الأممُ المتحدة كانت تكررُ أنَّ الجهةَ الوحيدة التي تتعاملُ معها لتوزيع المساعداتِ هي نظامُ أسد، والنظامُ كما هو معروفٌ لا يلتفت إلى معاناةِ وآلامِ الشعب الذي يعيشُ ويلاتِ الجوع والفقر، ويعملُ على توزيع ِهذه المساعداتِ على أتباعِه والمقربينَ منه، أما المتضررون والمستحقون لهذه المساعداتِ فلا يأخذونَ من الجمل أذنه.
وقد تكون الصرخة ُالتي أطلقها المتحدثُ باسم الأوتشا في جنيف إلى أنَّ جيلا من الأطفالِ لم يعرف سوى المصاعبِ والدمار والحرمان، خيرَ دليلٍ على ما تمرُّ به سوريا من أزماتٍ إنسانية وغذائية.
أرقامٌ مهولة تحدثت عنها الأممُ المتحدة تصورُ عمقَ المأساةِ السورية، حيث أشارت إلى أنَّ هناك أكثرَ من أحدَ عشرَ مليونَ شخص ٍبحاجةٍ للمساعدةِ والحماية في سوريا، ويفتقرُ أكثرُ من تسعةِ ملايين و ثلاثِمئةِ ألفِ شخصٍ لما يكفي من الغذاء، ومن الممكنِ أن تزدادَ وتيرةُ تفشي فيروس كورونا في البلاد.
أشارَ برنامجُ الأغذيةِ العالمي إلى أن التراجعَ الاقتصادي وإجراءاتِ العزل للحدِ من انتشار كورونا سبّبت ارتفاعا في أسعار الغذاء بنسبةِ تفوق 200% في أقل من عام، ويعيش أكثرُ من 90 % من السكان تحت خط ِالفقر.
هل سوريا على عتباتِ مجاعةٍ على ضوءِ التحذيراتِ الأممية؟ ألا تشيرُ الأرقامُ التي تحدثت عنها الأممُ المتحدة إلى عمقِ الأزمةِ الإنسانية التي يعيشُها السوريون؟ ألم تعترف روسيا أنَّ عقوباتِ قانون قيصر هي التي شلّت الاقتصادَ السوري؟ ولكن بالمقابل ألم تتركِ الولاياتُ المتحدة الباب موارباً أمامَ النظام ودعته فقط إلى تغييرِ سلوكِه مقابلَ رفع ِالعقوبات؟ ألا يُعدُّ النظامُ هو المسببُ الحقيقي لكلِّ ما تمرُّ به سوريا من أزماتٍ اقتصادية ومجاعات؟ ألم يضح ِّ بشار أسد بالشعب السوري قرباناً لبقائِه على كرسيه؟
الضيوف:
محمود خليل - محامٍ ومختص بالقانون الدولي - انطاكيا – skype
د. اسامة القاضي - رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا – مونتريال - skype
تقديم:
أحلام طبرة
التعليقات (0)