بسبب الأقساط.. جامعة إدلب "الحرّة" تحرم طلاباً من تقديم امتحاناتهم!

بسبب الأقساط.. جامعة إدلب "الحرّة" تحرم طلاباً من تقديم امتحاناتهم!
شعر الطالب الجامعي، يمان البكور، بـ"الإذلال" كما وصفه، نتيجة طرده من قاعة الامتحان ومنعه من تقديم فحوصات الفصل الثاني في جامعة إدلب، بسبب عدم قدرته على تسديده الرسوم الجامعية كاملةً.

"المشكلة" كما يصفها الطلاب ممن هم بنفس وضع البكور، لا تتوقف عند الشعور بالعجز بل يضاعفها "الإذلال" بالتشهير به، لا سيما أن القضية لا تتوقف عند طالب واحد، وإنما الكثير من طلاب الجامعة في الشمال السوري.

وكانت جامعة إدلب، ممثلة برئاسة التعليم العالي ولجنة التنظيم، أصدرت قراراً بتاريخ 23 حزيران 2020 بمنع دخول الطالب إلى قاعة الامتحانات، مالم يكن مسدداً للقسط السنوي بشكل كامل، وهو ما اعتبره الطلاب قراراً مجحفاً بحقهم، خاصة بالنسبة لغير القادرين على تسديد القسط، وسط ظروف معيشية قاسية يعيشها أهالي الشمال.

أطماع مادية

يقول الطالب، يمان، وهو أحد طلاب فرع الأدب العربي، إن مافعلته رئاسة الجامعة بمنع الطلاب الفقراء من تقديم امتحاناتهم، هو ”قرار غير لائق ويعكس أطماع الجامعة المادية وعدم اهتمامها الفعلي بمستقبل الطلاب الذين يواجهون ظروفاً في غاية الصعوبة، لا سيما بعد ارتفاع الدولار الجنوني وتدني قيمة الليرة السورية وانعدام فرص العمل"، مضيفاً ”أنا لا أطالب بأن يلغوا الأقساط بشكل كلي وأعلم أن هناك كلف تشغيلية للجامعة؛ وإنما مراعاة ظروف الطلاب الفقراء وتخفيض الرسوم عليهم وتقسيطها، وأن يكونوا عوناً لنا وليس عبئاً آخر علينا يضاف إلى جملة أعبائنا الكبيرة".

ويتابع متحدثاً عن "خيبة أمله": ”دخلت قاعة الامتحانات على أمل تقديم الامتحان وترفيع المادة. نحن الطلاب نعد الأيام والليالي كي نتمكن من إتمام عملية الدراسة والتخرج ليتاح لنا فرصة عمل ملائمة تنقذنا من وضعنا المأساوي”. مردفاً "لكن إدارة الجامعة الموقرة بكل بساطة منعتنا من تحقيق هذا الحلم، بسبب الأقساط الجامعية لننتظر فصلا دراسيا كاملا يتاح لنا من خلاله تقديم امتحانات موادنا هذه".

تبلغ رسوم التسجيل للفصلين الدراسيين في جامعة إدلب 150 دولارا للأفرع الأدبية؛ بينما يدفع طلاب الأفرع العلمية 200 دولار، وطلاب التعليم الموازي  400 دولار عن كل مادة.

محسوبيات!

وتلعب "المحسوبيات" وفقاً لبعض الطلاب، دورها في جامعة إدلب من خلال إعفاء عدد من الطلاب من الرسوم، وفق مايقول الطالب الجامعي قسم العلوم الإدارية، علي الحسين: "زملاء لنا حضروا الامتحان، لأنهم محسوبون على عمداء ومديرين وقادة فصائل؛ في حين لم يستطع أكثر من 50 طالباً حضور الامتحان لعدم قدرتهم على تسديد القسط، وليسوا محسوبين على أحد".

في قسم العلوم الإدارية، كان يداوم السنة الماضية أكثر من 200 طالب؛ أما اليوم ومع تدهور الأوضاع المعيشية بفعل انخفاض قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية لا يتعدى عدد الطلاب الملتزمين بالدوام سوى 30 طالباً بسبب غلاء المعيشة والمواصلات التي باتت ترهق الطلاب عدا عن الأقساط الجامعية.

ويرى العديد من الطلاب في القسط الجامعي عبئاً مادياً لا يمكنهم تحمله، إذ إن الدخل منخفض في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل مقارنة بتكاليف الدراسة، فمن الممكن أن يتحمل الطالب تكاليف المواصلات والكتب الجامعية في حين لا يمكنه تحمل عبء القسط الجامعي.

ولأن العدد الأكبر من الطلاب يعانون ضعف الإمكانيات المادية، فقد غدت دراستهم عبارة عن حضور محاضرات أونلاين (عن بعد) ودراسة محاضرات مطبوعة، إضافة لدروس تحضيرية في المنزل، كونها أقل تكلفة من الدوام الرسمي في الجامعة وحضور المحاضرات بشكل مباشر.

يشار إلى أنه يدرس بجامعة إدلب الحرة التابعة لحكومة الإنقاذ والتي تأسست بتاريخ 2015 بعد تحرير إدلب من قوات النظام حوالي 15 ألف طالب وطالبة، وسط أوضاع مأساوية أبرزها بالنسبة للطلاب يتمثل بالأقساط السنوية المرتفعة وعدم الاعتراف الدولي بالشهادات الصادرة عن الجامعة حتى اللحظة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات