الجولاني يصفي حسابه مع منافسيه.. وأبو مالك التلي في سجون الهيئة

يبدو أن أبو محمد الجولاني يسعى لإزاحة كلِّ خصومِه الذين ينافسونَه على قيادةِ الفصائلِ المنشقة عن الهيئة، ويعمل على تصفية وجودِهم في الساحة وإبعادِ خطرِهم عن الاتفاقاتِ التي أبرمها مع القوى الدولية مقابلَ بقائه مسالماً لا يحركُ الجبهاتِ ولا يخترقُ الاتفاقاتِ التي تم التوصلُ إليها.

فبعد أيام من اعتقال "أبو صلاح الأوزبكي" قامَ عناصرُ الهيئة باعتقال أبو مالك التلي، الرقم الأصعب في معادلةِ هيئة التحرير، وذلك على إثر ِانشقاقِه مرةً جديدة وانضمامِه لغرفة عمليات "اثبتوا" التي تجمعُ عدداً من الفصائل المنشقة عن الهيئة.

التلي كانَ يُشكلُ هاجساً يؤرقُ الجولاني كونُه يمتلك نقاط َقوةٍ تجعلُه من أشد منافسيه خطورة، وذلك لأنه يمتلكُ أموالا طائلة من صفقات ِالتبادل التي جرت في القلمون، ولتأثيرهِ الكبير على طيفٍ واسع داخلَ الهيئة، وكان الجولاني يتروى قبلَ الانقضاض عليه، ورأى في انشقاقِه فرصة ًلا تعوض للإجهاز عليه، والانتهاءِ من دوره.

يحاولُ الجولاني من خلال الخطواتِ التي يقوم بها داخلَ جماعتِه والترتيباتِ الأمنية الأخيرة التي اتخذها، أن يكونَ له موطؤُ قدمٍ في اللعبة السياسية التي يتم الترتيبُ لها من خلال الأطرافِ الدولية والإقليمية، ويربطُ الكثيرُ من المراقبين بين تخلُصه من العديد من القادة التي يشكلون عقبة ًأمامَ اتفاقِ آستانة والاتفاقاتِ الدولية وبين وعود قد يكون تلقاها الجولاني مقابلَ هذه الاجراءاتِ التي يقوم بها.

فهل يسعى الجولاني لإفراغ الساحةِ من منافسيه ليبقى وحدَه من يملكُ مقاليدَ الأمور بأماكنِ سيطرتِه؟ وهل ستشهدُ الأيامُ المقبلة مزيداً من الانشقاقاتِ عن الهيئة على ضوء الشروطِ التي وُضعت لفكِ الارتباط عنها؟ ومن سيكون الهدفَ المقبل للجولاني؟ هل ستشهدُ الهيئة اشتباكاتٍ مع غرفة عمليات اثبتوا؟ وهل ستسكتُ حركة أنصار الدين وحراس الدين المتشددة على الخطواتِ التي يقوم بها عناصرُ الهيئة؟ وكيف لنا أن نقرأ الخطواتِ التي يقوم بها الجولاني.. هل تأتي ضمنَ الاتفاقاتِ التي جرت بين الروس والأتراك؟ وهل من الممكن أن يكون الجولاني ضمنَ أيِّ حلٍ سياسي مقبل؟

الضيوف:

العميد أحمد رحال - محلل عسكري و أستراتيجي - اسطنبول - dtl

عباس شريفة - باحث في مركز رؤيا – إسطنبول – skype

تقديم: أحلام طبرة

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات