ما أسباب الانتشار العسكري التركي المكثف جنوب طريق (حلب-اللاذقية)؟

ما أسباب الانتشار العسكري التركي المكثف جنوب طريق (حلب-اللاذقية)؟
أنشأت القوات التركية نقطة عسكرية جديدة في تلة إستراتيجية بريف إدلب الجنوبي، وذلك مع مواصلة التعزيزات العسكرية التركية إلى مناطق جبل الزاوية وجنوب طريق (حلب-اللاذقية)، وإقامة سواتر وتحصينات ترابية ونشر آليات مدرعة في عدة نقاط عسكرية تم إنشاؤها مؤخراً من قبل الجيش التركي.

وقام قوات الجيش التركي في الأيام الاخيرة بإرسال نحو 25 آلية عسكرية إلى تلة "النبي أيوب" في جبل الزاوية، حيث استقرت فيها لإنشاء نقطة جديدة، والذي يعتبر إحدى أكبر التلال الحاكمة في المنطقة، والذي يطل على مساحات بعيدة في جبل الزاوية وريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب.

وتواصلت عمليات التحليق لطائرات الاستطلاع التركية في أجواء محافظة إدلب في الأيام الأخيرة الماضية، بالإضافة إلى إقامة نقاط عسكرية على طول الطريق الدولي (حلب-اللاذقية)، وذلك بالتزامن مع تسيير دوريات عسكرية (روسية-تركية) وصلت إلى جسر أريحا وهي أكبر المسافات التي تقطعها الدوريات منذ الاتفاق (التركي-الروسي).

ويقول الدكتور قتيبة الفرحات وهو أستاذ في جامعة كارتكن التركية وخبير في الشؤون التركية لأورينت نت أن:" استمرار دخول الأرتال العسكرية التركية يقابلها على الطرف الآخر انتهاكات من قبل الضامن الروسي، وهي رسائل مستمرة بين الأطراف الإقليمية التي لا تنوي الدخول في الصراع المباشر المكلف".

ويضيف" لذلك تركيا ستستمر في الانتشار خاصة في المناطق الفقيرة عسكريا من حيث التواجد التركي، والهدف من ذلك هو إرسال رسائل لتثبيت مناطق السيطرة، والتي تريد تركيا تقديمها -رغم التفوق الروسي عسكريا - لروسيا وللمجتمع الدولي لضمان عودة اللاجئين بطريقة يأمن فيها اللاجئ على نفسه من بطش قوات الأسد". 

كثافة الانتشار جنوب طريق حلب-اللاذقية 

يشير الفرحات إلى أن"التعزيزات التركية ونشر وحدات قتالية في جبل الزاوية، الاستراتيجي يدل على أن هذه المناطق مهمة جدا لتركيا، ومن خلالها تحافظ على أمن حدودها لتسعى بعدها بالعمل على إيفاء الدين المتعلق بضمان عودة اللاجئين جنوب وشرق الطريق الآخر".

وفي سياق متصل عُقد اجتماع بين ضابط تركي برتبة لواء وعدد من أعيان أهالي "جبل الزاوية"، وخصوصا قرية "بسامس" التي تم الاجتماع فيها، وقد شارك فيه أيضاً وفد من "هيئة تحرير الشام".

وقال اللواء التركي خلال الاجتماع إنهم مستمرون بتنفيذ ما اتفق عليه الرئيسان "رجب طيب أردوغان" و"فلاديمير بوتين" في موسكو، معتبِراً أنه "خير بالنسبة للسوريين"، كما أكد أنه لا يعلم تفاصيل الاتفاق، ولكنهم مستمرون بالانتشار في "جبل الزاوية".

ويقول الكاتب والباحث السياسي حليم العربي لأورينت نت إن: " نحن أمام فرض أمر واقع فرضه الأتراك في المنطقة بعد انسحاب الفصائل الثورية نتيجة الهجمة البربرية الروسية على مناطق ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي وريف إدلب الشرقي، وتثبيت خطوط التماس ومنع قوات الأسد من قضم مزيد من الأراضي، من خلال توجيه ضربات قاسية لقواته في مناطق مختلفة".

ويضيف" لا يوجد اتفاق مرسوم بين روسيا وتركيا على اقتسام الأراضي ضمن محافظة إدلب أو المناطق الأخرى، فالأمر هو صراع مصالح بين الطرفين ومحاولة السيطرة على أكبر قدر من المناطق الممكنة لإعادة الناس المهجرين، بينما الروس يهدفون إلى السيطرة على كل سوريا، في حين يهدف الاتراك إلى إعادة اللاجئين على حدودهم من خلال تأمين مناطقهم".

ويضيف "الخلاف الروسي التركي أدى إلى إدخال الجيش التركي للمنطقة وإعادة الانتشار بالاشتراك مع الفصائل الثورية التي تعتبر قوات إسناد للجيش التركي، وذلك بعد معركة سراقب دخلت أرتال إلى الرامي بجبل الزاوية ومن ثم قاموا بالتمركز بعدة مناطق وقرى الجبل، حيث أنهم باتوا مستعدين لأي سيناريو لمحاولة النظام التقدم على مناطق جديدة".

من جهته يقول العقيد المنشق محمد الخالد لأورينت نت" الأسلحة الثقيلة والآليات التي تم إدخالها من قبل الأتراك على جنوب طريق (حلب-اللاذقية) تدل على أنها تعزيزات بهدف مواجهة هجمات محتملة لقوات الأسد، والرد على الخروقات التي يقوم بها بعد تعهد تركيا بمواجهة أي خرق من قبل أي طرف في إدلب من قوات الأسد أو الفصائل".

ويضيف" بعد توقيع اتفاق سوتشي قامت روسيا بالالتفاف عليه بحجة وجود هيئة تحرير الشام وقضم مناطق واسعة وفرض أمر واقع على الأتراك، في مقابل ذلك قامت تركيا بفرض أمر واقع على الروس وقوات الأسد من خلال نشر قوات ضخمة في جبل الزاوية لمنعه من التفكير في شن معركة على المنطقة والسيطرة عليها".

يشار إلى أن الميليشيات الروسية والإيرانية زادت مؤخراً من وتيرة قصفها على قرى وبلدات جبل الزاوية، كما أن طيران الاستطلاع كثف طلعاته خلال الأيام الأخيرة فوق عدة مناطق في غرب وشرق "البارة" وسفوهن في جبل الزاوية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات