ما تأثير إيقاف إدخال الحالات الطبية الحرجة من سوريا إلى تركيا؟

ما تأثير إيقاف إدخال الحالات الطبية الحرجة من سوريا إلى تركيا؟
بعد إغلاق تركيا لمعابرها الحدودية مع سوريا، ضمن الإجراءات الوقائية ضدّ كورونا، ما منع معظم مرضى شمالي غرب سوريا في المناطق المحررة الراغبين في الدخول إلى تركيا للعلاج، من ذلك وخصوصا مرضى السرطان والحالات الحرجة.

حيث توفيت طفلة في إدلب تعاني من مرض السرطان بسبب عدم قدرتها من الدخول من خلال المعبر التركي، وذلك بعد مرور يوم وعدم القدرة على علاجها في المناطق المحررة فيما دخلت عدة حالات أخرى بعد تسليط الضوء الإعلامي عليها واستجابة الجانب التركي لتلك الحالات.

وبحسب مسؤولين طبيين أنّ إغلاق المعابر بين سوريا وتركيا، لا سيما معبر باب الهوى، تمّ بقرار صدر عن الحكومة التركية منذ نحو شهرين، بعد انتشار فيروس كورونا الجديد، في محاولة لوقف انتشاره. هذا الإغلاق منع الحالات المرضية في شمالي غرب سوريا من العبور للعلاج في مستشفيات تركيا.

حيث كانت في الفترة الأولى من الإغلاق كان من الممنوع بأيّ شكل، إدخال أيّ حالة إلى تركيا، بسبب الإجراءات الصارمة مع بداية انتشار وباء كورونا، لكن، في الفترة الأخيرة دخلت بعض الحالات الحرجة إلى تركيا لأنّها على درجة معقدة، وتحتاج إلى تدخل علاجي في تركيا.

محمود عبيد مصاب بسرطان الحنجرة وهو بحاجة مُلحة للدخول إلى تركيا لاستئصالِ حنجرته فهي مغلقة بنسبة 90% ولا يستطيع الدخول بسبب إغلاق المعابر بسبب جائحة كورونا، يناشد أهله وذويه من يستطيع مساعدته بالدخول إلى تركيا ان يساهم بهذا الأمر. 

يقول أحد أقرباء محمود لأورينت نت:" إنْ عطش يحسبُ حساب لرشفات الماء التي سيشربها فهناك صعوبة كثيرة بوصولها لمعدته مهما كانت قليلة، وإن شرب بكمية قليلة يكاد لا يتوقف عن السعال لنصف ساعة، وكذلك الطعام يضطرُ لتقسيمه لفتات صغير ليستطيع بلعهُ".

ويضيف" بالنسبة النوم الذي يحلم به منذ شهور بمجرد الاستلقاء للنوم تصيبه نزلةٌ تنفسية ويكاد لا يستطيع ان يلتقطُ أنفاسه فيضطر للنوم وهو جالس، وصوته أصبح منخفضاً جداً وإن تكلم كلماتٍ قليلة يتعب تعباً شديداً ويلهث كأنه صاعد على قمة جبل، والكثير الكثير من حالاتِ ضيق التنفس أو حتى انقطاع التنفس بشكل تام".

وقد أصدر معبر باب الهوى يوم الإثنين، عن سماح الجانب التركي إدخال 5 حالات من مرضى السرطان بشكل يومي إلى تركيا من أجل علاجهم عن طريق المعبر بعد اصطحاب الكشف الطبي، في حين هناك عشرات الحالات الطبية المستعجلة من غير مرضى السرطان ما زالت تنتظر السماح لها بالدخول إلى تركيا.

يقول نقيب الأطباء الأحرار في الشمال السوري الدكتور وليد التامر لأورينت نت إن: " المقصود بالحالات الحرجة هي الحالات الإسعافية التي لا يوجد لها أي مجال لتقديم خدمات طبية في المناطق المحررة، والتي تحتاج إلى خدمات طبية فائقة وهي غير متوفرة في الشمال السوري، أو أنها تحتاج إلى أدوية ونظام علاج غير متوفر إلا في بلد نظامه الصحي متطور جداً".

وحول جهودهم لحل قضية دخول المرضى يضيف التامر" وصلتنا بشكل كبير شكاوى بأن بعض المرضى أصبحوا يعانون بسبب إغلاق المعبر، ومنهم من لقوا حتفهم حيث التقينا بإدارة المعبر وشرح الموضوع بشكل مفصل، وأدركنا بأنهم يتابعون الموضوع وبأنهم على علم بحالة الوفيات، حيث تم تقديم طلب باستثناء هؤلاء الناس وتجاوز موضوع الحظر، حيث تم توسيع حالات المرضى من 3 يوميا إلى 9 وبدأت الحالات تتزايد بشكل كبير، وما زلنا نتابع الموضوع لأن تشمل كل الحالات".

ويوضح أن" سبب إغلاق المعبر هو إجراء قامت به الحكومة التركية بإغلاق جميع معابرها البرية ضمن إطار مكافحة فايروس كورونا، حيث أن سوء النظام الصحي في الشمال المحرر تسبب في وضع معقد بالنسبة للحالات الطبية الحرجة حيث فقد العديد منهم حياته بسبب عدم تلقي العلاج في الوقت المناسب".

وتعتبر هذه الحالات دخلت إلى تركيا بعد التواصل مع المكتب الطبي في باب الهوى الذي تواصل بدوره مع الجانب التركي وتمت عملية الاستجابة بعد الاطلاع على تقرير طبي خاص بتلك الحالات، ومشاهدة فيديو لشرح الحالة المرضية لكلّ شخص من قبل أحد العناصر الطبية، والحالات التي دخلت إلى تركيا كانت في الأصل تدخل مباشرة وبشكل طارئ.

من جهة أخرى يقول الباحث في الشؤون التركية الأستاذ في جامعة بيازيد التركية الدكتور خالد الشحود لأورينت نت:” هناك جهود متواصلة لمتابعة الحالات الطبية في الداخل السوري من قبل الشخصيات السورية في تركيا، من خلال إيصالها للمسؤولين في الداخلية التركية وإلى والي هاتاي، حيث أصبحت هناك خطوات متقدمة في حل هذا الأمر بشكل نهائي".

ويضيف" مع تراجع انتشار فايروس كورونا في تركيا أصبح إدخال المصابين من سوريا أسهل بشكل كبير حيث تم إدخال مرضى السرطان اعتباراً من اليوم، ومن ثم سيتم إدخال الحالات المستعجلة بشكل تصاعدي إلى حين انتهاء الفايروس وعودة إدخال الحالات كما كان في السابق دون الحاجة إلى نشر كل حالة إعلامياً ليتم التجاوب معها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات