خمسينية سورية رفضت الزواج ونذرت نفسها لرعاية شقيقاتها من ذوي الاحتياجات الخاصة (صور)

خمسينية سورية رفضت الزواج ونذرت نفسها لرعاية شقيقاتها من ذوي الاحتياجات الخاصة (صور)
بعد ازدياد القصف على جبل الزاوية أثناء الحملة العسكرية الروسية على ريف إدلب الجنوبي، كان لبلدة أحسم وهي مسقط رأس خديجة القاسم النصيب الأكبر من القصف والدمار مما دعاها للنزوح إلى بلدة أريحا، وبعد الهدوء لفترة من الوقت عادت إلى البلدة للاستقرار من جديد ولكن تجدد القصف الروسي منعها من ذلك بعد أن تدمر منزلها بشكل شبه كامل.

خديجة القاسم تبلغ من العمر (50 عاماً) لها 4 شقيقات من ذوي الاحتياجات الخاصة، واللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 إلى 60 عاماً وهي لا زالت عزباء ورفضت فكرة الزواج/ وذلك بسبب عدم وجود من يرعى أخواتها بعد وفاة أبيها وأمها حيث تسكن في منزل للإيجار في مدينة إدلب بعد نزوحها الأخير من بلدة أحسم في جبل الزاوية.

تشرح خديجة القاسم قصتها لأورينت نت وتقول:" لدي 4 من شقيقاتي من ذوي الاحتياجات الخاصة واحدة منهن تعاني من الشلل الدماغي واثنتان من الشلل الذهني والرابعة تعاني من إعاقة عقلية وقلب مفتوح، حيث إنها بحاجة إلى عملية جراحية ولكن قلبها لا يتحمل، فهي تعيش على الدواء بشكل مستمر دون انقطاع لكي تبقى على قيد الحياة".

وتضيف "لا أستطيع العمل لأني أبقى معهن طوال اليوم، أقوم بوضع الطعام لهن على 3 وجبات في اليوم، بالإضافة إلى إعطاء الدواء لكل واحدة منهن، حيث إني لا أستطيع مفارقة المنزل أكثر من 5 دقائق، لأن إحدى شقيقاتي تعاني من نوبات عصبية وحالة إغماء، وبحسب تشخيص الطبيب فإن السبب هو نوبة حزن على رحيل والديّ منذ عام، لذلك فهي تحتاج لجرعة دواء فور وقوعها في الحالة العصبية".

وحول رعاية شقيقاتها تشرح القاسم:" توفي والداي ولدي أخ معتقل منذ 8 سنوات، وأتى خبره أنه قتل تحت التعذيب وأنا استلمت الأمانة التي تركتها أمي، وهي البقاء مع شقيقاتي، حيث نذرت نفسي لرعايتهن، لذلك رفضت فكرة الزواج سابقاً، لتحمل هذه المهمة حيث أكافح يومياً لتأمين ثمن طعامهن والدواء لهن ومواد العجزة".

وعن طريق تأمين المعيشة لها ولشقيقاتها توضح خديجة القاسم" لا أريد شيئا سوى تأمين عمل منزلي لي، لأتمكن من تحصيل مصروف مع شقيقاتي، بالإضافة إلى أجرة المنزل، هناك بعض أهل الخير يساعدوننا في تحمل قسم من أعباء المعيشة، بالإضافة إلى وجود صيدلية تعطينا الدواء وحفاضات العجزة مجاناً وهو ما يسهل علي هذه الصعوبات".

وتعتبر خديجة القاسم من بين مئات السوريات اللواتي يعملن لرعاية أسرهن المتضررة أو الفقيرة، وكذلك من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بسبب فقدان المعيل لهذه العائلات بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر على أكثر من 85 بالمئة بين السوريين وخصوصاً الذين يعيشون في المخيمات والمهجرين من قراهم.

باسل نجار هو أحد الأشخاص الذي يعمل كمتطوع إنساني وأحد جيران خديجة القاسم يقول لأورينت نت" بقيت أكثر من شهرين جارا لهم، وأعمل في المساعدات الإنسانية، ولم نعرف وضع هذه العائلة ولم تأتِ خديجة لتطلب المساعدة، حيث إنها رغم حالتهم المأساوية فإنها امرأه مكافحة ومن العائلات المتعففة التي لا يمكن أن تعرف حالتهم إلا إذا بحثت عنهم كثيراً".

ويضيف" بعد زيارتنا لهم وجدناها تواصل الليل في النهار في طهي الطعام والغسيل، وتنظيف البيت وقضاء حاجات شقيقاتها دون تململ أو طلب مساعدات لهن، رغم أنها باتت تعاني من أمراض عديدة ومنها مرض الديسك، بسبب العمل المتواصل وعدم وجود من يساعدها في رعاية شقيقاتها".

وحول الحل المناسب لمساعدة القاسم على رعاية شقيقاتها يوضح النجار" الواجب أن يتم لفت النظر لهذه الحالة وإعانة خديجة من خلال منحها مشروعاً صغيراً كالخياطة أو دكان لبيع المواد الغذائية أو النظافة، حيث إنها تستطيع كسب رزقها داخل المنزل، إضافة إلى تمكنها من رعاية شقيقاتها وتفقد حالتهن في حالة احتاجت واحدة منهن للذهاب للمشفى".

من جهتها تختم القاسم حديثها" أحلم بالعودة إلى المنزل وسقاية الورود على قبور والديّ والاعتناء بأشجار وأزهار المنزل المدمرة أجزاءه والتخلص من المعيشة في الشقق السكنية، فقد تعبت من التهجير والجلوس في المنزل وحيدة أكثر من تحمل أعباء رعاية شقيقاتها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات