معسكرات ومستودعات إيرانية في حماة.. أين تنتشر وما سبب وجودها؟

معسكرات ومستودعات إيرانية في حماة.. أين تنتشر وما سبب وجودها؟
تُعتبر محافظة حماة من أكثر المحافظات السورية التي تنتشر فيها الميليشيات الإيرانية في الآونة الأخيرة، ولا تقتصر أماكن تواجدها على منطقة واحدة ضمن المحافظة وإنما تتوزّع على أغلب الأماكن الحيوية ذات البُعد الاستراتيجي والمذهبي الخاص بها.

وكانت إسرائيل قد استهدفت هذه الميليشيات بعدة غارات جوية في الأشهر الأخيرة، وآخر ضرباتها كانت لمستودعات ذخيرة إيرانية بمحيط مدينة السلمية في ريف حماة الشرقي، عدا عن وجود العديد من المعسكرات التدريبية والبحثيّة ومستودعات الذخيرة التي تُشرف عليها هذه الميليشيات وتُشكّل خطراً على أمن وسلامة سوريا ومستقبل السوريين.

انتشار كثيف في حماة

وبحسب مسؤول وحدة الرصد 80 أبو اصطيف خطابي فإن محافظة حماة تأتي كثالث محافظة من حيث كثافة انتشار الميليشيات الإيرانية فيها وربما باتت الثانية حالياً, خاصة بعد عمليات النقل والتمويه لمراكز هذه الميليشيات في الآونة الأخيرة.

ويُضيف خطابي لأورينت نت، "تتوزع الميليشيات الإيرانية في حماة على معسكرات تدريب وأخرى تجمّع بالإضافة لمستودعات ذخيرة، وأخيراً باتت تفتح مكاتب انتساب لميليشياتها المتواجدة في المحافظة, ومن أهم مراكز  الانتساب مركز مصياف ووادي العيون بالقرب من مصياف بالإضافة لمراكز انتساب السلمية وسلحب وحماة, والتي ترفد هذه الميليشيات بمئات المقاتلين".

وتابع خطابي حديثه موضحاً أن، "أكبر معسكرات التدريب التابعة لإيران في محافظة حماة معسكر التدريب في اللواء 47 جنوب مدينة حماة, بالإضافة لمعسكر مطار حماة العسكري, ومركز عمليات معسكر الشيخ غضبان بالقرب من مصيف غربي حماة".

وأما عن مستودعات الأسلحة والذخيرة الإيرانية في حماة, يقول خطابي: "تنتشر العديد من مستودعات السلاح والذخيرة الخاصة بالميليشيات الإيرانية في محافظة حماة, ومن أهم مستودعاتها مستودعات جبلَي "معرين" و "تقسيس" بالقرب من اللواء 47, بالإضافة لمستودعات جبل زين العابدين شمال مدينة حماة بـ 9 كم ومستودع رحبة خطاب شمال غرب حماة بـ 12 كم, وكذلك مستودع معمل البصل في الحي الشمالي الشرقي لمدينة السلمية والذي استهدفته إسرائيل مؤخراً".

وتابع خطابي تعداد مستودعات الأسلحة الإيرانية في حماة بقوله: "كما يوجد مستودعات ذخيرة للميليشيات الإيرانية في كل من جبل عين الزرقا الواقع غرب السلمية بحوالي 5 كم, وجبلَي الأطوز والخضراء شمال غرب السلمية, مع مستودعات أبو طويقية شمال غرب السلمية بحوالي 10 كم".

ووفق المرصد خطابي فإن الميليشيات الإيرانية تُسيطر على مراكز بحوث علمية في حماة، ذكرها بقوله: "كلية البحوث العلمية بالقرب من بلدة خطاب تقع تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية, كما تُسيطر هذه الميليشيات على مراكز البحوث العلمية في تل قرطل جنوب مدينة حماة, وكذلك مركز البحوث العلمية في الشيخ غضبان والبحوث العلمية في الزاوية ويقع الأخيران بالقرب من مدينة مصياف".

ونوّه خطابي إلى أن أكبر التجمعات الإيرانية في حماة تقع في "إثريا" شمال شرق حماة وكذلك في قاعدة خربة عمشاء عند الحدود الإدارية بين حماة وحلب, بالإضافة لتجمعات جورين وقلعة ميرزا وقمحانة بالقرب من حماة.

الموقع الاستراتيجي لحماة

وعن أسباب كثافة انتشار الميليشيات الإيرانية في محافظة حماة, يقول المرصد خطابي: "تعتبر محافظة حماة ذات موقع استراتيجي بالنسبة للميليشيات الإيرانية كوْنها تقع وسط سوريا وتصل بستّ محافظات سورية, مما يجعل من معسكرات هذه الميليشيات مركزاً للانطلاق نحو عملياتها العسكرية داخل المحافظة أو باتجاه المحافظات المجاورة لها".

وهذا ما أكّده كذلك الناشط الإعلامي محمد العلي لأورينت نت بقوله: "تنتشر الميليشيات الإيرانية بكثافة في محافظة حماة دون غيرها من باقي المحافظات السورية لما لهذه المحافظة من أبعاد جيواستراتيجية, فالمنطقة التي تنتشر بها هذه الميليشيات تقع بالقرب من المناطق المحررة في إدلب والتي تشهد محاولات لاحتلالها من قبل هذه الميليشيات وميليشيات أخرى, كما تقع المعسكرات الإيرانية بالقرب من مراكز السيطرة الأخرى كالميليشيات الروسية وميليشيات قسد وتنظيم داعش, وبالتالي تسمح لها هذه المنطقة باللعب على كافة أوتار السيطرة في سوريا".

استغلال البُعد الطائفي

وأكمل العلي قائلاً: "ومن أسباب انتشار الميليشيات الايرانية في حماة هو استغلالها للبعد الطائفي والمذهبي, فاستغلّت وجود مذاهب تابعة لها بالإضافة لمراقد شيعيّة ضمن المحافظة, وعملت على تشييع الآلاف ضمن صفوفها مستغلةً بذلك ولاء بعض المناطق لها وتبعيتها للمرجعيات والحسينيات الخاصة بها, كما في زين العابدين وريف مصياف وريف السلمية".

وبحسب المقدم محمود العليوي فإن الميليشيات الإيرانية بدأت بالانتشار في محافظة حماة منذ أكثر من 8 أعوام ولكن بالسنوات الثلاث الأخيرة سيطرت على أغلب المناطق الهامة بالمحافظة, وذلك بحجّة وجود مراقد وحسينيات تارةً, وتارة أخرى لحماية الموالين والتابعين لها بعيداً عن سيطرة نظام أسد أو حتى التواجد الروسي الذي حصل مؤخراً, مما جعل التنافس بينهم على أشدّه.

وأشار العليوي إلى أن إيران بداعي البعد الطائفي الخاص بها عملت على توزيع معسكراتها في حماة ضمن المناطق التي حسبتها موالية لها ولهذا جنّدت عدداً من شباب هذه المناطق, ولكن الحقيقة تتواجد هذه الميليشيات لحماية مصالح إيران في المنطقة والسيطرة على محافظة من أهم محافظات سوريا, وحماية مصالحها بباقي المحافظات المحيطة.

تمويه مواقع

بعد استهداف الطيران الروسي للعديد من المواقع الايرانية في دير الزور وجنوب سوريا "قلّلت الميليشيات الإيرانية بعضاً من مواقعها باتجاه وسط سوريا ظناً منها أنها ستكون بعيدة عن الصواريخ الإسرائيلية لوجودها بعمق سوريا, ولكن الصواريخ الإسرائيلية وصلتها عدة مرات آخرها استهداف مستودع معمل البصل بالسلمية". بحسب المقدم العليوي.

وأضاف العليوي, "أعادت الميليشيات الايرانية تموضعها بعد انسحابها من عدة معسكرات في دير الزور وحلب, وتمركزت بمعسكرات بالقرب من إثريا والسلمية شرق حماة, كما نقلت بعضاً من معسكراتها باتجاه شرق إدلب وجنوب حلب وذلك تمويهاً لمواقعها وإبعادها عن استهداف التحالف الغربي أو الإسرائيلي المتكرر في دير الزور وجنوب سوريا".

وأخيراً, أشار العليوي إلى أن الميليشيات الإيرانية المنتشرة في محافظة حماة يصل عددها لأكثر من 10 آلاف عنصر, بعضهم إيراني الجنسية والبعض الآخر من ميليشيات موالية لإيران عراقية أو أفغانية او سورية الجنسية, وساهمت هذه الميليشيات بأغلب معارك حماة وإدلب وحلب وشرق سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات