إيران.. قفزة جديدة بإصابات كورونا ونظام الملالي يتهم الشعب بـ "التهور"

إيران.. قفزة جديدة بإصابات كورونا ونظام الملالي يتهم الشعب بـ "التهور"
قفز منحنى وباء فيروس «كورونا» في إيران من جديد، وسجل رقما قياسيا آخر للإصابات اليومية منذ شهرين، بتخطي 3 آلاف إصابة، فيما انضمت محافظة بوشهر إلى محافظات وضعية «الإنذار» بعدما كانت خالية من الوباء قبل خفض الإجراءات، فيما اتهم نظام الملالي المواطنين بالتصرف بـ "تهور"، وفق تعبيره. 

وأعرب وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي عن أسفه لأن بعض مواطنيه لا يتقيدون بتدابير التباعد الاجتماعي المفروضة لاحتواء «كوفيد - 19». وقال: «الناس يتصرفون بتهور تام حيال المرض».

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالات إيرانية بأن الوزير خاطب مواطنيه قائلا: «إما أنهم يثقون بنا تماماً وإما أنهم يعتقدون أن فيروس (كورونا) قد انتهى. وهذه المعلومة الأخيرة زائفة تماماً».

والأسبوع الماضي، قال نمكي، إن بلاده بدأت فعليا مرحلة الاحتواء. وتزامنا مع كلام الوزير، قال كبار المسؤولين في الحكومة، على رأسهم الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده اقتربت من تحجيم واحتواء وإدارة فيروس «كورونا»، وفق صحيفة الشرق الأوسط.

وفي أعقاب ذلك، أعلنت الحكومة عودة قطاعات مهنية صنفتها عالية المخاطر، عندما أعلنت عودة تدريجية للأنشطة الاقتصادية في 11 أبريل (نيسان) الماضي. وهذا الأسبوع سمحت الحكومة بإعادة فتح المساجد والمراكز الثقافية، كما رفعت من ساعات العمل في المراكز التجارية. لكن أرقام الأيام الأخيرة تسير على عكس ما قاله المسؤولون.

وخرج المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور في مؤتمره الصحافي اليومي، لتحديث الأرقام الإنسانية المرتبطة بدوامة الفيروس. وقال: «لقد تجاوزت إحصائية الإصابات اليومية من حدود ثلاثة آلاف، موضحا أن الفحوصات المختبرية أكدت إصابة 3117 شخصا بفيروس (كوفيد 19)، وهو ما رفع حصيلة الإصابات إلى 157 ألفا و652 شخصا».

وأبلغ المتحدث عن 64 حالة وفاة إضافية، ما يرفع عدد الوفيات إلى 7942 حالة، في وقت يتصارع فيه 2565 شخصا مع الفيروس في غرف العناية المركزة.

وأوضح المتحدث أن 541 حالة من بين الإصابات الجديدة، تطلبت العلاج المباشر في المستشفى، فيما وصفت حالة 2576 شخصا، ما يعادل 83 في المائة من الإصابات الجديدة، بأنهم يحملون أعراضا من الوباء أو كانوا على صلة بالمصابين.

وأفادت الإحصائية الرسمية بأن 123 ألفا و77 شخصا غادروا المستشفيات بعد الشفاء من الفيروس، وهم من بين 975 ألفا و936 حالة فحص أجرتها المراكز الصحية الخاصة بمراقبة الفيروس.

ونوه جهانبور أن أي نقطة في البلاد «ليست خالية» أو «خضراء» من الفيروس. وجاءت إشارة المتحدث إلى عدم وجود اللون الأخضر، في وقت اعتمدت الحكومة منذ الشهر الماضي، تصنيف المناطق الإيرانية إلى ثلاثة ألوان هي البيضاء والصفراء والحمراء.

إلى ذلك، ناشد المدير التنفيذي لمنظمة نقل الدماء في طهران، مواطنيه إلى التبرع بالدماء. وأفادت وكالة إيسنا الحكومية، عن محمد رضا مهدوي بأن «ذخيرة الدماء في العاصمة تشهد تراجعا ملحوظا».

وتستعد الجامعات لعودة الطلاب إلى الجامعات بعدما علقت الحكومة في بداية مارس (آذار) الماضي الدارسة. وقالت جامعة طهران إن طلاب جميع المراحل بإمكانهم العودة اعتبارا من السبت المقبل، حسبما أوردت وكالة إيلنا. وما يثير المخاوف هو مدى جاهزية، حي جامعة طهران، أكبر مجمع للسكن الطلابي، في قلب العاصمة الإيرانية، وهو واحد من مئات المراكز المخصصة لسكن الطلاب في عموم البلاد. كما أن عودة الطلاب في مختلف مناطق البلاد، قد يؤدي إلى زيادة في حركة التنقل بين المحافظات والمدن.

ومن المفترض أن تكون امتحانات نهاية العام الدراسي، أحد أسباب عودة الطلاب. وهي خطوة متوقع أن تعلنها وزارة التعليم فيما يخص المدارس.

وعادت حركة مترو الأنفاق في ثلاث مدن كبيرة هي مدينة مشهد وأصفهان وشيراز، لتنضم إلى طهران التي بدأت محطاتها بعد استئناف الأنشطة الاقتصادية.

وضعية حمراء

ولا تزال وضعية محافظة الأحواز، حمراء فيما انضمت جارتها الشرقية، محافظة بوشهر إلى قائمة المحافظات في وضعية الإنذار، بعدما كانت أكثر محافظة خالية من الوباء، قبل استئناف الأنشطة الاقتصادية.

وقال جهانبور عن أوضاع الأحواز: «رغم أننا نلاحظ انخفاضا نسبيا في عدد الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات لكن الوضعية في المحافظة لا تزال حمراء»، لافتا إلى حالة الإنذار في محافظة أذربيجان الغربية، وأصفهان وكردستان وكرمانشاه.

ولا يثق أغلبية الإيرانيين بالإحصاءات التي تبلغ عنها الحكومة. وتلاسنت الحكومة الشهر الماضي، مع عدة جهات شككت بالأرقام المعلنة. وقدرت دراسة في البرلمان الإيراني أن يكون عدد الإصابات بين ثمانية إلى عشرة أضعاف ما تقوله الحكومة.

في الأثناء، أعرب رئيس جامعة العلوم الطبية في محافظة فارس، مهرزاد لطفي عن مخاوف من تسارع خطوات «كورونا» في المحافظة.

وقال لطفي لوكالة «إرنا» الرسمية إن عدد الإصابات يرتفع في بعض مدن المحافظة. ودعا إلى أخذ خطر الإصابة على محمل الجد. وقال «يجب أن نقلق جميعا من ذروة جديدة لفيروس (كورونا) في المجتمع».

وكانت أعلى الإصابات في مركز المحافظة بمدينة شيراز التي شهدت إعادة فتح أبواب مواقع أثرية وتاريخية أمام الزوار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات