إعلامي تركي معارض يوجه اتهاماً للسوريين ولكن هذه هي الحقيقة؟

إعلامي تركي معارض يوجه اتهاماً للسوريين ولكن هذه هي الحقيقة؟
لا يفتأ الإعلاميون المعارضون في تركيا يستهدفون السوريين في بلادهم، ويروجون لأكاذيب وشائعات عنهم، متهمين إياهم بانتهاك القرارات الحكومية الرسمية، وعدم الالتزام بالحظر، على الرغم من تفنيد المسؤولين الأتراك لذلك، وتأكيدهم على أنّ نسب الإصابات لدى السوريين قليلة جدا.

"أيرول سونات" الكاتب والإعلامي التركي المعارض، نقل في مقالة نشرتها صحيفة "بوصلة" الإلكترونية، مشاهداته في اليوم الأول من عيد الفطر، خلال تجوله في الشوارع، متهما السوريين بعدم الالتزام بقرارات الحظر، مدعيا أنّ الشوارع كانت تضج بالسوريين أطفالا وشبابا وعوائل.

ولفت سونات إلى أنّه تمكن خلال المدة التي سُمح فيها لكبار السن ممن تتجاوزت أعمارهم 65 عاما، من تجول قسم كبير من شوارع وأحياء مدينة إسطنبول، مدعيا بأنّ الشوارع لم تكن هادئة على عكس ما تم الترويج له، وأنّه في ظل التزام الأتراك منازلهم، انتهك السوريون قرارات الحظر.

وقال سونات: "في اليوم الأول من عيد الفطر كان في الشوارع إلى جانب الموظفين المستثنيين من الحظر، وكبار السن الذين سُمح لهم بالخروج لعدة ساعات، السوريون أيضا، إذ كان من الممكن مصادفة الأطفال والشباب والعوائل السورية في كل شارع وزقاق من شوارع المدينة".

السوريون لا تتم محاسبتهم

وذهب الكاتب إلى التحريض ضد السوريين، مدعيا بأنّه لا تتم محاسبتهم ومساءلتهم جراء الانتهاكات التي يقومون بها، جازما أنّه لا يتم قطع غرامات بحقهم في حال تمت مصادفة أحدهم منتهكا القرارات الرسمية.

وتابع في الإطار ذاته: "منذ أن بدأ الحظر، والسوريون يتجولون نهارا وليلا في الشوارع، ولم يكتفوا بالتجول، بل وقاموا بزيارات العيد أيضا، لا أتخيل ما الذي فعله كورونا عندما رأى ازدحام السوريين في الشوارع، ليتهم أخبرونا منذ البدء بأن السوريين تم استثناؤهم من الحظر، لما بقينا حينها مضطرّين لكتابة هذه المقالة، فالسوريون كبارا وصغارا، انتهكوا الحظر كافة أيام العيد، وتجولوا في الشوارع".

ورفع سونات سقف التحريض، مدعيا بأنّ المواطنين الأتراك -على عكس السوريين الذين لم ينصاعوا للقرارات- التزموا منازلهم، ولم يغادروها، قائلا: "نحن اكتفينا بمشاهدة السوريين وهم يستمتعون بالعيد من منازلنا".

وأردف الكاتب بأنّ السوريين الذين شاهدهم وهم يقومون بزيارات العيد، لم يلتزموا بالتدابير الوقائية، مثل وضع الكمامات الطبية، والقفازات، والحرص على المسافة الاجتماعية، ساخرا: "وكأنّ الفيروس أجرى اتفاقا خاصا معهم، ووعدهم بعدم إصابتهم، وعليه يتصرف السوريون كما يحلو لهم".

تجدر الإشارة إلى أنّ عددا من ولاة ورؤساء البلديات في تركيا، فنّدوا الادعاءات التي تروّج عدم التزام السوريين بقرارات الحظر، وآخرها ما جاء به والي غازي عنتاب داؤود غل، والذي أكد أن نسبة إصابة السوريين في الولاية لا تتجاوز 3 حالات، وذلك على عكس ما روجت له مواطنة اتهمت السوريين بسكل مباشر، بأنهم السبب خلف ازدياد انتشار الفيروس في عنتاب.

والي عنتاب: عدد إصابات السوريين بكورونا لا يتجاوز الثلاثة

وفنّد "داؤود غل" والي غازي عنتاب، عبر تغريدات على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، الشائعات التي يروج لها البعض حول أعداد الإصابات في الولاية، مؤكدا على أن التزام المواطنين منازلهم خلال أيام العيد ساهم في تقليص انتشار الفيروس في الولاية.

"عزيزة تورامان" إحدى المواطنات اللواتي قُمن بالرد على تغريدات الوالي، حيث اتهمت السوريين بشكل مباشر بنشر فيروس كورونا في غازي عنتاب، حيث جاء في معرض ردّها على الوالي: "السبب الوحيد في ازدياد حالات الإصابة بكورونا في غازي عنتاب هم السوريون، لا يلتزمون بالحظر، حتى في العيد تجولوا في الشوارع ونحن اكتفينا بمشاهدتهم من النوافذ".

والي غازي عنتاب داؤود غل رد على تعليق تورامان، مؤكدا على أنّ البعض يحاول ضرب روح الأخوة داخل المجتمع الواحد من خلال إثارة قضايا ومعلومات لا تمت إلى الصحة بصلة.

ولفت الوالي إلى أنّ أعداد السوريين الذين تم تأكيد إصابتهم بالفيروس في غازي عنتاب لم تتجاوز حتى الآن الثلاث حالات، حيث جاء في ردّه على تورامان: "أنزّهكم عما أقول، ولكن البعض يحاول ضرب وإضعاف روح الأخوة والوحدة داخل المجتمع الواحد من خلال إثارة قضايا استفزازية وتحريضية لا صحة لها، وقد تكون المعلومات التي وصلتكم أنتم أيضا في هذا الصدد خاطئة، إجمالي إصابات السوريين في ولايتنا بفيروس كورونا 3 فقط".

رئيس بلدية هاتاي: السوريون يلتزمون منازلهم

وفي وقت سابق أدلى رئيس بلدية هاتاي "لطفي سافاش" بتصريحات، تطرق خلالها إلى أوضاع السوريين في هاتاي في ظل جائحة كورونا، أكد على أنّه لم يتم تسجيل أي إصابة خاصة بالسوريين في ولاية هاتاي حتى الأسبوع الأول من شهر نيسان.

وعزا سافاش السبب فيما سبق، إلى كون السوريين منذ أن قتل 33 جنديا تركيا في إدلب، بدؤوا يلتزمون منازلهم أكثر من أي وقت مضى.

وفي السياق، قال سافاش: "لا أظن بأنّ السوريين يخضعون لفحوصات فيما يتعلق بفيروس كورونا، بعد استشهاد 33 جنديا في إدلب لم نعد نرى السوريين في الشوارع بشكل كبير، إذ يعيشون منغلقين في منازلهم أكثر من أي وقت مضى".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات