إحداهن تعيش على أنقاض منزلها المدمر.. قصص نساء منكوبات في الشمال السوري

إحداهن تعيش على أنقاض منزلها المدمر.. قصص نساء منكوبات في الشمال السوري
خلّف قصف ميليشيا أسد المدعوم بالطائرات الروسية على مناطق عدة بريف حلب الغربي، خلال حملته الأخيرة في الأشهر السابقة دمارًا كبيرًا في المنازل والبنى التحتية علاوة على تهجير مئات العائلات من ديارهم نحو مناطق متفرقة في إدلب وعلى الحدود السورية التركية.

أمينة الحسين كفر نوران غربي حلب

ماذا لو سمعت عن امرأة فقدت ولديها بسبب قصف ميليشيا أسد والروس؟!  سيكون الخبر مروعًا أليس كذلك؟!

لكن القصة لم تنتهِ هنا فلها بقية تزيد المعاناة مرارة وتشعل القلب حرقة لما آل إليه حال "أمينة الحسين" من قرية كفر نوران غربي حلب ... تروي قصتها لـ "أورينت نت" على ما تبقى من ركام منزلها الذي دمر بفعل الصواريخ الروسية.

وتقول أمينة البالغة من العمر نحو ستين عاماً، إنها خرجت من منزلها في ظل القصف المكثف للنظام والروس على بلدتها "كفر نوران" وذهبت صوب مخيمات إدلب، لتتفاجأ بعد يومين من خروجها بأن منزلها قصف ولم يبق منه سوى الركام.

وتضيف، الحسين بعد ذهابها صوب الشمال قطنت لوحدها في خيمة لفترة قصيرة ليأتي بعدها أصحاب القلوب القاسية ليخرجوها منها دون أي شفقة أو حتى رحمة، عندها أيقنت أمينة أنه لا شيء يمكن أن يغنيها عن منزلها حتى لو كان مدمراً، وهي المصائب تأتي تباعًا فلا ترحم!

وبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في الخامس من آذار الماضي وبعد بدء عودة الأهالي إلى ديارهم بالتدريج في مناطق بريف حلب الغربي، قررت الحاجة أمينة التي لا تملك ثمن رغيف الخبز أن تعود إلى منزلها لتتخذ من أنقاضه ملجأ لها.

أمينة الحسين كانت قد فقدت زوجها منذ سنوات ولم يبق من عائلتها سوى سبعة بنات وجميعهن مقيمات في مناطق متفرقة وبعضهن خارج سوريا، وهي تعيش الآن لوحدها دون أي معيل.

وبالتأكيد لا تتوقف جرائم المحتل الروسي ونظام أسد وميليشياته عند قصة أمينة، فهناك الكثير من النساء في الشمال السوري المحرر مَن تعرض منزلهن للقصف وتهجرْن نحو المجهول.

أم وليد من ريف حلب الجنوبي

أم وليد كان لها نصيب في التهجير العديد من المرات وللسبب ذاته قصف ميليشيا أسد والروس الذي لا يعرف كبيرًا أو صغيرًا، رجلًا أو امرأة.

تروي أم وليد حكايتها لـ "أورينت نت" فتقول: 

خرجت أنا وأولادي الاثنين وليد ومحمد من ريف حلب الجنوبي على آثار القصف المكثف وذهبنا صوب مدينة سراقب شرقي إدلب واستأجرنا منزلا صغيرا وعندما بدأ النظام يقصف مدينة سراقب في إحدى الليالي الظلماء تعرض الحي التي تقطن فيه مع أولادها للقصف وإذ بصاروخ يسقط بجوار منزلها ونتيجة قوته فقد أبناؤها الذين يبلغون من العمر خمسة عشر عاماً حاسة السمع وعندها تضاعفت المعاناة.

وتضيف أم وليد البالغة من العمر خمسين عاماً أنها خرجت مع ولديها بعد القصف العنيف على مدينة سراقب صوب أحد المخيمات في مدينة أعزاز شمالي حلب وهي تعيش مع أولادها حالة من الفقر والجوع ولا تملك ثمن رغيف الخبز، مبينة أن بعض أصحاب الخير يقدمون لها بعض المساعدات بين الحين والآخر.

وتطالب أم وليد المنظمات الإنسانية والجهات المعنية بأن ينظروا بوضع أولادها الذين حرموا من ممارسة حياتهم وهم في ريعان الشباب، وأن يقدموا لهم العلاج اللازم فهي لا تملك ثمن العلاج لهم وتقف عاجزة أمامهم.

الجدير بالذكر أن أم وليد فقدت زوجها منذ سنوات ولم تعرف عنه شيء، ولم يبق لها سوى ابنيها وليد ومحمد بعد أن فقدوا حاسة السمع بسبب القصف الهمجي الذي تعرض له الحي الذي كانوا يقطنون به في مدينة سراقب شرقي إدلب التي تستولي عليها حاليا ميليشيا أسد.

وتبقى النساء المهجّرات في مناطق متفرقة في الشمال السوري المحرر والفاقدات للمعيل، الضلع القاصر الذي ابتعد عنه كل شيء بما فيه أعين بعض المنظمات الإنسانية التي تعمل على مساعدة الفقراء والمحتاجين.

التعليقات (1)

    أُبي

    ·منذ 3 سنوات 11 شهر
    تقرير يحكي معاناة اغلب نساء سوريا بالحرب
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات