"يجمع القمامة".. طفل سوري من ذوي الاحتياجات الخاصة يثير جدلاً كبيراً في تركيا (فيديو)

أثار تسجيل مصوّر لطفل سوري مُقعد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو يجمع بقايا البلاستيك والأوراق الكرتونية من الحاوية، بـ  مقاطعة إسكندورن التابعة لولاية هاتاي، تعاطفا كبيرا لدى الشارع التركي، ليتحول فيما بعد إلى جدل بسبب التحريضات التي قامت بها وسائل إعلام المعارضة.

وانتشر قبل يومين على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلا مصوّرا التقطه مواطن تركي عبر هاتفه النقّال، لطفل سوري 10 أعوام، يُدعى "إسماعيل" وهو يجمع البلاستيك والأوراق الكرتونية من الحاوية بمقاطعة إسكندورن في هاتاي، ما أثار عاطفة كلّ من شاهد الفيديو، ليطالب الكثيرون بجمع تبرعات له.

ولاية هاتاي، وعقب ساعات من انتشار المقطع على وسائل التواصل الاجتماعي، أدلت بتصريحات حول الطفل إسماعيل، الذي يعيش مع والديه، إلى جانب أخوته الـ 5 في منزل واحد، حيث بيّنت أنّ عائلة الطفل تتلقى دعما ماديا من الهلال الأحمر، فضلا عن أنّ الطفل نفسه يتلقى دعما خاصا من الدولة لكونه من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبحسب ما نقلته صحيفة "سوزجو"، فقد بينت الولاية في تصريحها بأنّ الطفل من عائلة سورية، وخصوصا أنّ البعض حاول استغلال الفيديو وإظهار الطفل على أنّه تركي، للتجيش ضد الحكومة، والترويج بأنّ الوضع الاقتصادي في البلاد بات سيّئا للغاية، لدرجة أنّ الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة باتوا مضطرّين لجمع القمامة بهدف تأمين قوت يومهم.

وجاء في بيان الولاية: "بعد التدقيقات اللازمة، تبيّن أنّ الطفل من عائلة سورية مؤلفة من 8 أشخاص، الأب يؤمن قوت عائلته من خلال العمل على جمع الخرداوات، فيما تتلقى العائلة مساعدة مالية خاصة بكل فرد من الهلال الأحمر، فضلا عن مساعدة خاصة يحصل عليها الطفل لكونه من ذوي الاحتياجات الخاصة".

الهلال التركي يزور عائلة الطفل

وعلى إثر الصدى الكبير الذي أثاره التسجيل على وسائل التواصل، أجرى الهلال الأحمر التركي زيارة لمنزل إسماعيل، حيث قاموا بتوزيع الاحتياجات الرئيسية الضرورية للعائلة مثل الغذاء والسرير واللباس وغيرهم من المساعدات الأخرى.

وعقب زيارة الهلال الأحمر لمنزل إسماعيل، تناقل المواطنون الخبر معربين عن سعادتهم جرّاء تمكّنهم من مساعدة الطفل، عبر إيصال صوته للجهات المعنية.

 جدل كبير

ومن جانبها وسائل الإعلام المعارضة تناقلت بعد بيان الولاية، خبر تلقي العائلة لمساعدات روتينية من الهلال الأحمر، محاولة إظهار العائلة وكأنها تتلقى مبالغ خيالية وعالية جدا، على الرغم من كون الفرد الواحد يحصل شهريا من الهلال الأحمر على مبلغ قدره 120 ليرة تركية، فيما تبلغ قيمة المساعدة التي يتلقاها الفرد في حال كان من ذوي الاحتياجات الخاصة 805 ليرات.

واللافت للانتباه بأنّ وسائل الإعلام المعارضة تناقلت الخبر، بأسلوب مستفز، محاولة إظهار العائلة وكأنّها تجبر طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة على جمع القمامة، على الرغم من كونها تتلقى مساعدات من الهلال الأحمر، حيث جاءت عناوينهم على النحو الآتي: "تبيّن أنّ عائلته تتلقى المساعدات"، في إشارة منها إلى أنّ التعاطف الكبير معه لم يكن له أي مبرر.

وشارك البعض من المواطنين في الجدل الحاصل حول الطفل، حيث نشر "أحمد كوجوك عبر تغريدة على تويتر: "تبين أنّ الدولة تعطي للطفل مساعدة مالية لكونه من ذوي الاحتياجات، فضلا عن المساعدة التي تصل كل فرد على حدة، هذه هي الدولة الاجتماعية، ونشكرها على ما تفعله، ولكن يجب على العائلة التي تتلقى كل هذه المساعدات ألا تجبر طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة على جمع القمامة".

وذهب البعض إلى تذكير من يقومون بالتحريض واستغلال مواجع العائلة، إلى أنّ إجمالي ما تقبضه العائلة من مساعدات يبلغ 1765 ليرة، مذكرين بأنّ هذا المبلغ سيدفعون منه لآجار منزلهم وفواتيرهم واحتياجاتهم الرئيسية، وغيرها، في إشارة منهم إلى أنّه لايساوي شيء لعائلة مؤلفة من 8 أشخاص.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات