبيلة النعيم في سوريا لهم بالإضافة لبعض الأفخاذ من أبناء عمومتهم الحسينيين".
وأضاف النعيمي: "يُعرف هؤلاء بالسادة الرفاعية ومنهم سكن المدن وشكّلوا عوائل معروفة حالياً في سوريا, كأمثال السيد وآل الشلال والحمامرة والعويشات والخليفات والزواتنة والأخرس وآل التوبلس والناصيف والمعاقير والشمور والدغيلة وآل جندل في حمص, وحاج علي والبلخي والبديوي والطحان في الجولان, وآل السبسبي والأبرش في حماة, بالإضافة إلى آل النادر وآل الصباغ وسكر ومعتوق وآل دق الباب والخولي والحافظ في دمشق وريفها، وكذلك آل السيد عيسى والدغيم والخطيب والسيد علي والسيد أحمد والسالم وخير الله والراوي والسعيد والكيالي في إدلب وحلب، والخرفان في حلب والشيخ إبراهيم، وآل الهدار في الحسكة، والبوحيار والدمالخة، ومن عائلات وأفخاذ حمص: الحزومين والعصفور والابراهيم والعلي وأفخاذ البطمة والبجارة والبوارخة والشبوط، ومن عائلات وأفخاذ من ريف دمشق الوهبان والصياد".
وأشار النعيمي إلى أن, "أبناء قبيلة النعيم إن كانوا من أبناء المدن والأرياف أو من أبناء البوادي والسهول, قدّموا لسوريا الكثير خلال العقود الماضية من حيث الشخصيات الوطنية والعشائرية المرموقة والتي ذاع صيتها في كل زمان ومكان, محافظين على أصلهم الشريف وأخلاقهم الرفيعة".
أبرز شخصياتها
لكل قبيلة رموزها ورجالها الذين تتفاخر بهم على مرّ الأزمان، وقبيلة "النعيم" مثلها مثل باقي تلك القبائل الأصيلة التي برز اسمها وأعلامها خلال العقود الأخيرة وفي العصر الحديث.
وحول أهم شخصيات قبيلة النعيم, يقول رئيس مجلس قبيلة النعيم بالمحرر، الشيخ أبو إسماعيل: "قبيلة النعيم هي قبيلة السادة الأشراف وذات النسب الأصيل, ورجالها مشهود لهم بين القبائل الأخرى, ولذلك كانت لهم سيادة المضافات والاجتماعات بأغلب الأحيان, وعند كل عشيرة وفخذ تابع لهذه القبيلة عشرات ومئات الشخصيات البارزة التي يصعب تعدادهم الآن".
وتابع الشيخ أبو إسماعيل قائلاً: "من شخصيات قبيلة النعيم الدينيّة هناك الشيخ عز الدين أبو حمرة الصغير, صاحب الطريقة الرفاعية والزاهد في الله وصاحب الكرامات التي شهدها أهل عصره, وله مقام في القرية التي دُفن فيها شمالي حمص وسميت باسمه (عز الدين), ويؤمّ مقامه آلاف الناس كل عام".
وأما عن رجال القبيلة الشجعان ومواقفهم التي عكست شخصية ونسب القبيلة، يقول الشيخ أبو إسماعيل: "من الشخصيات التي تميّزت بمواقفها ورجولتها ولها صيت حتى أيامنا هذه, هو الشيخ "محمد العجرف" والذي اشتهر بلقب (أبو التوبلس) وكان أميراً لقبيلة النعيم في القرن الثامن عشر الميلادي, وكان له موقفه وشجاعته الخاصة ضد والي العثمانيين الأمير إدريس الموالي التابع لقبيلة الموالي والذي تولّى ولاية الدولة العثمانية في وسط وشمال سوريا حينها".
وأكمل الشيخ أبو إسماعيل قصة الشيخ محمد العجرف قائلاً: "كلّف سلطان الدولة العثمانية واليه الأمير إدريس الموالي بمتابعة تجنيد أبناء القبائل وجمع الضرائب منها والتي كانت تسمى بـ (الخميسي)، فأرسل الوالي إدريس رجاله لبيت الشيخ العجرف وطالبوا أهله بدفع الضريبة وتجنيد أبناء القبيلة, ولم يكن حينها الشيخ بمنزله مما جعله يذهب لبيت الوالي إدريس ورفض دفع الضريبة كون آل البيت معفيين من ضرائب الدولة ورفض تجنيد أبناء قبيلته، فأعلن الوالي إدريس الحرب على قبيلة النعيم وحشد معه بعض العشائر التي طمعت بغنائم الوالي والولاء له، ودرات رحى الحرب بينهم لفترة طويلة حتى تمكن الشيخ العجرف من قتل الوالي إدريس بعد خديعة دبرتها ابنة الشيخ العجرف وقتلوا معه أكثر من 70 أميراً وغازياً، وبعدها وقف محمد العجرف فوق جثة الوالي إدريس وأنشد بعض الأبيات الشعريّة التي قال فيها: (ﺣﻨّﺎ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻣﻌﺮﺟﻴــﻦ ﺍﻟﺴﺒــﺎﻳﺎ.. حريبنا يجرع ﺳﻤـﻮﻡ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ، ﻭتشوفنا ﻳﺎ إﺩﺭﻳﺲ لا ما ﻓﻌﻠﻨﺎ.. ﻭإن جولك ربوعي ﺑﻴـﻮمٍ ﺗﺒﺎﻋﻲ)".
نضالها
وفق الشيخ أبو اسماعيل رئيس مجلس قبيلة النعيم بالمحرر فإن قبيلة "النعيم" من القبائل القليلة التي لم تكن عميلة لأي استعمار، والتاريخ يشهد بنضالها إن كان على زمن التتار والمغول أو زمن العثمانيين والفرنسيين وحتى في العصر الحديث، وبحسب الشيخ أبو إسماعيل فإن القبيلة لها رفعة الرأس بعدم نيلها أي وسام من الدول المستعمرة التي مرّت على سوريا ولا حتى من نظام الأسد.
ويُكمل الشيخ أحمد حمود (أبو إسماعيل), "جدّي مثلاً مات داخل سجن الفرنسيين وجدّي الآخر ما زال قبره في جنوب تركيا, وأما عن نضالها فللقبيلة باعٌ طويل بالنضال ضد التتار والمغول على يد شيخها عز الدين أبو حمرة الكبير ورجاله وأولاده, كما شارك الشيخ محمد العجرف نضاله ومعاركه ضد تسلّط الدولة العثمانية على السوريين وأبناء القبيلة وحارب ضد واليه الأمير إدريس الموالي".
وأما عن نضال مشايخ وأبناء القبيلة ضد الفرنسيين, يقول نقيب السادة الأشراف في سوريا الدكتور صطوف الصيادي: "قبل دخول الفرنسيين إلى سوريا كانوا متواجدين في دولة لبنان, فقرر أبناء قبيلة النعيم غزو الفرنسيين في لبنان منعاً لدخولهم سوريا عبر منطقة الجولان التي تُعتبر أرض القبيلة, وكان قائد المعركة التي حصلت في "حصن ثابت" الأمير حسن الطحان أحد مشايخ قبيلة النعيم, وتمكنوا حينها من قتل بعض الفرنسيين في الحامية الفرنسية واغتنام رشاش, ومن بين الشخصيات الأخرى التي قارعت الفرنسيين الشيخ عبد الله الطحان والذي شارك بمعارك عدة ضد الفرنسيين بقيادة الجنرال غورو".
ولم يقتصر نضال أبناء قبيلة النعيم ضد الفرنسيين على الجانب العسكري وإنما تعدّاه للجانب السياسي, خاصةً أن بعض أبناء القبيلة سكنوا المدن وتعلموا فيها فكان لهم دورهم السياسي في البرلمان السوري قبل وبعد جلاء المحتل الفرنسي عن أرض سوريا, حسب الشيخ أبو إسماعيل.
"النعيم" والثورة السورية
فيما أكّد رئيس مجلس قبيلة النعيم الأعلى بالمحرر أن قبيلة النعيم من أولى القبائل السورية التي شاركت بالثورة السورية، رغم بقاء بعض أبنائها تحت سيطرة نظام الأسد، ولكن ما قدمته القبيلة للثورة السورية من قادات وضباط وثوار وتضحيات نرفع به جبيننا عالياً، والحديث للشيخ رئيس مجلس القبيلة بالمحرر.
وأوضح رئيس مجلس القبيلة في المحرر لأورينت نت قائلاً: "قبيلة النعيم هي أكبر قبيلة سورية وهي أكبر تعداد بشري انخرط بالثورة السورية خلال الأعوام العشرة الماضية, فمن جنوب سوريا لشمالها ومن غربها لشرقها شارك أبناء القبيلة تفاصيل وأحداث الثورة السورية, ولدينا آلاف الشهداء والمعتقلين من أبناء القبيلة".
واستدرك قائلاً: "لدينا أكثر من 180 قائداً عسكريّاً من أبناء قبيلة النعيم يُشاركون أخوتهم وأهلهم محاربة كل أنواع الظلم والاستبداد، والقبيلة حتى قبل أحداث الثورة السورية لم يتمكن نظام الأسد من كسب ميل القبيلة تجاهه حتى أن اللواء "هشام بختيار" كان لديه ملف خاص عن القبائل والعشائر, ولم يستطع استقطاب القبيلة نحوهم بالشكل الذي أرادوه".
وأضاف الشيخ أبو اسماعيل مبيّناً: "لدينا عشرات الشخصيات التي انشقت عن نظام الأسد بعد رؤيتهم الظلم الذي حاق بأبناء سوريا عامة, ومنهم اللواء عبد العزيز الشلال الذي كان يشغل منصب القائد العام للشرطة العسكرية في سوريا، ومعه
العديد من الألوية والعمداء وباقي الضباط من أبناء القبيلة, الذي لا يسعنا المجال لذكرهم جميعاً, ولكن منهم اللواء محمد فارس واللواء محمد خلوف والعميد عبد المحسن الناصيف والعميد عبد الإله البشير والعميد إبراهيم إبراهيم والعقيد سليمان الشلال والعقيد عناد السلوم والعقيد خالد الحمادي والرائد ماهر الرحمون النعيمي والقاضي حسين الشبيب والنائب المنشق محمد صفوق الناصيف والنائب المنشق صالح الطحان، والدكتور عبد الكريم العبيد، والعشرات غيرهم".
ومن أعلام ورجال قبيلة النعيم في الثورة السورية, الشهيد "عبد الباسط الساروت" والذي مدحه الشيخ أبو إسماعيل بكل كلمات الشجاعة والبسالة التي قلّ نظيرها بين شباب العصر الحالي, وقال عنه مصطفى السعيد النعيمي: "يعود أصل الشهيد عبد الباسط الساروت إلى قبيلة النعيم في الجولان, وهاجر أهله إلى حمص (حيّ البيّاضة) الذي شهد أحداث الثورة السورية بعام 2011 وكان الساروت وإخوته أحد أهم ركائز الثورة السلميّة في حمص, وبعد أن تحولت للمنحى العسكري كان الساروت البطل المغوار الذي ناضل كل أشكال الظلم من أجل أهله وناسه حتى أصبح الساروت أيقونة الثورة السورية, وتابع نضاله بعد تهجيره لشمال سوريا حتى وافته المنيّة مقبلاً غير مدبر في معارك ريف حماة الشمالي عام 2019, وبوفاته خسرت الثورة السورية أيقونتها التي أبكت كل السوريين وكل حرّ شهد في أحداث سوريا من داخلها وخارجها".
عاداتها ونخوتها
من جانبه, ذكر الشيخ أحمد حمود (أبو إسماعيل) بعضاً من عادات قبيلة النعيم وأكثر ما يميّزها من تقاليد ونخوات خاصة بها, وذلك بقوله: "يتميّز أبناء قبيلة النعيم بحميّتهم الكبيرة خاصة فيما يخصّ نصرة المظلومين والدفاع عن آل البيت ودين الله, كما يتميّزون بشجاعتهم التي قارعت ووقفت بوجه كل من حاول الاعتداء على القبيلة أو مناطق وجودها".
ومن عادات قبيلة النعيم الأخرى, يقول الشيخ أبو إسماعيل: "تشتهر قبيلة النعيم بتربية الخيول الأصيلة خاصة في مناطق الجولان وحمص, ولهذا نخوة القبيلة أُخذت من الخيل الأصيلة".
وأما عن نخوة قبيلة النعيم ورمزها, يقول رئيس مجلس قبيلة النعيم الأعلى بالمحرر, "نخوة قبيلة النعيم هي "أهل الصفرا" نسبة للخيل الصفراء الأصيلة التي كانوا يُربونها, وكان أشهر مشايخها يهتم بها ويعتني بها لتكون سنده حين يشتدّ الكرب عليهم ويشتدّ وطيس المعارك, فلا تخونهم الصفراء أبداً بتلك المواقف".
نقاط قوتها وضعفها
من نقاط قوة قبيلة النعيم تعداد أبنائها الكبير وتوزعها على معظم دول آسيا العربية وبعض الدول المجاورة لها, كما أن نسبها الواحد والمُشرّف هو أحد نقاط قوتها بين القبائل والذي جعل مكانتها يعلو أكثر وأكثر بين الجميع, بحسب الشيخ أبو إسماعيل.
ومن ميّزات قبيلة النعيم هو قوة ارتباط أبناء القبيلة مع بعضهم وتواصلهم فيما بعضهم في السراء والضراء, فحاكم إمارة عجمان الإماراتية المنتسب لقبيلة النعيم زار أبناء عمومته في سوريا والعكس, ومشايخ وأبناء القبيلة في جنوب سوريا تربطهم علاقات ومصاهرات كثيرة مع أبناء عمومتهم في وسط وشمال سوريا, ومثلها الكثير من الأمثلة عن العلاقات القوية والزيارات المتكررة لأبناء العمومة داخل وخارج كل بلد, ونتشارك بكل المناسبات وحل كل المشكلات, ومن حضر ينوب عن الباقي, بحسب الشيخ أبو إسماعيل.
ومن الخصائص التي تُحسب على القبيلة مكانتها وعلاقاتها المتينة مع القبائل الأخرى, فلا مشكلة عندها بمصاهرة باقي القبائل ولا الاتفاق معهم على أي شيء يخدم أبناء البلد كافة, ولهذا نجدها مشاركة بكافة فعاليات القبائل والبلدان التي تتواجد فيها, ودائما لها مكانتها المرفوعة بين المشاركين, كما لأبنائها دورهم في كافة المجالات المعاصرة وذلك لكون قسم كبير منهم سكن المدن منذ عقود وشكّل أكبر عائلات تلك المدن وساهم برفد القبيلة بأهم الشخصيات الفاعلة المنتسبة لها والتي خدمت بلدانها, حسب كلام الشيخ أبو إسماعيل.
ولكن من نقاط ضعفها والتي يعتبرها البعض إيجابية أكثر من أنها سلبية هي عصبيّتهم الزائدة ولكن سرعان ما يهدؤون, فهم سريعو النرفزة سريعو الهدوء, ولكن ليس الكل يتملّك نفسه بمثل هذه المواقف التي قد تُحسب علينا كقبيلة النعيم.
وكذلك أبناء القبيلة لديهم فطرة القيادة والسيادة التي يتميّزون بها, وهذه من الصفات الإيجابية والسلبية بنفس الوقت, فالكل (روس) وكلهم أصلاء وهذا ما يُصعّب علينا بعض القرارات والإجراءات داخل القبيلة أحياناً, ولكن مشاكل القبيلة الداخلية والخارجية سرعان ما يتم حلّها, وإن تفاقمت الأمور فهناك من له الشفاعة عند بعضهم وتحلّ أمورها بسهولة, بحسب الشيخ أبو اسماعيل.
أفخاذ القبيلة
وبحسب رئيس مجلس قبيلة النعيم الأعلى بالمحرر, قبيلة النعيم لديها 76 عشيرة وفخذ يعود نسبهم لآل البيت, ومنتشرون على بقاع واسعة ويربطهم صلة متينة بين بعضهم.
وعن هذه الأفخاذ والعشائر يقول نقيب أشراف سادة النعيم, الدكتور صطوف الصيادي: "من أشهر عشائر وأفخاذ قبيلة النعيم هم آل التوبلس والسيد والطحان، والخزام وبني جميل, وكذلك الزواتنة والبوحية والعساف, بالإضافة للعطاعطة والشيخان والمداهشة, وكل من البكار والطاهر والخلوف والعويشات والشراحيل".
وأضاف, "وكذلك عشائر الشبلي والشميط والبوصافو, والنادر والدغيلات والمعاجير, والعديد من العشائر والأفخاذ الذين يعود نسبهم للحسن والحسين أبناء الإمام علي كرّم الله وجهه".
التعليقات (86)